عادي
تستقبلهم المدارس اليوم إيذاناً ببدء العام الجديد

المعلمون في مهمة بناء أجيال العلوم المتقدمة

00:30 صباحا
قراءة 6 دقائق
  • خبراء: سيناريوهات تعليمية متوقعة تواكب أجندة الإمارات 2031
  • تربويون: خطط توزيع المناهج وتوظيفها بطرائق تدريسية مطورة
  • معلمون: المتغيرات متسارعة والتطوير يفرز أدواراً جديدة كل عام

تحقيق: محمد إبراهيم
يأتي كل عام دراسي جديد، حاملاً معه مستجدات ومتغيرات تبلور ملامح التطوير الجديدة في منظومة التعليم، ولا شك في أن المعلمين لاعب أساسي في جميع مراحل التطوير، راهناً ومستقبلا، إذ يعد المعلم من أهم مكونات المجتمع التعليمي، والأكثر تأثيراً في كل محطة معرفية، بصفته العمود الفقري لمجريات المنظومة ومخرجاتها.

ويرى خبراء أن المعلمين الذين تستقبلهم مدارس الدولة، الحكومية والخاصة، يوم الاثنين الموافق 22 أغسطس/ آب الجاري، إيذاناً ببدء العام الدراسي الجديد 2022-2023، في مهمة جديدة لبناء أجيال العلوم المتقدمة، بسيناريوهات تعليمية متنوعة تواكب في محتواها أجندة الإمارات للعلوم المتقدمة 2031.

تربويون أكدوا أن الشغل الشاغل للمعلمين مع قدوم عام دراسي جديد، يركز على خطط توزيع المناهج وتوظيفها بحسب طرائق تدريسية مطورة، تتناسب مع أنماط التعليم المطروحة، فضلاً عن إدارة الفصول والوقت، بحسب كل مرحلة دراسية.

في وقت أكد عدد من المعلمين أن المتغيرات المتسارعة، وعملية التطوير المستمرة في اتجاهات ومسارات التعليم في الإمارات، تفرض عدداً من المستجدات التي تصاحب دائماً انطلاقة العام الدراسي الجديد، الأمر الذي يتطلب حشد الطاقات ومواكبة طرائق التدريس الجديدة، والتركيز على التدريب وفق متطلبات المرحلة.

«الخليج» تشارك الميدان التربوي الترحاب بالمعلمين، وتناقش مع مجتمع التعليم المستجدات وسبل التعاطي مع العام الدراسي الجديد، وكيفية التعامل مع الأنماط التعليمية الثلاثة المتوقعة، ومدى جاهزيتهم واحتياجاتهم التدريبية لتحقيق النجاح في تلك المرحلة التي يستمر فيها فيروس كورونا المستجد.

أدوار جديدة

إن أي تغير أو تطوير يطرأ على العملية التعليمية، تصاحبه دائماً أدوار جديدة للمعلمين، بوصفهم ركيزة أساسية لمنظومة العلم في أي مجتمع، ومع تفعيل اتجاهات العلوم المتقدمة التي تستند إلى استراتيجية الإمارات 2031، أصبح للمعلمين أدوار جديدة تمكنهم من التعاطي مع معطيات هذا النمط التعليمي، هذا ما وصلت إليه مجموعة من المعلمين ضمت عاطف حسن، ووفاء الباشا، وحنان شرف، وريبال غسان العطا، وإبراهيم القباني.

وقالوا ل«الخليج» إن هناك توقعات قوية تأخذنا إلى وجود أنماط نوعية جديدة للتعليم العام الدراسي الجديد، وهذا يتطلب إدارة من نوع جديد للفصول الدراسية، والإتقان في خطط توزيع المناهج وطرائق شرحها وتقديمها للطلبة في مختلف مراحل التعليم.

أكثر التحديات

وأفادوا بأن أكثر التحديات تأثيراً في المعلم، تكمن في كيفية التطوير ومواكبة المتغيرات والمستجدات، لاسيما وأن المشهد التعليمي العالمي لم يدع مجالاً لمواصلة المسيرة وأداء الرسالة إلا للمعلم المتميز صاحب المهارات والقدرات المتنوعة التي تتسم بالمرونة وسرعة الإنجاز، إذ إن مهام المعلم دقيقة مؤثرة تحتاج إلى خبرات نوعية تساعده في إعداد أجيال المستقبل، فينبغي الاستفادة من الدورات التدريبية التي تعقد في بداية العام الدراسي، لتطوير ذاته وكفاءته المهنية.

وأضافوا أن عملية إعداد المعلم تبقى الأصعب، لاسيما وأن التعليم المستقبلي يحتاج إلى تأهيل معلمين قادرين على مسايرة التكنولوجيا ونهضتها، التي يشهدها العالم في مجال التدريس ونقل المعرفة والثقافة، فالمعلم مطالب بالتغيير والتطوير، على أن يكون الأكثر دراية بمهارات إدارة الوقت وتوزيعه، بما لا يتعارض مع المسؤوليات المتعددة، مع ضرورة الاستفادة من التدريب عن بعد، والاطلاع باستمرار على أفضل التجارب والممارسات التعليمية عالمياً.

متغيرات عالمية

في وقفة معهم، أكد التربويون سلمى عيد، وليد فؤاد لافي، سميحة علوان، سمير عبد ربه، أن المعلم محور أساسي للعملية التعليمية، ويعوّل عليه في بناء أجيال المستقبل القادرة على مواكبة المتغيرات العالمية في المجالات كافة، مشيرين إلى أن الكوادر التدريسية في مختلف إمارات الدولة، تتمتع بالخبرات والقدرات التي تمكنهم من أداء المهام في ظل أي نمط تعليمي، وفي ظل أية تطورات أو متغيرات.

وأضافوا أن الاستثمار في مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم والتقنيات الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي، تعد مقومات مهمة لمسارات العلوم المتقدمة التي قد يشهدها الميدان التربوي هذا العام، موضحين أن تلك المقومات تساعد المعلمين على القيام بأدوارهم المنوطة بهم، وتعزز في الوقت ذاته جودة المخرجات في مختلف مراحل التعليم.

التدريب بأنواعه

وقالوا إن التدريب بأنواعه، سواء حضور أو عن بعد، تقليدي أو ذكي، يعد ضرورة ملحّة لمعلم اليوم والمستقبل، لاسيما الذي يعتمد على الوسائل الذكية، إذ يعد الأقل كلفة والأوفر جهداً ووقتاً، مع وجود مواقع متخصصة ومجانية تقدم دورات مختلفة في شتى المجالات، فضلاً عن التدريب المستمر الذي تؤمّنه وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي سنوياً، ويحاكي مهنية المعلمين ومهاراتهم وقدراتهم العلمية في بناء الأجيال، فضلاً عن الاطلاع المستمر على أحدث التطورات في مجال التربية والتدريس.

وفي وقفتهم مع متطلبات واحتياجات معلمي اليوم، أفادوا بأنهم مطالبين بتنمية مهاراتهم التدريسية باستمرار بجودة وكفاءة، فضلاً عن إدراكهم مهامهم الجديدة ليكونوا موجهين وميسّرين ومساعدين للطلاب، لتعزيز استراتيجيات التعلم الذاتي لدى المتعلمين، على أن يدير المعلم الحصة الدراسية ببراعة وحرفية، وفق أهدافها المعرفية وأهداف العملية التربوية ككل، لاسيما وأن تعليم الإمارات يشهد مساقات تطويرية سريعة كل عام، وينبغي على جميع المعلمين في الميدان التربوي، «القدامى والجدد» إدراك الحراك التنموي في قطاع التعليم، وأبعاده وأهدافه، ومواكبة مساراته وخططه واتجاهاته.

البيئة الصفية

من جانبها، أكدت الخبيرة باحثة الدكتوراه سماء عبد الغني، أهمية إدارة الصف وتهيئة البيئة الصفية (المقاعد والطاولات ووسائل الإيضاح بما يخدم سير الدرس)، إذ تعد تلك المقومات مهارة تربوية قبل أن تكون تنظيمية، فينبغي على المعلمين إتقانها وإدراك سبل تطبيقها مع اختلاف المستويات الطلبة، ووجود فروق فردية بينهم، وشخصيات تختلف من طالب إلى أخر، لاسيما وأن الجهات المعنية بالتعليم تركز على طرح مبادرات تسهم في تعزيز التكنولوجيا في العملية التعليمية وتوظيفها في تعليم أبنائها الطلبة في مختلف مراحل التعليم.

وأشارت إلى ضرورة الدقة في وضع خطة توزيع المناهج بحيث تتناسب والجدولة الزمنية المعتمدة في كل فصل دراسي، مع استخدام أحدث طرائق التدريس وتوظيف التكنولوجيا بالشكل الذي يتوافق مع النمط التعليم المتبع، وبما يعالج الفاقد التعليمي، لاسيما بين طلبة الحلقة الأولى، مؤكدة أهمية متابعة استراتيجيات التدريس والتحديثات التي تجرى عليها عاماً بعد الآخر، معتبرة أن دمج الطلبة في فصل دراسي واحد أحد المسارات الفاعلة لحصول جميع الطلبة على دروسهم من دون أية معوقات.

10 مواصفات

«الخليج» تواصلت مع الخبير الدكتور وافي الحاج، الذي أكد أن التطوير بأشكاله بات سمة أساسياً في جميع القطاعات في المجتمعات كافة، لاسيما قطاع التعليم، وهذا بلا شك يتطلب درجة عالية من الوعي بالمتغيرات والمستجدات، وطرح 10 مواصفات للمعلم بقدرات متميزة وكفاءة عالية، إذ يجب على المعلمين التركيز على إتقان مهارات استخدام استراتيجيات التدريس الحديثة، وتوظيفها بما يتناسب والمحتوى المعرفي للمادة، فضلاً عن مهارات التفكير التي يمكن تنميتها وتوظيفها عند الطلاب بما يمكنهم من إنتاج المعرفة، وليس تلقي المعرفة فقط، ومنها مهارات التفكير الأساسية ومهارات التفكير الناقد وحل المشكلات ومهارات التفكير الإبداعي.

وأضاف أن مهارات استخدام تقنيات التعليم الحديثة، وتوظيف التكنولوجيا في تحقيق أهداف الدرس، مثل استخدام العروض التقديمية الثابتة والمتحركة (صناعة الأفلام) والمقاطع المرئية والمسموعة من اليوتيوب وغيره، باتت أمراً حتمياً في ظل المنظومة التي تضم أكثر من نمط تعليمي، فضلاً عن إتقان مهارات اختيار معايير التقويم المناسبة، كما ينبغي الحرص على توظيف التكنولوجيا الجديدة في مجال التقويم.

أنماط متوقعة

وفي ما يخص إمكانية تعاطي المعلمين مع الأنماط التعليمية المتوقعة من خلال مسارات العلوم المتقدمة، أفاد الحاج بأنه أمر ليس مستحيلاً، ولكنه يحتاج إلى معلم مؤهل ومدرب بشكل جيد، ولدية جميع الأدوات لتمكينه من إدارة صفوفه، مؤكداً ضرورة استخدام التكنولوجيا وتوظيفها بشكل صحيح لتحقيق الدمج بين تلك الأنماط التعليمية عند تدريس الطلبة في صف دراسي بعينة، ليتلقى الجميع تعليمه في وقت واحد، كل حسب اختياره، سواء في المدرسة أو البيت، مشيراً إلى أهمية التدريب الفعال الذي يحاكي الاحتياجات الحقيقية المعلم، ويركز على تأهيله للتعاطي مع مستجدات العملية التعليمية العام الدراسي الجديد.

ملامح جديد

أكد خبراء ومتخصصون أن أجندة الإمارات للعلوم المتقدمة 2031 تستحوذ على ملامح العام الدراسي الجديد، إذ تركز على توظيف العلوم في إيجاد حلول للتحديات واستكشاف فرص ذات مردود اقتصادي من خلال أولويات علمية متوالية حتى 2031.

وأوصوا بأهمية التدريب لجميع الكوادر التربوية في الميدان، من خلال إعداد حقائب تدريبية مطورة تحاكي مستجدات العام الدراسي الجديد، ويتم تصميمها وإعدادها استنادا إلى الاحتياجات الفعلية للمعلمين، والمحتوى الدراسي والأكاديمي للمناهج الدراسية، بحيث تجمع بين المادة العلمية المتخصصة للمواد واستراتيجيات التدريس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/rah68a3a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"