اسأل نفسك: هل سأندم؟

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

حياتنا عبارة عن قرارات، كل مرحلة عمرية نعيشها تحمل خيارات عدة وطرقاً مختلفة تحتاج منا لقرار يحدد الوجهة والطريق المناسب لنا والذي نريده. ومع أن بعض الوقائع الحياتية لا تترك لنا أي خيار، فهي تأتي مباشرة حادة، ولا نملك أمامها إلا التسليم، تبقى الكثير من جوانب هذه الحياة خياراتها بأيدينا والقرار يعود إلينا. من هو في مقتبل العمر وعلى مقاعد الدراسة، قد يكون الأب والأم، هما صاحبي قراره، فتتم حمايته من الحيرة أو من الاختيار، لكن بمجرد أن يكون على أعتاب المرحلة الجامعية، تصبح هناك قرارات حيوية ومهمة تتطلب منه المعالجة والسرعة في اتخاذها، أي تخصص سيتوجه لدراسته؟.. القرار هنا يكون حيوياً ومهماً؛ لأنه يسوقه نحو مسيرة حياتية كاملة، فإن كانت اختياراته خاطئة وقراراته ليست في محلها، فإنه قد لا يكتب له النجاح ويخفق، وهكذا يعود إلى نقطة الصفر بعد مضي عام أو عامين، لكن القرارات الحتمية التي نتخذها لا تتوقف، فنحن مطالبون بها في مختلف المراحل. بيئة العمل أو الوظيفة تحتاج منا ليس لاختيار وقرار واحد وإنما لسلسلة من القرارات، وتكاد تكون دورية ومستمرة في حياتنا الوظيفية. في حياتنا الاجتماعية والثقافية والمعرفية حتى في الاستهلاك والشراء، نحن مطالبون بحسن اتخاذ القرار، فالقرارات الخاطئة قد تجلب ضرراً فادحاً، وتؤثر في سعادتنا، بل في جودة الحياة التي نعيشها.
 على سبيل المثال، عندما نكون في أولى خطواتنا في الحياة الوظيفية، وقد ظهرت الحاجة لشراء سيارة جديدة، نحن أمام عدة خيارات، فهل نريد سيارة تناسب ميزانيتنا ودخلنا الشهري من هذه الوظيفة، أو سيارة فارهة ستستقطع نصف الراتب أو أكثر؟.. هنا مشاعرنا ورغباتنا ستقودنا نحو السيارة الفارهة دون النظر للحالة المادية والدخل الشهري، وهنا يكون للعواطف تأثير كبير في القرار؛ ومن ثمَّ يجب عدم الاستسلام أو الركون لها. لذلك عند الحيرة يجب النظر نحو الأضرار التي قد نعانيها لو أننا اتخذنا قرار شراء سيارة فارهة، مثل استقطاع جزء كبير من الدخل الشهري لعدة سنوات، وهذا يعني أن كثيراً من الجوانب الحياتية الأهم ستتوقف، بسبب العجز المالي أو الدخول في دوامة الديون المتراكمة.
 يجب على كل واحد منا عندما يكون أمامه حاجة لاتخاذ قرار أن يوجّه عدة أسئلة لنفسه، ولعل أهم سؤال: هل سأندم بعد عدة أيام أو بعد عدة أشهر لو اتخذت هذا القرار أو ذاك؟.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"