عادي
تتباين بحسب الاهتمامات والميول والهوايات

«الأحاديث الشبابية».. مغامرات واختيارات إنسانية

01:00 صباحا
قراءة 4 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

أحلام وقضايا العصر، وتجارب إنسانية، وخطط ومستجدات حاضرة ومستقبلية، موضوعات تدور على طاولة الشباب حين يجتمعون في جلسات الأحاديث الكاشفة عن أفكارهم وتوجههم العقلي، وارتباطه بمسارات الحياة، خصوصاً مع الانفتاح على العالم والتكنولوجيا الرقمية.

تتباين الأحاديث بحسب الخبرات والاهتمامات والميول والهوايات، وفي بعض الأوقات يكون المكان بطل الحديث في حالات المغامرات وسباق السيارات والدراجات. «الخليج» رصدت آراء مجموعة من الشباب حول الأحاديث التي تشغل أذهانهم ويطرحونها للحوار.

تقول عائشة شريف المرزوقي (محامية): «أفضل الجلسات التي تجمع شباب العائلة الواحدة من الجنسين، حيث تتنوع الموضوعات والآراء في كل ما يخص الحياة والأوضاع الراهنة، وأهمها في الفترة الأخيرة، تطورات فيروس «كورونا»، وبعد وقت قليل يتجمع الرجال وحدهم، وتبدأ أحاديث النساء حول تعليم وتربية الأطفال، وأماكن التسوق وتبادل الخبرات».

وتضيف: «أحرص على التجمع مع صديقات الدراسة أو الزميلات من أماكن العمل السابقة من فترة لأخرى، وتدور الأحاديث حول استحضار الماضي، والذكريات الحلوة التي جمعتنا، وكيف هي الحياة مع كل واحدة، والتغيرات التي طرأت على حياتنا جميعاً».

وتوافقها الرأي مروة منذر، مهندسة اتصالات، فتقول: «تعزز الجلسات الجماعية من تنوع الموضوعات والآراء، ومشاركة آخر الأخبار وما يحدث في العالم، خصوصاً عندما تكون هناك اهتمامات وهوايات مشتركة، وفي بعض الحالات تكون الأعمار متفاوتة، إلا أن الجميع يتحدث بروح شبابية مرحة، تضاف إليها خبرات الحياة، وفي بعض المرات يطرح موضوع عام للمناقشة، مثل سماع رأي الجميع عن معايير اختيار شريك الحياة، والمقارنة بين أنواع السيارات والمميزات والعيوب، والصحة واللياقة البدنية، والسينما والتكنولوجيا والإلكترونيات».

الصورة
1

نشاط ومغامرة

يتجمع الشباب الذكور على الأنشطة التفاعلية كالرياضة والمغامرات بالسيارات والدراجات، وخصوصاً في الأجواء الشتوية، حيث الخروج إلى البر والتخييم، بحسب محمود إبراهيم موظف حكومي. ويقول: «تتمحور معظم الموضوعات بين الشباب حول ما يخصهم في هذه المرحلة العمرية، كمجالات العمل أو تأسيس المشروعات الصغيرة، والصحة واللياقة البدنية، والتكنولوجيا والتطبيقات الإلكترونية، والاهتمامات الأخرى كالسينما والموسيقى والموضوعات المتصدرة وسائل التواصل الاجتماعي».

وتقول منال عبد الرحيم الجوهري: «تربية الأبناء والعوامل المؤثرة في تنشئة جيل طموح مبدع مثقف وقيادي، تستحوذ على النصيب الأكبر من أحاديث النساء، ولا تخلو الجلسات من الأحاديث التي تخص الحياة والأحداث العالمية والمحلية، ويكون النقاش في مواضيع التنمية البشرية وتطوير الذات والتحفيز، ونتطرق إلى جديد الموضة ووصفات الطبخ، وأماكن الترفيه الجديدة ووجهات السفر».

تفاعل اجتماعي

ويرى سيف الرحمن أمير، رئيس فريق تطوعي، أن الأحاديث بين الشباب تكون محاورها بحسب مكان اللقاء، والاهتمامات والأحداث الجارية، فهناك أماكن ترفيهية للعب الكرة على سبيل المثال، وفيها يدور الحديث حول الأندية المحلية والعالمية واللاعبين، وهناك مجموعات تميل إلى التجربة والمغامرة واكتشاف كل ما هو جديد في السياحة الداخلية في الإمارات.

ويضيف: «لا تخلو أوقات العمل من الأحاديث الجماعية، ويكون تسليط الضوء فيها على التفاعل في العمل المجتمعي والتطوعي، ما يعزز الروح الحماسية بين الشباب ونقلها لأصدقائهم والمحيطين بهم».

آراء وتجارب

الأحاديث في جمعة الفتيات تكون أكثر راحة، حيث تدور حول نمط الحياة العصرية، ومنتجات الأغذية ووصفات الطعام، والسينما والموسيقى والموضة، والأناقة والعناية بالجسم والبشرة، وتجارب الزواج وتربية الأطفال وغيرها، بحسب نعمة الناجي موظفة حكومية. وتضيف: «هناك استفادة كبيرة من الخروج بين مجموعة تضم الجنسين، خصوصاً مع تبادل الآراء والتجارب وطرح العديد من المجالات المختلفة، كما أن الرجال برأيي يفكرون عملياً أكثر من النساء».

ضغوط الحياة

ويعتبر جورج صبحي (فنان تشكيلي) أن لقاء الأصدقاء هو المتنفس الوحيد للخروج من ضغوط الحياة والعمل وسرعة وتيرة المتغيرات. وفي الغالب يكون التجمع أسبوعياً أو شهرياً، وتتمحور معظم الأحاديث حول مواسم الأنشطة والفعاليات وظروف العمل أو الخطط المستقبلية، واقتراحات أماكن للسفر، وتتخللها أيضاً الأحاديث عن الأوطان، ويمكن أن تظهر بعض المحاور العامة أثناء الحديث، كالسيارات وبعض وصفات الطبخ البسيطة، بما أن النسبة الأكبر من غير المتزوجين، ولا تخلو الجلسات من متابعة الأخبار السينمائية وتشجيع أفضل النوادي الرياضية العالمية.

الصورة

المؤثر الأقوى

تشير حصة العزاز، أخصائية علم النفس الاجتماعي، إلى أن الشباب يمثلون النسبة الأعلى في التعداد السكاني بالمجتمع، وبالتالي هم البنية الأساسية في الحراك والتنمية الاجتماعية في كل أبعادها، ومناقشة أحلامهم التي يطرحون فيها الصعوبات والتحديات بينهم، من أي منبر، تشكل هاجساً بين الواقع والخيال وصعوبات تحقيقها، ويتناقشون حول تطلعاتهم، ويساندون ويشجعون بعضهم بعضاً في تنوع المهارات والقدرات والإمكانات التي يتميز بها كل شخص، ويكون تأثير هذا إيجابي على الشباب والمجتمع.

وتضيف العزاز: «أصبحت منصات (سوشيال ميديا) المؤثر الأقوى في الشباب في هذا العصر، حيث تجمعهم من أنحاء العالم، ما يمكنهم من تكوين صداقات جديدة متنوعة الثقافة واللغة وجمع المعلومات والخبرات العلمية والعملية الجديدة المفيدة في الحياة ومتطلبات سوق العمل».

وعلى الرغم من أن البعض يستخدمها لتحقيق الأهداف والأحلام، إلا أن آخرين لديهم عقول غير ممنهجة ما يجعلهم في حاجة إلى مستشارين من المؤسسات والجمعيات المتخصصة لدعم تطلعاتهم، حتى يكونوا قادرين على المشاركة في بناء الأوطان بعقول ناضجة ومستنيرة.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"