عادي
يفضل الألبوم في زمن الأغنية المنفردة

أسامة الرحباني: أرشفة أعمال والدي مرجع فني للعالم

22:20 مساء
قراءة 3 دقائق

بيروت: هدى الأسير

في الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الفنان والموسيقار اللبناني منصور الرحباني،الشهر الماضي، عملت أسرته على تخليدها بطريقتها الفنية الخاصة، من خلال إطلاق أول أرشيف مصّور لكل أعماله المسرحية والغنائية، في مسيرته الحافلة بالإنجازات الفنية، عبر قناة رسمية على «يوتيوب»، تضم مئات الأعمال الفنية له مرممة ومعدلة منذ منتصف الثمانينات، حتى رحيله منذ 13 سنة، أو المتجسدة في أبرز المسرحيات والأعمال الغنائية له، مرفقة بمجموعة من اللقاءات التلفزيونية المهمة في مسيرته منسّقة في حلّة جديدة لأعمال الرحبانية وفق أحدث التقنيات، صوتاً وصورة.

عن هذه الخطوة بدأنا حديثنا مع أسامة الرحباني الذي ورث عن أبيه ما فاحت به عبقرية قلّ نظيرها في وطننا العربي.

* حدّثنا عن الخطوة الفنية التي اتخذتها العائلة

- هي خطوة مهمة لأرشفة أعمال العبقري منصور الرحباني، من موسيقى وأعمال مسرحية أو غنائية، في مكتبة فنية كما يجب أن تكون، بنسخ نظيفة على قناة رسمية لتصبح مرجعاً فنياً عالمياً صالحاً لمن يريد الإطّلاع عليه، عبر أعمال منسقة في حلّة جديدة لأعمال الرحبانية وفق أحدث التقنيات، صوتاً وصورة.

* والدك كان غزيراً في إنتاجه، بينما أنت تعمل بشكل متأن.

- بالعكس، من يتابعني يدرك تماماً أن أعمالي غزيرة جداً، ولكن الفترة الأخيرة كانت استثنائية وصعبة في كل المجالات والقطاعات، ومع ذلك، استطعنا أن نقدم فيها أعمالاً استثنائية.. ولا تنسي أن هناك أعمالاً كانت مشتركة بيني وبين والدي مثل «جبران والنبي»، التي كتب نصها الراحل الكبير وفقاً لأفكاري، و«قام في اليوم الثالث»، «عودة الفينيق»، «آخر يوم»، كلها كانت أعمال مشتركة بيني وبينه. ولا أنكر أن المسرح توقف بالنسبة إلي في عام 2011، أما بالنسبة للموسيقى فلم تتوقف أبداً، والجميع يعرف أننا أصدرنا أسطوانة لهبة طوجي بعنوان 30 في عام 2017 وهي عبارة عن ألبوم مزدوج في وقت لم يجرؤ أحد على إصدار البوم واحد، وفي العام نفسه قدّمنا ألبوماً يضم 13أغنية، عدا عن المتفرقات.

* ولا تزال مصراً على سياسة الألبوم في زمن الأغنية المنفردة؟

- لا يعنينا نجاح أغنية فقط، بل مشروع متكامل.

* كنت أعلنت عن إطلاق مسرحية «نفرتيتي»، منذ فترة، أين أصبحت؟

- لا تزال قيد التحضير، فهي ليست مسرحية عادية، وتحتاج لتركيز عال، وإنتاج ضخم، مثل أعمالنا السابقة، وتحتاج أيضاً إلى نوع من الطمأنينة الاجتماعية والصحية، ونحن كما يعلم الجميع، نعاني مشاكل اقتصادية في لبنان لم يخل منها العالم العربي بسبب جائحة «كورونا»، في وقت يُعتبر فيه الفن المسرحي من الكماليات. وسأبقى مصراً على أمل التنفيذ قريباً.

* هل يمكن أن يكون تنفيذها خارج لبنان؟

- كل شيء وارد، وحسب الظروف، خصوصاً أن دعم الدولة غائب.

* إذا لم تجد الجهة الممولة لإنتاج المسرحية، هل ستعمل على إنتاجها بشكل خاص؟

- لطالما عملت على إنتاج أعمالي سواء بشكل كامل، أو بشكل جزئي، ولكن لا أخفي سراً بأن مسرحية «نفرتيتي» تحتاج إلى ميزانية عالية لا أقدر عليها وحدي.

* لماذا اخترت شخصية «نفرتيتي» المصرية هذه المرة؟

- شخصية نفرتيتي الغامضة الطالعة من أرض الكنانة أصبحت عالمية، وأنا لا أقدّم الشخصية بناء لهويتها، بل هي من تناديني، وهي جذبتني لأنها غنية بتفاصيلها وعبقها وطقوسها والأمور التي تسمح لي باستثمار أفكاري وأدواتي الموسيقية والرؤيوية بالمسرح بشكل إبداعي..

* كان لك مشاركات سابقة في برامج فنية، كم أنت راض عن مستواها الفني؟

- مستواها الفني كان أكثر من رائع، وتحديداً برنامج «ستار أكاديمي»، وساهمت فيه بإعطاء حصص ثقافية تعليمية لتنوير الناس، وبعض النقاد حول كيفية التعامل مع الصوت لتحسين الأداء، كذلك كان مستوى «ديو» المشاهير ممتاز، ولكن طريقته كانت مختلفة، لأنه كان يُخضع المشاهير «لفورما» معيّن، ليتلقوا بعده التقييم والانتقادات بشكل لم يكن سهلاً على الإطلاق، وكانت مشاركاتهم جرأة بحد ذاتها.

لطالما كنت تقول إن عليك الاستمرار والمقاومة في وقت يسيطر فيه الفن الهابط، والسؤال، كم تستطيع الصمود؟

-هذه الموجه تسود العالم أجمع بعدما سهّلت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الأمور، فأصبح أي كان قادراً على عمل تلفزيون من منزله، وأنا دائما كنت أقول إن وظيفة الإعلام الارتقاء بالذوق العام وغربلة الأمور التي أصبحت تتحكم في الناس في مجتمعات استهلاكية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"