عادي

اصنع في الإمارات.. استراتيجية وطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة

19:34 مساء
قراءة 5 دقائق

دبي: «الخليج»

استضافت القمة العالمية للصناعة والتصنيع، جلسة بعنوان «الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة: اصنع في الإمارات»، استعرضت فيها دور الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الخطة الأكبر والأشمل لتطوير القطاع الصناعي في دولة الإمارات، وتعزيز مساهمته في تحفيز الاقتصاد الوطني، وصولاً إلى هدفها النهائي المتمثل في مضاعفة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2031.

وتنطلق الاستراتيجية من رؤية جذرية متكاملة لدى الوزارة لتمكين القطاع الصناعي الإماراتي من تطوير صناعات المستقبل وتعزيز القيمة الوطنية المضافة لقطاع الصناعة، سعياً لتحويل الإمارات إلى مركز إقليمي وعالمي لصناعات المستقبل، مع الترويج للصناعات الإماراتية محلياً وعالمياً، وصولاً إلى توفير فرص وظيفية جديدة ونوعية في القطاع الصناعي. كما تسهم الاستراتيجية التي تنفذها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة من خلال العديد من البرامج والمبادرات التحفيزية في تطوير المنظومة الصناعية، عبر برامج التمويل والاستشارات والتدريب.

متحدثون

وشارك في الجلسة سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات، وعبدالله الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع التنمية الصناعية في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وعبد الناصر بن كلبان، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وخليفة المهيري، الرئيس التنفيذي بالإنابة لمنظومة تعزيز الصناعية «تعزيز»، وأحمد النقبي، الرئيس التنفيذي لمصرف الإمارات للتنمية، وسعود أبو الشوارب، المدير العام لمدينة دبي الصناعية.

وتحدث سعيد غمران الرميثي، عن أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة في بنية الاقتصاد الإماراتي؛ إذ تشكل 95% من الشركات الصناعية العاملة في الدولة، والتي يزيد عددها على 33 ألف شركة، إضافة إلى مساهمتها في تلبية احتياجات الشركات الكبرى.

وتطرق إلى التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» لتحقيق الاستدامة، والعمل المستمر على خفض انبعاثات الكربون لتحقيق الاستدامة في النشاطات الصناعية واكتساب ميزة إضافية لمنتجات الشركة التي تُصدّر إلى 50 دولة. كما أشار إلى أهمية العمل مع المؤسسات الأكاديمية من أجل ضمان بناء المواهب التي تغذي الشركة باحتياجاتها من العمالة.

التنسيق المستمر

بدوره تحدث عبدالله الشامسي، عمّا تعنيه الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وضرورة الارتقاء بالصناعة إلى مرحلة جديدة تتعزز معها الاستفادة من توافر رأس المال والمزايا التنافسية والبرامج المتعددة لدعم القطاع الصناعي.

وتحدث عن أهمية التنسيق المستمر بين القطاع الحكومي والشركات شبه الحكومية والقطاع الخاص، والأهمية الكبيرة التي تحظى بها الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات ضمن التوجهات المستقبلية للدولة للارتقاء بالقطاع الصناعي وآليات تمكينه بما يسهم في تعزيز المكانة التنافسية لدولة الإمارات عالمياً، وتحقيق مراكز متقدمة على المؤشرات الدولية. ولفت إلى الدور المحوري لعملية تمكين ريادة الأعمال وترسيخ منظومة عمل لتحفيز تأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة كمحور رئيسي في التوجهات المستقبلية للقطاع الصناعي، خاصة أن هذه المشاريع كانت ولا تزال النواة الأساسية لتحفيز الاقتصاد وتحقيق النمو المستدام. مشيراً إلى أهمية اجتذاب المستثمرين المحليين والدوليين.

نمو الطلب

وتحدث عبد الناصر بن كلبان، عن تنامي الطلب على المنتجات الإماراتية في الأسواق العالمية، وخاصة خلال السنة الماضية التي تنامى فيها الطلب على منتجات الألمنيوم من اليابان وغيرها من الدول، وخاصة الطلب على الألمنيوم الأخضر، على الرغم من وجود تحديات في الاستجابة لمستوى الطلب المرتفع، علماً بأن «الإمارات العالمية للألمنيوم» عملت طوال السنوات ال25 الماضية على تبني وتطوير أفضل التكنولوجيا من ناحية الكفاءة والانبعاثات، كما حدثت الشركة محفظتها من الطاقة وعملت على خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 10% وإنتاج الألمنيوم عبر الطاقة الشمسية.

نظام الشراكات

وتحدث خليفة المهيري، عن مؤسسة «تعزيز» التي تتألف من ثلاثة قطاعات؛ حيث تتعامل «تعزيز» للكيماويات الصناعية مع إنتاج المواد الكيميائية على نطاق عالمي، بينما تستوعب «تعزيز للصناعات الخفيفة» الصناعات التحويلية التي ستحول مخرجات المنطقة الكيميائية إلى منتجات استهلاكية. أما الثالثة، وهي «تعزيز للخدمات الصناعية»، فتضم منظومة للشركات لتقديم جميع الخدمات الضرورية التي تتطلبها مناطق «تعزيز» الصناعية ومجمع الرويس الصناعي على نطاق أوسع.

كما شدد على النمو المتوقع في الفترة المقبلة على المنتجات الكيماوية التي تتوافر موادها الأساسية في الإمارات، وعلى أهمية الاعتناء بكامل سلسلة القيمة في عمليات الإنتاج للوصول إلى أفضل النتائج، وتحدث عن نظام الشراكات الفريد لدى «تعزيز» والتمكين الصناعي ومزيج الحوافز الذي يسهم في اجتذاب الشركاء الدوليين.

حلول تمويلية

وتحدث أحمد النقبي، عن أهمية توفير حلول تمويلية لفتح آفاق جديدة للمشاريع الوطنية المتطلعة نحو تعزيز حضورها المحلي والإقليمي والعالمي، مؤكداً وجود خريطة طريق واضحة تحدد القطاعات التي يساعد دعمها على ازدهار الاقتصاد وتسريع التنمية وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من أن تكون جزءاً من بيئة الأعمال المتميزة في الإمارات.

ولفت أحمد النقبي، إلى الإجراءات التي يتخذها مصرف الإمارات للتنمية من أجل تحسين تجربة المستخدم وتطوير الخدمات عموماً.

وقال: «يحظى رواد الأعمال بإجراءات ميسرة لفتح حساب بنكي بأقل من 48 ساعة كما نعمل على تلبية الاحتياجات التمويلية للعمليات سواء للشركات الكبيرة أو المتوسطة أو الصغيرة».

وأضاف: «في المجمل فإننا لا ندخر جهداً في تقديم الدعم لأي شركة ترغب في تأسيس عمل في الإمارات، وشهدت الدولة مؤخراً العديد من المبادرات مثل الإقامات الذهبية والتي تصب في صالح تطوير بيئة الأعمال في الدولة».

تطوير القطاع

وقال سعود أبو الشوارب إن مدينة دبي الصناعية وكواحدة من أكبر المراكز الصناعية في المنطقة، تلعب دوراً محورياً في تحقيق استراتيجية «مشروع 300 مليار» نظراً لكون المدينة مقراً لأعمال أكثر من 750 شريكاً تجارياً، بما في ذلك كبرى الشركات العالمية والإقليمية والشركات على اختلاف أحجامها، مشيراً إلى الطلب العالمي على المنتجات التي يصنعها شركاء الأعمال في مدينة دبي الصناعية وتصديرها لأكثر من 65 دولة نظراً لجودتها وللثقة العالمية بالمنتجات الإماراتية.

وبين أنه بعد جائحة كورونا يمكن ملاحظة رغبة الشركات بالاستثمار في الطاقة المتجددة والرقمنة وتحقيق قدر أعلى من الاقتصاد الدائري.

وأكد التطلع للعمل مع الحكومة لاجتذاب صناعات أكثر تعقيداً وتشعباً، وخاصة في قطاع التجهيزات الميكانيكية والإلكترونية والدوائية. كما أشاد بالشراكة الاستراتيجية التي أبرمتها المدينة بهدف تعزيز أداء القطاع الصناعي بالدولة، والجهود الرامية إلى تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.

و تطرق إلى تزايد الطلب على الأراضي الصناعية في مدينة دبي الصناعية أحد أكبر مراكز التصنيع والخدمات اللوجستية في المنطقة، والتي وقعت مؤخراً اتفاقية مع «هيمالايا ويلنس» لبناء مصنع متطور للأدوية العشبية بكلفة 120 مليون درهم، سيوفر مئات فرص العمل التخصصية وينتج سنوياً 3 مليارات قرص دوائي و15 مليون عبوة شراب و3 ملايين أنبوبة مرهم، ويصدّر منتجاته إلى أكثر من 100 دولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"