أنشطة صيفية

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

وبدأت رحلة إجازة الصيف، ومعسكرات الصيف، والدورات الصيفية للطلبة، وانضمّ الراغبون منهم في تنمية مهاراتهم وشغل أوقات فراغهم بالمفيد، إلى المراكز الصيفية التي فتحت أبوابها لهم، وخاصة مراكز المؤسسة الاتحادية للشباب، التابعة لوزارة الثقافة والشباب، التي استوعبت كل الأعمار ولم تقتصر على الشباب، وتعاونت مع مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص، واستعانت بأصحاب المواهب والمهارات لتنظيم فعالياتها، وهذا ما كنا ننتظره وموقنون بحدوثه. 
 والدور حالياً على أولياء الأمور، لتوجيه أبنائهم إلى تلك المراكز، وإفادتهم قدر الإمكان بالخدمات التي تقدمها، باختلاف أنشطتها، أكانت ثقافية أم رياضية أم دينية، بحسب توجه الطلبة واستثمار أوقاتهم بالمفيد، بدلاً من بقائهم في المنازل حبيسي الأجهزة الإلكترونية أو الأجهزة الأخرى كالتلفاز والهواتف.
 وفي الماضي، كانت المراكز الصيفية تقتصر على  مراكز تحفيظ القرآن الكريم، التي تفتح أبوابها صيفاً، وينضم إليها كثير من الطلبة الصغار الذين كبروا، وأسهم حفظ القرآن بتشكيل شخصياتهم عند الكبر، وتجد معظمهم متزنين نفسياً، ولديهم الحصيلة اللغوية الجيدة وثقافتهم متفتحة. كما أن لديهم شخصيات مميزة، وأثبتت ذلك دراسات علمية، عن مدى التأثير الإيجابي لحفظ القرآن بالصغر، في تشكيل شخصيات الحافظين، حتى إذا لم يستمروا في الحفظ مع الكبر، فالسنوات التي تتشكل فيها الشخصية محددة بالسنوات الأولى المبكرة حتى سنّ المراهقة، وخاصة الطلبة الذكور، تصقل شخصياتهم وتغرس فيهم القيم والأخلاق الفاضلة. 
  ونجد كثيراً من الشخصيات الناجحة والمتميزة خلقاً وعملاً، كانت أسرهم توجّههم في الصغر إلى مراكز حفظ القرآن، ومعظم الإمارات فيها تلك المراكز، سواء كانت التابعة للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أو الهيئات المحلية في كل إمارة، وخاصة في دبي والشارقة، اللتين خصصتا مساجد معينة في مناطق مختلفة، تسهيلاً لانضمام الطلبة لحلقات الذكر.  
والساعي لإفادة أبنائه وانضمامهم إلى المراكز الصيفية التي تقدم خدماتها، خاصة من أولياء الأمور، سيجد الأثر الجميل في أبنائه، سواء حالياً بحفظ أوقات فراغهم، أو مستقبلاً ليكون أثراً تراكمياً بتشكيل شخصياتهم؛ والمهم أن لا يبقوا فريسة للأجهزة. وكلما كانت الأنشطة خارجية وجماعية، وأكثر اتصالاً بالطبيعة، كان الأثر الإيجابي لها أكبر، خاصة في تشكيل شخصياتهم وتوازن عقولهم ونفوسهم. 
وهناك، كذلك، المكتبات والمراكز الثقافية والفنية التي تغني أوقاتهم بالمفيد والممتع في الوقت نفسه، وتصقل مواهبهم وتنمّيها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"