عادي

قمة الحكومات.. حدث عالمي يعزز قوة الإمارات الناعمة

02:20 صباحا
قراءة 7 دقائق

إعداد: محمد الماحي

تعد القوة الناعمة الإماراتية، حصيلة تراكم مجموعة من السياسات والأفكار التي جرى تطبيقها على مراحل تاريخية متعاقبة، ويتجسد النموذج الإماراتي للقوة الناعمة بعدد من الوجوه،

من بينها القمة العالمية للحكومات التي تضيف رصيداً لحركة السياسة الخارجية الإماراتية، كونها أكبر تجمع حكومي سنوي عالمي ومنصة دولية، تهدف إلى الارتقاء بمستقبل الحكومات وتمكينها من تحقيق التفوق والريادة، عبر جمعها لقيادات حكومية وقادة الفكر وصانعي السياسات والقطاع الخاص، لمناقشة سبل تطوير مستقبل الحكومات، وعقد شراكات استراتيجية ووطنية ودولية لنشر المعرفة والخبرة المكتسبة.

دور مركزي
أصبحت القمة العالمية للحكومات من ضمن المرجعية الرسمية، لتقديم الرأي والمشورة في التوجهات والمبادرات المقترحة ضمن منظومة الدبلوماسية العامة للإمارات، بما يضمن ترسيخ منجزات الدولة وطموحاتها ودورها المركزي إقليمياً ودولياً في العلوم والاقتصاد والثقافة والفنون والسياحة والتجارة والمبادرات الإنسانية، أو غيرها من المجالات وإبرازها للرأي العام الرسمي والشعبي في العالم، لتكون مرآة لمسيرة الإمارات وإرثها الحضاري ودورها الحيوي.

وتمكنت خطة القمة المتنوعة على مدى 7 دورات، من فتح باب على المستقبل، وإتاحة الفرصة لعرض أحدث الابتكارات وأفضل الممارسات والحلول الذكية، التي تحفز الإبداع والابتكار في مواجهة التحديات المستقبلية، الأمر الذي وضع الإمارات جنباً إلى جنب مع الدول المتقدمة الساعية إلى امتلاك ناصية العلم، واستشراف المستقبل، وتسخير التكنولوجيا في خدمة الإنسان، والمتتبع لجدول أعمال القمة، يجد أنها في كل عام، تحدد جدول الأعمال للجيل القادم من الحكومات، مع التركيز على كيفية الاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا في إيجاد حلول فاعلة للتحديات العالمية التي تواجه البشرية.

نهج استراتيجي

تتبع دولة الإمارات نهجاً استراتيجياً على مر تاريخها، حيث إنها تنظر إلى الأحداث السياسية والاقتصادية كونها جزءاً من أدوات قوتها الناعمة، وتجسيد حي لاستمرارية وتطور العملية التنموية بها، حيث تؤدي قمة الحكومات دوراً كبيراً في تعزيز سمعة الإمارات إقليمياً وعالمياً، كما تقوم بدور مهم في حل الأزمات وابتكار حلول خلاقة وتخفف من حدة النزاعات التي تشهدها مناطق مختلفة من العالم.

ووفقاً للتقرير العالمي لمؤشر القوّة الناعمة الذي تعده مؤسسة «براند فايننس»، جاءت الإمارات العربية المتحدة العام الماضي في المرتبة الأولى عربياً، وضمن مركز متقدّم عالمياً لجهة التأثير العالمي والعلاقات الدولية. ويشير النشاط الذي دأبت عليه هذا العام على كل المستويات، إلى احتمال قوي للحفاظ على موقعها عربياً وعالمياً في تكريس القوة الناعمة وترسيخها.

منذ فوزها عام 2013 بحق تنظيم معرض إكسبو الدولي، تحولت أنظار المراقبين في العالم كله نحو الإمارات، حيث إن الفعالية سيكون لها «مذاق» مختلف في دبي وخاضت الإمارات تجربة «إكسبو 2020 دبي» برصيد كبير من الإنجازات السابقة، فإن نظرة متعمقة إلى الحدث ومجرياته، ستكشف تأثيرات إيجابية مهمة ومكاسب كثيرة حققتها الإمارات على النطاقين الإقليمي والعالمي، حيث انخرطت خلال الفترة الماضية في العديد من المشروعات المتعلقة بصناعة المستقبل، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال استضافة فعاليات للبحث والتطوير في هذا المجال، وإطلاق مشروعات تنفيذية تخاطب المستقبل وتعمل على صياغته، بما يتواكب مع الاستراتيجيات العالمية، وبالتالي كان «إكسبو 2020 دبي» فرصة مؤاتية لاكتشاف الكثير من المشاريع، فشعار الحدث هو «تواصل العقول وصُنع المستقبل».

أقوى جواز سفر

نتاج طبيعي لتبني القيادة الرشيدة في دولة الإمارات مفهوم القوة الناعمة أن تتقدم الدولة على كل الصعد، ويبرز اسمها ودورها على الساحة الدولية، حيث عزز جواز السفر الإماراتي صدارته كأقوى جواز سفر بالعالم، بعد أن زاد عدد الدول التي يدخلها حامله دون تأشيرة أو بتأشيرة وصول ل 153 دولة. وحسب مؤشر «باسبورت إندكس» التابع لشركة «آرتون كابيتال» للاستشارات المالية العالمية، فإن جواز السفر الإماراتي الذي يحتل الصدارة بالفعل منذ مطلع أكتوبر 2021، عزز موقعه بإضافة دول جديدة. وبات الجواز الإماراتي قادراً على فتح حدود 153 دولة لصاحبه، وينفرد بالصدارة متقدماً ب 6 دول على الجواز النيوزيلندي صاحب المركز الثاني الذي يدخل 147 دولة.

وبحسب مؤشر «باسبورت إندكس» فإن جواز السفر الإماراتي يتيح لحامله دخول 99 دولة من دون تأشيرة مسبقة، و54 دولة يتم الحصول على تأشيراتها عبر الإنترنت أو بمجرد الوصول.

تقدير دولي

تحظى الإمارات بتقدير إقليمي ودولي متزايد، نظراً لمواقفها وسياساتها التي تعزز الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وبما تقدمه من مبادرات تتعاطى بشكل فاعل ومؤثر مع القضايا التي تستحوذ على الاهتمام العالمي، وأصبح النموذج الإماراتي في التعايش مصدر إلهام للعديد من دول المنطقة والعالم، ليس فقط لأنه يضمن لما يزيد على مئتي جنسية العيش بأمان وسلام على أراضيها، وإنما أيضا لأنه يجسد منظومة القيم الإيجابية التي تؤمن بها الإمارات وتطبقها في سياستها الخارجية.

وإن ما يدعو للاعتزاز حقاً، أن قادة الدولة الكرام، ممثلون في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد شهدا معاً إصدار هذه الوثيقة بحضور قداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر إنه مما يدعو للفخر والاعتزاز أيضاً، ما نشهده من عمل مخلص وجهد كبير، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من أجل تحقيق التقارب بين البشر، ودعم القيم الإنسانية النبيلة، التي تهدف إلى تحقيق السعادة والرخاء في العالم.

إن إعلان الأمم المتحدة يوم 4 فبراير من كل عام، وهو يوم إصدار هذه الوثيقة التاريخية، يوماً دولياً للأخوة الإنسانية، إنما هو دليل على أن استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات تشكل إطار عمل متكاملاً يجسِّد مكانة وقصة دولة الإمارات التي تتمتع بمكانة مرموقة، عربياً ودولياً.

اكتشاف الكوكب

شهد عام 2021 إنجازات علمية غير مسبوقة لدولة الإمارات في مجال الفضاء، حيث عززت مكانتها مركزاً عالمياً لعلوم وتكنولوجيا الفضاء. فبعد أن أطلقت الإمارات في يونيو 2020 مشروعها الفضائي الأكبر «مسبار الأمل» في أول رحلة عربية لاكتشاف الكوكب الأحمر «المريخ»، ووصل المسبار إلى مداره حول المريخ في فبراير من عام 2021، وبدأ في إرسال أولى الصور في مسعى لاكتشاف الكوكب الأقرب للأرض من حيث الحجم والذي يبحث العلماء عن مظاهر الحياة على أرضه، ومن أحدث تلك الإنجازات إعلان الإمارات عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.

مسارات ومساقات

خلال أزمة كورونا وعبر العامين الماضيين وحتّى الساعة أضحت الإمارات ترجمة حقيقية لفكرة التضامن الإنسانيّ القادر على العبور وسط الأزمة الكونيّة، لم يكن الأمر مجرد شعار دعائيّ، فقد رأى العالم الإمارات على المستويين الداخلي والخارجي، حيث تمّ التعاطي مع المواطن والمقيم على قدم المساواة، ومن غير أي تمييز.

وعلى المستوى الخارجيّ، شهد العالم حركة الطائرات من مطارات الإمارات إلى أغلبية الدول التي أصابها الفيروس، حيث قدمت لمسات ولمحات من التضامن الإنساني.

قوة الإمارات الناعمة تتعدّد أوجهها، إذ لا تتوقّف عند تقديم الدعم الدوائيّ والغذائيّ للمنكسرين إنسانيّاً وسط الأزمة المفجعة، ولكنها تجلت في مضمار البحث العلميّ، وما جادت به قريحة وعقول علماء الإمارات من شباب الباحثين في «مركز أبو ظبي للخلايا الجذعيّة»، يثبت وبما لا يدع مجالاً للشكّ أن الإمارات قد أحرزت نجاحات فائقة في طريق القوّة الناعمة، والوصول إلى عقارات مضادّة لكورونا، يفتح الطريق أمام البحث العلمي الإماراتيّ، ذاك الذي حلم بالصعود إلى الفضاء وفعل، وقبض شباب الإمارات على النجوم بأيديهم، ولم يكتفوا بلمسها فقط.

ورغم التحديات الماثلة بسبب تفشي فيروس كورونا، واصلت الإمارات حملتها للتطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان والعديد من بلدان العالم، إذ كانت أول من استأنف حملاتها الميدانية لحماية الأطفال من شلل الأطفال منذ اندلاع الجائحة، حيث قدم أكثر من 28 مليون جرعة لقاح في باكستان خلال 2020، لتصل إلى أكثر من 16 مليون طفل وخلال الفترة من عام 2014 ولغاية نهاية شهر سبتمبر عام 2021، نجحت الحملة في إعطاء 583 مليوناً و240 ألفاً و876 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال خلال 8 سنوات لأكثر من 102 مليون طفل باكستاني.

الأحداث المهمة

شهد عام 2021 الكثير من الأحداث المهمة في العالم، إلا أنه كان بلا شك عاماً استثنائياً بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي استطاعت وعن جدارة أن تؤكد ريادتها على أصعدة متعددة ومجالات متنوعة، لتعزز مكانتها على الساحة الدولية والإقليمية.

كان نتاجاً طبيعياً لسياسات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات أن تتقدم الدول على كافة الصعد، ويبرز اسمها ودورها على الساحة الدولية، وشهد العام الماضي عضوية دولة الإمارات لكثير من المناصب على الساحة الدولية والأممية.

فنظراً لدورها المهم في نشر السلام، والذي كان محل تقدير دولي، تم انتخاب الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، في خطوة تعكس مكانة دبلوماسية الإمارات القائمة على نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض، والتقدير الدولي لها،كذلك تم انتخاب دولة الإمارات في أكتوبر الماضي عضواً في مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة بين 2022-2024.

كما أعلنت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول» فوز مرشح الإمارات، اللواء أحمد ناصر الريسي، برئاستها لمدة 4 سنوات، كأول دول عربية يترأس مرشحها منظمة الشرطة الجنائية الدولية منذ نشأتها قبل قرن، ما يعكس مكانة مرموقة وثقة متزايدة.

ونجحت الإمارات في الفوز بتنظيم مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"