نهج إمارة

00:46 صباحا
قراءة دقيقتين

نعيش في هذه الأيام مثل كل عام عرس الشارقة الثقافي، بينما تجتمع نفائس الأرض المعرفية في أكبر معرض للكتاب في العالم... وهو يحتفي بمسيرته الأربعين محققاً أضعاف عمره من الإنجازات وفق مشروع الشارقة الثقافي الذي وصل بها إلى لقب عاصمة عالمية للكتاب وقبلها تربّعها على عرش الثقافة العربية وكذلك عاصمة للثقافة الإسلامية.
وبينما يشكل معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشروع بناء متكامل؛ فقد تمكن على مدى أربعة عقود من خلق جيل واع بأهمية القراءة وقدسية الكتاب ليتخذه رفيقاً دائماً لنشأته وتصبح القراءة من متع الحياة والمكون الأساسي لتفاصيلها، مما انعكس على منظومة بناء متكاملة في مختلف مفاصل الحياة وقطاعاتها بصروحها وشواهدها الفكرية والثقافية التي تميزت بها شارقة العلم والمعرفة.
وكما هو المعرض المعرفي الذي يصنع الفرح بالتقاء لغات العالم وثقافاتها؛ فإن اللغة العربية من ثوابت الاهتمامات، وهي في المعرض «الكائن الحي» كما عنونها الأديب والمؤرخ جرجي زيدان لكتابه الشهير..
لغة الضاد في المعرض دائماً حاضرة في كل ركن من أركان المعرض ومتربعة على عرش أجندته وفعالياته منذ انطلاقه، والكتاب العربي له مكانته الخاصة انطلاقاً من نهج إمارة الشارقة التي تضع اللغة العربية على رأس أولوياتها في الحفاظ على مكانتها مصونة محفوظة.
وفي هذه الدورة التي تطالعنا بحصاد معرفي منفرد شهدنا إطلاق المجلدات ال17 الأولى من «المعجم التاريخي للغة العربية»؛ هذا الكنز المعرفي الذي يعد من أهم الإنجازات العربية كونه يؤرخ للمرة الأولى لمفردات  العربية وتحولات استخداماتها عبر 17 قرناً.
بقراءة ما حققه معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي بات قبلة الأدباء والمفكرين ومروراً بسنوات عمره الأربعين، فإنه في كل عام يضع بصمة خاصة من التجديد والتطور والمبادرات المهمة التي تستقطب العالم بصناع ثقافته وكتّابه.
فهنيئاً لنا في إمارة الشارقة بنهجها وهنيئاً للمعرض الدولي للكتاب دورته الأربعين..ولهيئة الشارقة للكتاب تقديرنا واعتزازنا بما تحققه من إنجازات على الصعيد الثقافي والمعرفي لتنظيم هذا الحدث الاستثنائي السنوي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"