عادي
خلال فعاليات اليوم الثاني لقمة المعرفة 2022

%13٫6 إسهامات الذكاء الاصطناعي في ناتج الإمارات 2030

00:32 صباحا
قراءة 6 دقائق

إكسبو 2020 دبي: الخليج
أكد خبراء المعرفة أن التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية بحلول 2030سيصل إلى نحو 13.6%، إذ يقدم الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من الفرص، فضلاً عن قدرته على دعم التنمية المستدامة. وعلى الرغم من تلك المؤثرات الإيجابية، حذر الخبراء من الاعتماد المتزايد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة غير مقصودة، بالنسبة إلى الأفراد والمنظمات والمجتمعات.

قال الخبراء خلال فعاليات اليوم الثاني لقمة المعرفة 2022، التي تنعقد برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتنظمها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تحت شعار «المعرفة.. حماية البشرية وتحدي الجوائح»، في مقر «إكسبو 2020 دبي»، إن أكثر من 1.6 مليار شخص، أي نحو 22 % من سكان العالم يعانون من عدم القدرة على الوصول إلى خدمات الرعاية الأساسية، بسبب الأزمات والنزاعات الممتدة.

وأفادوا بأن التكنولوجيا الناشئة تقدم حلولاً ممكنة وفعالة لتسريع إحراز تقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إذ تتميز حلولها بدرجات عالية من العملية والقدرة المباشرة على التنفيذ الفوري في مواجهة التحديات العالمية بسرعة ودقة كبيرتين، مع إمكانية توسيع أثرها ليشمل نحو 70 %من غايات التنمية المستدامة البالغ عددها 169 غاية.

سباق عالمي

في وقت أكد جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن الإمارات تخوض سباقاً عالمياً كبيراً في التقدم والتميز في مختلف المجالات، وتتنافس على ما يقرب من 400 مؤشر عالمي، موضحاً أن مؤشرات التنافسية العالمية، ليست بالأمر اليسير، إذ تتنافس عليها الدول المتقدمة التي لم تتوقف برهة عن التطوير وتحقيق الإنجازات في المجالات كافة.

وقال: «على الرغم قوة المنافسة، إلا أن الإمارات تستحوذ على نصيب كبير في سباق التنافسية الذي يجمع عدداً كبيراً من الدول المتقدمة على مستوى العالم.

وقال إن تقرير مستقبل المعرفة يشكل أداة فاعلة وإيجابية، للحكومات والمجتمعات، إذ إن نتائجه تحاكي في مضمونها مجالات حيوية، وقطاعات ذات حساسية كبيرة، مثل قطاعات الصحة والتعليم والغذاء والمياه، ويجسد في الوقت ذاته التطورات التي شهدتها القطاعات كافة، مشيراً إلى أن محتوى التقرير يتم توزيعه على جميع الدول، ليتسنى للحكومات الاستفادة من المعلومات والبيانات الضخمة التي يتضمنها، إذ وضعت حكومات خططاً واستراتيجيات، تواكب ما جاء في التقرير من مستجدات تصف الواقع المعرفي الحقيقي.

متابعة حثيثة

وأشار إلى أن هناك متابعات دؤوبة مع مختلف الدول بشأن تفاعلها مع نتائج التقرير الدورية، حيث استطاعت الدول تحسين وضعها المعرفي منذ انطلاقته الأولى، وقفزت الإمارات من المرتبة ال 25 في عام 2017، إلى المرتبة ال 11 في عام 2021، كما حققت وزارة التربية والتعليم في الدولة، إنجازاً كبيراً عندما احتلت المرتبة السادسة ضمن افضل نظم التعليم عالمياّ، وقفزت مصر من المرتبة 102 إلى 50 وهذا بفضل النتائج والتوصيات التي حملها التقرير بين ثناياه في مختلف الدورات.

شراكة فاعلة

وفي سياق متصل استعرضت الجلسة الرئيسية لفعاليات اليوم الثاني من «قمّة المعرفة»، والتي جاءت بعنوان «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: شراكة من أجل تنمية مستدامة»، وتناولت مواضيع عدة، أبرزها دور المؤسسة في نشر المعرفة عالمياً، وأهمية الشراكة بين المؤسسة والبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إضافة إلى تسليط الضوء على أهم النتائج الرئيسة لمؤشر المعرفة العالمي لعام 2021.

وقال بن حويرب إن جائحة «كوفيد-19» هي الأصعب في تاريخ البشرية المعاصر، إذ أدت إلى تقييد حركة البشر وانهيار السياحة وتوقّف سلاسل الإنتاج بشكل أثّر في جميع القطاعات، أهمها الصحة والاقتصاد، وعلى الحكومات الوقوف لإعادة ترتيب الأولويات وتأسيس خطط جديدة واتجاهات من شأنها مواجهة الأزمات والجوائح.

آثار «كورونا»

وتحدث خالد عبدالشافي مدير المركز الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية في عمّان، عن التأثيرات الاقتصادية والصحية الكبيرة التي خلّفتها جائحة «كوفيد-19»، وأن الوباء كشف العديد من الثغرات في النظم الاقتصادية والحياتية، ومثال على ذلك الفجوة الرقمية التي أثّرت في 50% من الدول العربية في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الحكومية.

ونوّه بأن هناك تفاوتاً بين الدول في التعامل مع جائحة «كوفيد-19»، فدول الخليج بصفة عامة، ودولة الإمارات على وجه الخصوص، أظهرت كفاءة كبيرة في اتخاذ إجراءات وقائية ضد تفشّي الفيروس، إضافة إلى زيادة الوعي المجتمعي بالتعليمات والقرارات الصادرة عن الجهات المعنية، والتي ساعدت على الحد بشكل كبير من انتشار الوباء.

أثر إيجابي

وأوضح الدكتور هاني تركي رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن جائحة «كوفيد-19» كان لها تأثير إيجابي في تدفق المعلومات بشكل كبير، والتي أدت إلى إثراء مؤشر المعرفة الذي اعتمد على بناء فريق من الخبراء الدوليين ضمَّ أكثر من 50 خبيراً يمثلون قطاعات مختلفة، مشيراً إلى أنَّ تقارير استشراف مستقبل المعرفة لعامي 2018 و2019 عاينت أسئلة عدة حول قدرة البلدان وجاهزيتها للمضي قدماً على مسارات المعرفة مستقبلاً، إلا أنّ الإصدار الجديد من التقرير أثار أسئلة جديدة تتعلّق أكثر بالطبيعة البنيوية لقدرات البلدان في مواجهة المخاطر الخارجية.

الميتافيرس

وتحدث البروفيسور شافي أحمد، وهو جراح وأستاذ جامعي ومخترع ورائد أعمال، عن الجيل الثالث لشبكة الويب ودورها في تسريع منظومة التعليم الافتراضي، وإعادة تشكيل مستقبل التعليم والطرق المثلى لتطوير نظام بيئي جديد لطلبة العلم، ومدى قدرة «الميتافيرس» على بناء وتطوير نظام بيئي جديد في القطاعين التعليمي والصحي، حيث أشار شافي إلى أنَّ البشرية مقبلة على عالم متسارع ومتغير، وله انعكاسات على كل القطاعات، بما فيها قطاع التعليم الذي يمثّل الأساس الصلب للمعرفة.

وأوضح أن التكنولوجيا تسهم اليوم، وبشكل كبير، في تغيير وتطوير قواعد العمل في قطاعي التعليم والرعاية الصحية، بدءاً من زيارة المريض إلى المستشفى، وصولاً إلى إجراء العمليات الجراحية باستخدام تقنيات «الميتافيرس»، مؤكداً أن على العالم تعزيز التقدم في العالم الافتراضي ومجالاته المتعددة كإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والجيل الثالث من شبكة الويب و5G من خلال التعاون ومشاركة المعرفة لتحقيق نجاح أفضل.

الاكتفاء الذاتي

وناقشت جلسة «فضاء المعرفة» الأمن الغذائي بين سلاسل التوريد المستدامة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث بحث عبد المجيد يحيى، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في الإمارات العربية المتحدة، وأرمن سدركيان، عالم اقتصادي في منظمة الغذاء والزراعة، ولويز ناش،المدير التنفيذي والمؤسِّس لشركة «سيركوليريت»، كيفية إنشاء سلاسل توريد مستدامة لا تتأثر بالأوبئة، وتلبي الحاجات الحالية مع ضمان استمرارية الموارد المستقبلية.

وأكد عبد المجيد يحيى أهمية الأمن الغذائي العالمي، الذي شهد تدهوراً خلال السنوات الماضية، حيث إن هناك 365 مليون شخص حول العالم من الفئة الأشد جوعاً، بفعل الأزمات الصحية، وأزمة التغير المناخي، خاصة في بلدان القارة الإفريقية، مشيراً إلى أن جائحة «كوفيد-19» كانت سبباً مباشراً في زيادة التأثيرات غير المواتية، ما نتج عنها زيادة تكاليف الشحن وانخفاض سلاسل الإمداد.

واستعرض أرمن سدركيان تجربة الإمارات في توفير جميع احتياجات السكان خلال أزمة الجائحة، بوصفها أكثر دول العالم نسبة في توفير الغذاء، ولديها أمن غذائي قوي، حيث طوّرت من استراتيجياتها لتأمين الغذاء لتصبح رائدة في تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاعات متعددة.

وأكدت لويز ناش أن العالم يحتاج إلى تحقيق الأمن الغذائي المستدام من خلال تحليل وضع سلاسل الإمداد، والاهتمام بالموارد الطبيعية.

العالم الافتراضي

وقال بشار كيلاني المدير التنفيذي لمؤسسة أكستنشر تطوَّر الإنترنت والبيانات منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن، إن هناك بعض البلدان في حاجة إلى تسريع الخطى نحو ما سينتقل إليه العالم إلى ما بين الواقعين المادي والافتراضي، حيث ستتيح التقنيات الناشئة إلى التنبُّؤ وإدارة الأعمال في قطاعات متعددة ولكن أبرزها القطاعان الصحي والتعليمي.

ريادة الأعمال

ناقشت الجلسة التي عقدت بعنوان «الشباب وريادة الأعمال» الوقت الأفضل بالنسبة للجيل Z لبدء مشروع، وكيف يستفيد الفرد من وفرة المعرفة المتوفرة عبر المشهد الإعلامي الجديد، وأهمية أن يكون الشخص مؤثراً.

تشكيل المستقبل

وبحث ماثيو جريفن، خبير ومستشرف للمستقبل، خلال إحدى جلسات «قمة المعرفة»، كيفية تشكيل المستقبل والتأهب للأوبئة، حيث قال: «إن العالم يتغير بطريقة متسارعة بفضل الرقائق الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، وإنّ كل هذه الأجيال من التكنولوجيا ستحدث تغيراً كبيراً خلال السنوات المقبلة، ومثال على ذلك أخذ العلماء 5 أعوام من أجل إيجاد لقاح، وخلال «كوفيد-19» لم يستغرق الأمر 3 أشهر، وفي المستقبل بين 2025 و2030 في حال ظهور أوبئة لن يستغرق توفير لقاح أي وقت».

الأوبئة وتأثيرها

وناقشت الجلسة السادسة من جلسات قمة المعرفة بعنوان «الأوبئة وتأثيرها في المناخ سلاح ذو حدين»، التأثيرات البيئية السلبية لجائحة «كوفيد-19»، والجانب الإيجابي من الجائحة، إضافة إلى الدروس والعبر المستفادة من «كوفيد-19» للتخفيف من آثار التغير المناخي.

وتحدثت كاثرين بروس، قائد فريق عمل مركز علوم الاستدامة وتغيُّر المناخ لدى شركة «دبليو إس بي الشرق الأوسط» بداية عن الجوانب الإيجابية التي أثّرت في البيئة والمناخ.

وأكد إبراهيم الزعبي، الرئيس التنفيذي للاستدامة لدى شركة ماجد الفطيم القابضة، أن قضية التغيّر المناخي إحدى أهم القضايا البيئية على المستوى العالمي، وتهديد مباشر لمستقبل الكوكب والبشرية ككل، وأن العالم شهد تغييرات كبيرة إيجابية وسلبية غير مسبوقة خلال جائحة «كوفيد-19».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"