اليوم الثالث

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

مع انطلاقة العام الجديد وما يتضمنه من مستجدات تتعلق بالقرارات الأخيرة التي صدرت بخصوص العطلة الأسبوعية، في الدولة عموماً، وفي إمارة الشارقة خصوصاً التي اعتمدت أربعة أيام دراسية مقابل ثلاثة أيام عطلة أسبوعية، شرعت المدارس في تغيير خططها واستراتيجياتها التعليمية، لتنسجم مع الوضع الجديد، من خلال توزيع حصص يوم العطلة الثالث إلى جدول الأيام الأخرى.
وعلى الرغم من الأهمية البالغة لهذا القرار ونتائجه الإيجابية المتوقعة، إلا أن ذلك يقترن بالسياسات التي ستنتهجها المدارس، وبالخطط التدريسية التي سيلجأ إليها المعلمون، حتى لا يكون هناك عبء على الطلبة، ما يستدعي تحقيق نوع من التوازن في توزيع الحصص الدراسية اليومية، بالإضافة إلى ضرورة استحداث الأساليب والطرق المبتكرة التي لا تشعر الطلبة بطول اليوم الدراسي.
ومما لا شك فيه أن القرار الذي يتوقع له أن يحدث تغييرات جذرية في مسار العملية التربوية، تنعكس على مخرجاته الأكاديمية، واجه بعض التساؤلات من قبل أولياء الأمور والطلبة أنفسهم، وهي تساؤلات لا شك محقة وفي مكانها، حيث ترى الأسر أن هذا التغيير ربما سيضيف واجبات منزلية مرهقة على الطلبة لاستدراك اليوم الثالث من العطلة.
وهنا لا بد أن تكون هناك خطط مدرسية مسؤولة تراعي هذا الواقع، حتى لا تتحول أيام العطلة إلى عبء ثقيل يؤدي إلى نفور الطلبة وتكاسلهم، ما يستدعي بالضرورة أيضاً، قيام أولياء الأمور بمسؤولياتهم تجاه أبنائهم من خلال المتابعة والتوجيه، بحيث يكون هناك توازن معقول بين العطلة وتحضير الواجبات والدروس، وبالتالي تحقيق المخرجات المطلوبة.
ومن المؤكد أن العطلة بما فيها من إيجابيات كبيرة إذا ما تم التعامل معها بالشكل المطلوب، فإنها أيضاً مدعاة للكسل والخمول إذا اعتقدت الأسر والطلبة أنها للراحة التامة من الدراسة والتحضير، وبالتالي لا بد من تنظيم هذه المسألة، حتى يتسنى للطلبة الشعور بها كعطلة مثمرة على أكثر من صعيد، فهي من ناحية تتيح لهم قضاء أوقات أطول مع العائلة، وفي الوقت ذاته تتيح لهم وقتاً ومساحة زمنية للتحضير والاستعداد لليوم الدراسي.
إذاً لو أردنا إطلاق حكم عام على قرار تعطيل المدارس ثلاثة أيام لوجدناه قراراً حكيماً، وله ما له من نتائج إيجابية ستظهر لا شك في مستقبل الأيام، ولكن نتائجها ستكون مقرونة بمدى قدرة المدارس وأولياء الأمور على الوصول إلى نظام متوازن يؤدي إلى الاستفادة الكاملة من يوم العطلة الإضافي، على الصعيدين التعليمي والأسري بما يشمله ذلك من قضاء أوقات ترفيهية أو عائلية داخل المنزل، وكذلك أوقات تقتطع للتحضير والدراسة، فنكون بذلك قد حققنا المراد وسرنا في الطريق إلى تحقيق الأهداف المرجوة.
*أمين عام مجلس الشارقة للتعليم
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"