عادي
​التكنولوجيا والتحول الرقمي تعززان أداء مستقبل السياحة والسفر

«إكسبو 2020» يناقش استراتيجيات السياحة المستدامة

18:44 مساء
قراءة 5 دقائق
عمر العلماء يتحدث عن بعد
عصام كاظم يتحدث عن بعد
حمد بو عميم
  • حمد بوعميم: الاتصال أحد المحركات الرئيسة للاقتصادات
  • عمر العلماء: الذكاء الاصطناعي تقنية أساسية للخدمات
  • عصام كاظم: التكنولوجيا مهمة جداً في القطاع السياحي

إكسبو دبي: أنور داود

أكد مشاركون في منتدى الأعمال بشأن السفر والاتصال الذي أقيم ضمن فعاليات أسبوع السفر والاتصال في إكسبو 2020 دبي، أهمية دور التكنولوجيا والتحول الرقمي في تطوير مستقبل قطاع السياحة والسفر، وتعزيز الاتصال، مشيرين إلى أن التقنية باتت جزءاً أساسياً ضمن خدمات القطاع.

وأكد حمد مبارك بوعميم، مدير عام غرف دبي خلال كلمته الافتتاحية أن الاتصال يعتبر أحد المحركات الرئيسة للاقتصادات والمجتمعات حول العالم، مشيراً إلى أن الحكومات والشركات أدركت أهمية التواصل الرقمي اليوم الذي بات سمة العصر وأولوية للنمو والتطور على ضوء المستجدات التي فرضتها الجائحة على قطاع الأعمال.

وأشار إلى أن المنتدى يسلط الضوء على فرص الأعمال والتقنيات الحديثة ذات العلاقة بالسفر والاتصال، بالإضافة إلى توفيره الفرصة لمشاركة الخبرات والمعارف وأفضل الممارسات التي تساعد الأعمال على المرونة ومواجهة التحديات، معتبراً أن التحول الذكي والرقمي هو أحد الحلول النوعية التي يمكن للشركات اعتمادها لتحسين شبكة اتصالها وتنظيم خدماتها وتوفير قيمة مضافة لمتعامليها.

التقنية

من جهته قال عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي إن التقنية باتت عاملاً رئيسياً لتغيير جميع مناحي الحياة وكذلك جميع قطاعات الأعمال بالإضافة إلى آليات عمل الخدمات الحكومية والمجتمع ككل. وباتت التقنيات متشعبة بشكل كبير بتطبيقات متنوعة مع استمرار ظهور تقنيات ناشئة من شأنها إحداث تغييرات إيجابية وسلبية أيضاً.

وأضاف أن التقنيات الناشئة لا تحدث تغيرات جذرية في أساليب العمل والحياة فحسب بل تخلق مجالات وفرصاً جديدة للأعمال. وقد بات الذكاء الاصطناعي تقنية أساسية لخدمات السياحة والسفر حالياً وتحقق الشركات العالمية التي تتبنى الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع على غرار «إير بي أن بي» و «إكسبيديا» و «بوكينغ دوت كوم» وغيرها صدارة متواصلة في سوق السفر والسياحة عالمياً.

وأضاف أن هناك ثلاث مقاربات بارزة في التعامل مع المتغيرات التقنية في عصرنا الحالي، تتمثل الأولى في إدراك التغيرات ومواكبتها والتعايش معها ومحاولة اللحاق بالتطورات التقنية والاستفادة منها، أما المقاربة الثانية فهي عدم إدراك أثر التقنية على الحياة بشكل عام مع الابتعاد عن استخدامها، أما المقاربة الثالثة فتتمثل في انتظار ظهور تأثيرات التقنية الجديدة على الأرض ومتابعة تأثر من اعتمد المقاربة الأولى لمواكبتها ليتم إثرها اتخاذ القرار باعتمادها في حال وجود أثر إيجابي لها بشكل كاف.

وأوضح لقد أظهر التاريخ أن تجاهل التطورات التقنية يؤدي إلى الخسارة كما أظهر أن التقنية في النهاية وبكل أشكاله تحدث تغيرات إيجابية للجميع.

القطاع الخاص

وخلال جلسة نقاشية تحت عنوان «دبي: إعادة تشكيل السياحة»، أكد عصام كاظم، الرئيس التنفيذي لدائرة السياحة والتسويق التجاري، على أهمية العلاقة التي تجمع سياحة دبي مع مختلف الشركاء من القطاع الخاص، الذين ساهموا في نمو قطاع السياحة في دبي، والوصول به إلى مكانته الحالية كواحد من أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد المحلي.

وقال كاظم: «القطاع الخاص هو جزء من النجاح الذي حققته سياحة دبي في السنوات القليلة الماضية، وبالتالي من المهم جداً الاستماع للأمور التي تشغل العاملين فيه، والتعرف على تطلعاتهم، والتخطيط معهم لمرحلة ما بعد كوفيد- 19، وخلال فترة التوقف في 2020 كنا نلتقي بممثلي القطاع الخاص، مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، لأنه من المهم جداً أن يكونوا على دراية بكل ما يحدث»، مضيفاً: «تلك اللقاءات مع ممثلي القطاع الخاص، كانت ذات آثار إيجابية وعززت من ثقة القطاع في المجال السياحي لإمارة دبي».

وتابع: «التكنولوجيا مهمة جداً في القطاع السياحي، والدائرة مرنة جداً في استخدام وجلب أحدث التقنيات لدبي، وفي الوقت ذاته نحن منفتحون حيال الأفكار الجديدة لصناعة المستقبل».

السياحة المستدامة

وبحث المشاركون في المنتدى كيفية إيجاد أفضل الطرق لتطوير السياحة في المستقبل، مع مراعاة الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، وذلك خلال جلسة فرص الغد «استراتيجيات السياحة المستدامة».

وقال كارولي شمايتيس، مستشار وزير الاقتصاد والابتكار في ليتوانيا: «نؤمن بشدة بالإبداع العالمي المشترك، لا بالمنافسة العالمية، لا سيما في عالم الجائحة هذا». وأضاف: «لقد تأثر الجميع بالجائحة، التي بدلت ملامح العالم. والسؤال المهم هنا يتعلق بكيفية ضمان التعافي المستدام والنمو، وإمكانية التغيير والتكيف مع وضعنا الراهن. ولذا كان علينا الاعتماد على الذكاء البشري الذي تمتلكه ليتوانيا، فانتهزنا هذه الفرصة لنتبوأ المركز الأول في الاتحاد الأوروبي على صعيد التقنيات المالية، واتخذنا نهجا مشابها تجاه تقنيات السفر.»

وأوضح: «لقد ركزنا على أهمية تقنيات السفر، فعادات السياح تتغير بسرعة، وهنا يأتي دور البيانات. واليوم، نحن على استعداد لتقديم البيانات وتوفيرها للجميع، دون الاحتفاظ بها لأنفسنا، لأننا نعتقد أن البيانات لا تكون ذات قيمة إلا عند استخدامها. لهذا السبب».

ومن جهتها، قالت شيرين فرانسيس، المدير التنفيذي لمجلس السياحة في سيشيل: «في البداية، لم يكن التزامنا بتحقيق الاستدامة سهلا نظرا لقيود الموارد التي نحتاجها بسبب صغر حجم بلدنا. لقد تطلب الأمر الكثير من الرؤية والالتزام السياسي والتعليم لإيجاد شعب واعٍ يشكل جزءا من الحكومة الجديدة، التي منحته السلطة قبل نحو عام. وبالنسبة للسياحة، فدولتنا الثانية في العالم من حيث الاعتماد، بشكل مباشر أو غير مباشر، على هذا القطاع، الذي يولّد حوالي ثلثي الناتج المحلي الإجمالي في البلاد.

وأضافت: «إننا نربط الاستدامة بتغير المناخ، لأننا كجزر صغيرة، نظل معرضين بشكل خاص لتبعات تغير المناخ. فصناعة السياحة لدينا تعتمد على الجمال الطبيعي والبيئة المناخية المثالية، ولذا يجب أن تكون ذات طابع مستدام، فهي ركيزة اقتصادية أساسية ستبقى للأجيال القادمة.»

وأكد لويس أراوجو، رئيس المفوضية الأوروبية للسفر في البرتغال، على أهمية الاستدامة السياحية وقال: «أطلقنا خطة الاستدامة 2020/2023، التي من شأنها أن تقلل بصمتنا الكربونية لجميع الأنشطة، مع الحفاظ على الأصالة الثقافية والاجتماعية لمجتمعنا، وحماية التنوع الحيوي، إلى جانب زيادة ربح أعمالنا. فنحن نؤمن بالسياحة بوصفها قوة اقتصادية تسهم في رفاهية شعبنا.»

يستمر أسبوع السفر والاتصال، وهو سادس أسابيع الموضوعات في إكسبو 2020 دبي ضمن برنامج الإنسان وكوكب الأرض، حتى 15 يناير الجاري، ويزخر بحزمة من الفعاليات، منها جلسة ابتكار تقني مدتها ثلاث ساعات بعنوان «عصر الابتكارات الثورية» (الأربعاء، 12 يناير) وجلسة أرى بعنوان»حوار الثقافات: السحابة ليست ملكا لأحد" (السبت، 15 يناير).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"