أهلاً بالكتاب

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

فتح معرض الشارقة الدولي للكتاب أمس أبوابه مشرعة لعشاق الثقافة والمعرفة، في دورة استثنائية، تبشر بتعافي صناعة الكتاب في العالم، لا سيما بعد نحو سنتين من المعاناة القاسية التي عاشها قطاع النشر الدولي، جراء جائحة كورونا، التي أثرت سلباً في الكتاب وتداوله في كافة أنحاء العالم.
غير أن المعرض، ولأن الشيء بالشيء يذكر، كان قد سجل سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، حين أصرت إدارته على عقده في دورة العام الماضي 2020، في حين أقفلت كافة معارض الكتاب في العالم أبوابها، وكان لانعقاد تلك الدورة مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية دوره في تأكيد أهمية «الشارقة للكتاب» بوصفه منبراً ثقافياً دولياً، وبأنه أحد المعارض التي لا يمكن تجاوزها أثناء الحديث عن صناعة الكتاب.
يظل معرض الشارقة الدولي للكتاب حاضنة لكل الفعاليات الثقافية، ومنبراً حقيقياً لنشر الثقافة والتشجيع على القراءة، وهو بالفعل حاضنة لكبريات دور النشر في العالم، وتربطه علاقات وطيدة مع معارض النشر الدولية، كلندن، وفرانكفورت، وبرلين، وموسكو، ونابولي وغيرها من المعارض، وهو أحد مرتكزات صناعة النشر ودعم الكتاب وتوفيره للقراء محلياً وعربياً، ذلك لأنه يستند إلى مدماك متين، واستراتيجية واضحة المعالم، يبلورها مشروع الشارقة الثقافي، الذي وضع لبنته الأولى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، واستمر في دعمه وترسيخ أركانه واحداً من المعارض الدولية الكبرى في المنطقة وفي العالم.
أضحى المعرض عنواناً كبيراً للثقافة، بوصفها واحدة من أشكال التعبير الإنساني الأسمى والأرقى، وأصبح الكتاب عنوانه الأبرز والأوضح، هذا الكتاب الذي برز في شعار دورته الجديدة وهو شعار براق ولافت، ذي مضامين فكرية وحيوية لا يمكن تجاوزها، فالكتاب متلازمة أساسية في التنمية الشاملة وفي اقتصاد المعرفة، وهو رافعة الثقافة الأولى، الثقافة كفعل يحصن البشر ضد كافة أشكال الاستلاب والضعف والتردي.
لقد كان الكتاب في الإمارات موضوعاً حيوياً لكثير من المبادرات التي تستحق التنويه خلال  السنوات العشرالماضية، بوصفه أساساً لبناء اقتصاد متين يقوم على المعرفة، ويمهد لبناء سياسات وأمم وشعوب واعية ومتمكنة ومتسامحة.
هو الكتاب، خلاصة جوهرية وحيوية تليق بالإنسان، وترتفع به وتسمو بخياله، أشبعه المفكرون والكتاب وصفاً، لكنهم لم يوفوه حقه، فهو أبجدية القول، واللفظ وسيد المعنى، ورفيق الكلمة المجنحة، التي تطير في خيالات الإبداع والاكتشاف والمعرفة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب وشاعر وصحفي أردني، عمل في الصحافة الأردنية / في القسم الثقافي بجريدة الدستور ، ويعمل اليوم محررا في جريدة الخليج الإماراتية / القسم الثقافي، صدرت له عدة كتب في الشعر بينها: "ظلال" ، وردة الهذيان / ، وكبرياء الصفة / ، كما صدر له كتاب في الإمارات بعنوان "محطات حوارية مع وجوه ثقافية إماراتية" .
له كتاب مترجم غير منشور/ قصائد عن الإنجليزية، نشرت بعض هذه القصائد في "ثقافة الدستور" وفي مواقع إلكترونية محكمة مثل موقع "جهة الشعر.
شارك في أماسي وملتقيات شعرية عربية كثيرة، وقد قدمت حول نتاجاته الأدبية الكثير من القراءات النقدية.
عضو رابطة الكتاب الأردنيين ، وعضو نقابة الصحفيين الأردنيين.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"