ديوان «البوكر» العربية

أوجدت الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) بيئة روائية واسعة وغزيرة التنوّع بين كتّاب الرواية في مختلف الأقطار العربية. هذه حقيقة ثقافية وأدبية ونقدية، وفوق ذلك، وهو الأهم، أن الرواية رفعت من كتابة الرواية إلى مؤشرات ملحوظة وجديرة بالتوقف عندها. ولنأخذ، مثالاً، الدورة الخامسة عشرة للجائزة (دورة 2022) التي أُعلن عن قائمتها الطويلة أمس، ووفق القائمة، فقد تقدّمت للجائزة 122 رواية من 9 بلدان عربية، واللافت للمراقب الثقافي هنا أن القائمة الطويلة في هذه الدورة ضمّت 16 رواية، كُتبت في الفترة من1-7-2020 وحتى 30-6-2021.
16 رواية أنجزها كتّاب عرب في عام واحد، لا بل قد تكون الروايات ال (122) المتقدّمة للجائزة كتبت كلّها أيضاً في عام واحد أو أقل من عام.
هذه ملاحظة جديرة بالقراءة جيداً، فهناك إذاً، إقبال على كتابة الرواية من كتّاب عرب تراوح أعمارهم من الثلاثين، وحتى الستين والسبعين من أعمارهم، روائيون شباب، وروائيون كهول. روائيون ثلاثينيّون وربما في نهاية العشرين من أعمارهم، وروائيون عرب مخضرمون ستينيّون وخمسينيّون وسبعينيّون كلهم يكتبون الرواية بلا كلل ولا ملل، وفي كل الأحوال على أمل أن يفوزوا ب«البوكر» التي تبلغ قيمة جائزتها الأولى 50 ألف دولار، لكن الأمر المهم في الفوز ب«البوكر» العربية ليس المال فقط على أهميته الكبيرة لكاتب عربي فقير أو يعاني ظروفاً وعرة، فانفتحت له فجأة نافذة في السماء، بل إلى جانب ذلك، هناك نافذة أخرى في العالم أو في الأرض، فالجائزة تموّل ترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغة الإنجليزية، ومعنى ذلك أن الفائز ب«البوكر» وضع قدمه على أوّل سُلّم العالمية، ومن يدري، فقد يفضي به هذا السُلّم إلى «نوبل».
«البوكر» العربية التي يرعاها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة، علامة مشرقة في تاريخ السرد العربي وفي تاريخ الثقافة الروائية العربية، تأسست في العام 2007، ومنحت جائزة دورتها الأولى في العام 2008 للروائي المصري بهاء طاهر.
10 بلدان عربية حتى الآن ذهبت إليها «البوكر» العربية: حصل ثلاثة روائيين سعوديين على الجائزة حتى الآن: عبده خال، رجاء عالم، محمد حسن علوان، وحصل على الرواية روائيان مصريان: بهاء طاهر، ويوسف زيدان، وحصل على «البوكر» العربية روائيان أردنيان: إبراهيم نصر الله، وجلال برجس، وحصل، أيضاً، على الجائزة روائيان لبنانيان: ربيع جابر، وهدى بركات، وحصل على الجائزة عبدالوهاب عيساوي من الجزائر، وربعي المدهون من فلسطين، وشكري المبخوت من تونس، وأحمد سعداوي من العراق، وسعود السنعوسي من الكويت، ومحمد الأشعري من المغرب.
[email protected]