عادي
بنية تحتية متكاملة تغطي مناطق الإمارة كافة

الشارقة تعبّد الصحراء وتشق الجبال بطرق وأنفاق

01:17 صباحا
قراءة 7 دقائق
1
تطوير طريق الذيد
تقاطع رقم 8.

الشارقة: محمود محسن

خمسة عقودٍ على اتحاد سبع إمارات انبثقت عنه دولة إنجازات لم تعرف المستحيل منذ إشراق شمس الاتحاد، فكان للاحتفال بيوبيلها الذهبي طابع خاص ووقع مختلف في نفوس أبناء شعبها، إلا أن أبناء الإمارة الباسمة عاصمة الثقافة، صديقة الطفل، كانوا على موعدٍ مع احتفاءً فريد برونقٍ مميز، كونه يصادف اكتمال خمسين عاماً على تولي صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مقاليد حكمها، ففي الخامس والعشرين من يناير عام 1972، استقرّت الشارقة بحكم قائدٍ يرعى مصالح مواطنيها بعاطفة الأبوة، فاتخذهم أبناءه واتخذوه أباً حنوناً وصياً على مصالحهم، ملبياً متطلباتهم، متطلعاً لمستقبلٍ يؤمّن احتياجاتهم واحتياجات أجيال ستحصد نتاج رؤى سلطان.

سلطان الشارقة، حباها وأبناءها حبه فبذل طوال 50 عاماً من زهرة شبابه في إنجازات وإبداعات أعلت شأنها وخلدت اسمها في المحافل العربية والعالمية، فما أن تذكر الشارقة حتى تذكر الثقافة، كونها صارت مقصداً للمثقفين ومنارة للكتّاب والمبدعين، عوضاً عن مبادراتٍ ومكرماتٍ اعتاد أبناء الشارقة على سماعها بصوت سموّه عبر الإذاعة لتلامس أفئدتهم برداً وسلاماً. وتزخر توجيهات حاكم الشارقة بمشروعات اخترقت واعتلت بل وأزهرت الجبال، في إنجازات لم ترتق لها أعظم طموحات سكان الإمارة وأحلامهم، فغدت تنبض بحزمٍ من المشروعات والطرق الحيوية، جعلت منها مقصداً للزوار من مختلف الإمارات، وقادتها للريادة في السياحة والسفر، ويتوالى الازدهار يوماً بعد يوم في رحاب سلطان الشارقة.

استراحة فاقت السحب

«لو شي مكان فوق بوديكم»، هكذا عبر صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إبان افتتاحه مشروع استراحة السحب على ارتفاع 600 متر فوق سطح البحر، قاصداً أنه لو أتيحت له الفرصة لبلوغ أعلى القمم لتنفيذ مشروعات، لفعلها خدمةً لأبنائه من أبناء الشارقة.

وتعتلي استراحة السحب قمة أحد جبال مدينة خورفكان، ومهد لها طريقاً نُفّذ وفق أفضل المعايير والاشتراطات العالمية، بانسيابية عالية تضمن السلاسة للمركبات كافة في الصعود والنزول منها، حيث يبلغ طول الطريق المؤدي إلى الاستراحة 6.5 كيلومتر، ويضم حارتين للصعود وحارة للنزول، وتراوح درجات الميول في الطريق بين 3% و9.7%، ما يوفر أفضل درجات الأمان لمرتاديه.

ويضم المبنى طابقين بمساحة إجمالية بلغت 2,788 متراً مربعاً، حيث يضمّ الطابق الأرضي مطعماً ومقهى يسع 88 شخصاً في القاعة الداخلية، و48 في الشرفة الخارجية، فيما يضم القبو قاعة متعددة الأغراض تسع 62 شخصاً، ومصلى للرجال وآخر للنساء، ودورات مياه، ومرافق خدمية وإدارية، كما تضم الاستراحة المنفذة على مساحة 10250 متراً مربعاً، منطقة ألعاب للأطفال بمساحة 541 متراً مربعاً، وزيّنت المنطقة المحيطة بالاستراحة بالمساحات الخضر، بواقع 8700 شجرة تضفي طابعاً جمالياً وصحياً على المنطقة، ووفّرت 89 موقفاً للسيارات.

النفق الجبلي الأطول

في سابقة هي الأولى من نوعها، وبتوجيهات سامية نفذت بإصرارها أعماق الجبال، أُنجز في إمارة الشارقة أطول نفق جبلي مسقوف بالكامل في منطقة الشرق الأوسط بطول 2700 متر ويعدّ الملتقى بين 5 أنفاق، صمم مراعياً درجات الأمان المطبقة عالمياً، ويهدف إلى توفير أسهل الطرق الآمنة لمرتاديه، بتدعيمه بحواجز معدنية وسطية تحدّ من الكثبان الرملية، إلى جانب سياج محكم وفق أعلى درجات السلامة على جانبي الطريق، لمنع دخول الحيوانات السائبة، وتشجير جانبي الطريق، ما يقلل نسبة عبور الرمال المتحركة من الصحراء المحيطة إلى الطريق، فضلاً عن مدّ الطريق بإنارات وإضاءات أرضية مميزة، لتختصر على أهالي المنطقة الوقت والجهد، كونه قلص المدة من خورفكان إلى الشارقة من ساعتين إلى 45 دقيقة فقط، بتدشين أضخم الطرق في المنطقة بطول 89 كيلومتراً بكلفة 5.5 مليار درهم على امتداد النفق.

توسعة كورنیش دبا الحصن

بكلفة تقديرية بلغت 17,7 مليون درهم، أنجزت بتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، المرحلة الثانية من أعمال التوسعة الخاصة بازدواجية طريق كورنيش مدينة دبا الحصن، ضمن المشاريع الموازية للنهضة العمرانية الحضارية والخدمية غير المسبوقة التي تشهدها مدينة دبا الحصن، لكونها من ضمن الوجهات السياحية والاستثمارية المميزة، بفضل حزمة المشاريع التنموية والعمرانية والدعم المتواصل للمشاريع التطويرية.

وتتمثل الأعمال المصاحبة لازدواجية الطريق في إزالة وإعادة إنشاء الجزئية الغربية للطريق المكون من حارتين للسير بعرض 7,3 متر، وبطول كيلو متر، وأعمال الخدمات التطويرية وتعديل وحماية خطوط الخدمات القائمة المتعارضة مع أعمال الطريق.

تزهير الجبال

فاق حاكم الشارقة بتطلعاته ورؤاه الحدود، فبعد شق الجبال وتمهيد قممها، اعتمد مشروعات تخطت التوقعات بتزهير الجبال، فكانت أولى المحطات جبل التين المطل على شارع خورفكان الجديد بين نفق الروغ ونفق الغزير جهة اليمين باتجاه خورفكان، بارتفاع 755 متراً عن مستوى سطح البحر، حيث زرع ب 550 شجرة تزرع منذ أكثر من 4 آلاف سنة وتعد من أشجار الفواكه الموسمية، وهي من الأشجار المعمّرة التي يصل عمرها إلى ما نحو المئة عام.

ولم يكتفِ بذلك، بل زرع جبل الميز الواقع في وادي الغزير على ارتفاع 915 متراً من مستوى سطح البحر ب 574 شجرة ونبته من أِشجار الميز العربي والسمر والتمر الهندي والحناء والمريمية والسدر والغاف والمحريب والشيح والشوع، فيما زرع جبل اللبان العربي ب 540 شجرة من أشجار اللبان العربي، وجبل السقب ب 610 شجرة من أشجار السقب التي تنتشر على رؤوس الجبال.

تمهيد الحمرية

البنى التحتية شغلت تفكير حاكم الشارقة، لتصبح الشغل الشاغل وأولى اهتماماته في منطقة الحمرية، كونها على موعدٍ من التطور والنماء الصناعي والتجاري، فما كان من سموّه إلا أن وجه بتنفيذ الطرق المؤدية إلى المنطقة الحرة بالحمرية، بقيمة إجمالية بلغت نحو 70 مليون درهم، أنجزت في زمن قياسي لم يتخط العشرة أشهر، حيث احتضن المشروع إنشاء مجموعة من الطرق لتربط المنطقة الحرة بالحمرية بشارعي الإمارات، والشيخ محمد بن زايد، لتسهيل حركة تنقل الشاحنات من المنطقة الحرة بالحمرية وإليها، وشمل الجزء الأول من المشروع، إنشاء طريق مؤد إلى المنطقة الحرة، يصل طريق الإمارات بشارع الشيخ محمد بن زايد، بحيث يمتد من شارع الإمارات، عند المنطقة المجاورة لبوابة الزبير للتعرفة المرورية، مروراً بالمنطقة المجاورة لصناعية العرقوب المستقبلية، ومن ثم يكون موازياً لحدود الشارقة - عجمان حتى جسر الحمرية - الزبير على شارع الشيخ محمد بن زايد.

وتضمن المشروع طريقاً بأحد أجزائه مزدوجاً مكوناً من حارتين للسير بعرض 7,3م في كل اتجاه، يمتد من جسر الحمرية - الزبير بطول إجمالي يبلغ 3,8 كم، مع أكتاف إسفلتية خارجية وداخلية من الجهتين بعرض 3م و 1.2م على التوالي، بحيث يكون متصلاً بشارع الإمارات وبوابة الزبير للتعرفة، بمجموعة من الطرق المفردة المكونة من حارة للسير بعرض (4م)، أو حارتين للسير بعرض (7,3م)، وبطول إجمالي يبلغ (6,4 كم) مع أكتاف أسفلتية خارجية وداخلية بعرض (3م) و (1,2م) على التوالي، فضلاً عن ميدان عند المنتصف يعمل على توزيع الحركة بصورة مثلى.

أما الجزء الثاني فيتمثل في ربط الطريق المنفذ حديثاً والمؤدي إلى المنطقة الحرة بالحمرية، عبر الجسر المقام على شارع الاتحاد، بشارع الشيخ محمد بن زايد، وتتكون هذه الجزئية من طريق مفرد مكون من حارتين للسير بعرض (7,3م) وبطول إجمالي يبلغ (1,1كم) مع أكتاف أسفلتية خارجية وداخلية بعرض (2,5م) و(1,2م) على التوالي. فيما يشمل المشروع، كذلك، إنشاء (4) عبارات من الخرسانة المسلحة، لحماية خطوط الغاز المتقاطعة مع محور الطريق.

بنى تحتية عملاقة

ولضمان سهولة الحركة والتنقل بين مدن الإمارة عبر طرق ممهدة وفق مواصفات عالمية، رصد حاكم الشارقة 67 مليون درهم، لتنفيذ مشاريع بنى تحتية عملاقة افتتحت رسمياً أمام الحركة المرورية حملت اسم تقاطع رقم «8» على طريق الشارقة - الذيد، ضمن حزمة من مشاريع الطرق الداعمة والمواكبة للخطط التنموية الشاملة، والتي ضمت إنجاز وإحلال مشاريع حيوية نفذتها هيئة الطرق والمواصلات، أهمها إحلال الجسر الثامن المفرد المكون من حارة للسير لكل اتجاه، والمتقاطع مع طريق الذيد، وإنشاء جسر جديد مزدوج مكون من حارتين للسير لكل اتجاه، بعرض 7.3 متر في كل اتجاه، ويتصل هذا الجسر عند طرفيه بدورين مع 4 طرق مخارج حرة بطول إجمالي 2.6 متر.

كما سينقل الجسر الحركة بين مناطق الصجعة الصناعية، ومنطقة جويزع المجاورة لطريق الذيد بصورة مثلى.

تطوير طريق الذيد

بكلفة 85 مليون درهم وبتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، نفذت هيئة الطرق والمواصلات في الإمارة 93% من مشروع تطوير طريق الذيد من التقاطع الخامس، حتى التقاطع السابع، وافتتحته مرحلياً أمام حركة السير والمرور، عبر 4 مسارات للحركة المتجهة إلى مدينة الذيد.

ويأتي المشروع، للارتقاء بشبكة الطرق في عموم الإمارة وتمكينها من مواكبة أحدث التقنيات العالمية في هذا القطاع، بما يضمن سهولة الحركة والتنقل لمرتادي الطرقات، وتماشياً مع التطور الكبير الذي تشهده إمارة الشارقة في البنية التحتية، حيث تضمن تطوير الطريق بطول يصل إلى 5.5 كيلومتر، وشملت عمليات التطوير توسعة طريق الذيد القائم، ليصبح 4 مسارات للسير، بعرض 15 متراً في كل اتجاه مع عمل أكتاف أسفلتية بعرض ثلاثة أمتار، إلى جانب إنجاز طريق خدمي مكون من مسارين للسير بعرض 7.3 متر، وطول إجمالي يصل إلى 667 متراً، ويربط بين منطقتي البراشي والعطين على طريق الذيد الرئيسي.

طرق خدمية

كما أنشئ طريق خدمي مفرد، من حارتين للسير بعرض 7.3 متر، وطول إجمالي يصل إلى 240 متراً، مع تنفيذ حارة للتسارع، وأخرى للتباطؤ بطول 640 متراً، ما يساعد على نقل الحركة المرورية بأمان بين الطريقين الخدمي والرئيسي، ويربط الطريق الخدمي المفرد محطة الوقود ومجمع المباني التابعة لمؤسسة الإمارات العامة للبترول، ومدينة الشارقة الصحية الواقعة في منطقة مزيرعة بطريق الذيد المجاور.

وأنجزت أعمال تسوية للتربة على جانبي الطريق، لتسهيل تنفيذ عمليات الزراعة التجميلية لاحقاً، إلى جانب إنشاء طرق خدمية مفردة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"