«الجودي»

كلما اشتد التنافس، ازداد الابداع والابتكار والحاجة إلى التغير والتفرد، خصوصاً في عالم ريادة الأعمال، الذي نلحظ فيه نشاطاً وحركة دائبة لشباب دولة الإمارات، فنراهم يبدعون في شتى أنواع المشاريع، بل وبتنا نشعر ونلمس تميزهم في الإدارة والإنتاج والتجدد في طرح المنتجات والخدمات.
خلال تصفحي لمنصة «لينكد إن» مؤخراً، مررت على خبر احتفال إحدى الشركات بمرور سنة على افتتاحها، وبالنجاحات التي حققتها، ولفت انتباهي اسمها وهو «الجودي»– AlJoodi Technologies، فشدني الفضول للتعرف إلى تخصص هذه الشركة، وبدأت القراءة عنها، وتعرفت إلى طبيعة عملها، فهي شركة تهتم بتوظيف التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في تقليل الانبعاثات الكربونية في المشاريع العقارية.
بالنسبة لي كان الموضوع جديداً نوعاً ما، فشد انتباهي للقراءة أكثر عن التلوث الناجم عن صناعة مواد البناء وعن التطوير العقاري، فقد يخفى على الكثيرين منا مدى تنوع مصادر التلوث وخطورة التطور الإنساني على البيئة، وقد يخيل لنا أن مصادر التلوث تنحصر في احتراق الوقود والمواد البلاستيكية وفي انبعاثات المصانع، وقد يتفاجأ الكثيرون إذا علموا أن صناعة مواد البناء والتطوير العقاري تسهم في 39% من الانبعاثات الكربونية والاحتباس الحراري، وقد لا يخيل إلينا أيضاً أن صناعة الملابس تعد من أكثر مصادر التلوث في العالم، وتسهم بنحو 10% من الإجمالي العالمي لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتنتج نحو 20% من مياه الصرف عالمياً، وتستهلك كمية من الطاقة تفوق ما يستهلكه قطاعا الطيران والنقل البحري معاً!
في الآونة الأخيرة، نلحظ اهتماماً دولياً مضاعفاً بقضايا التغير المناخي والاستدامة، ومما لا شك فيه أن هذه القضايا تستحق أن تتصدر أولوياتنا جميعاً كبشر.
أشكر شبابنا الإماراتي الذين استطاعوا أن يحركوا فيّ الفضول وجعلوني أقرأ وأضيف إلى معلوماتي الكثير عن البيئة ومسببات التلوث، فصدمت بإحصائيات مخيفة، ما جعلني أقدّر جهود القائمين والناشطين في مجال حماية البيئة في كل مكان حول العالم، كما أطلعت أيضاً من خلال البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة https://u.ae على مبادرات مهمة لدولة الإمارات في جانب النظم البيئية، التغير المناخي، الطاقة المتجددة،.
مؤسسو «الجودي للتكنولوجيا» يستحقون التهنئة والتشجيع على مرور سنة من النجاح في مسيرة شركتهم.
هذا الجهد الاستثنائي يضاف إلى سلسلة من إنجازات شباب الوطن الذين توليهم دولة الإمارات اهتماماً كبيراً.