عائشة سعيد الخنبولي أم بارة لوالدتها السبعينية الأمية، التي أصرت أن تخصص لها معلمة خاصة لتحقق حلمها في التعليم، وتدرسها الحروف وتسمع منها قصص الأنبياء، وفي الوقت نفسه تسمع المعلمة من السبعينية قصص الماضي وكيف كانت حياة الأجداد وكدحهم في الحياة، تتبادل معها أطراف الحديث في يومين بالأسبوع، وتتلهف العجوز لقدوم اليومين بكل اشتياق للعلم وللمعرفة.
مبادرة الخنبولي في إسعاد والدتها لابد أن تعمم وتطبقها الجهات المختصة، فأمهاتنا وجداتنا في كامل قواهم العقلية وصحتهم الجسدية تساعدهن لمثل تلك الأنشطة والمبادرات، وجيد لو فتح باب التطوع للمختصين أو المهتمين لتلك المهمة مقابل مكافآت رمزية تشجيعية، وبها نضرب عصفورين بحجر واحد، منها تقوى العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، ومنها تسعد المواطنات من كبار السن، وجيد لو تطلق مبادرات أخرى لكبار السن من الرجال، كمثل تخصيص فرص لشغل أوقاتهم كمتابعة الزراعة في منازلهم وتقديم ورش متخصصة تساعدهم على إتمام المبادرة، ومساعدتهم على توفير متطلبات مثل تلك الفرص الهادفة إلى شغل وقت فراغهم وإفادة المجتمع من طاقاتهم، وتتحسن نفسيتهم، فالزراعة والتشجير تحيي الأرض وتنبت الزهر والثمار، ولها فائدة نفسية كبيرة لمن يخصص وقته بالزراعة، وكم هو لطيف ذلك الإحساس الذي يفرح أمهاتنا وآبائنا بمثل تلك المبادرات.
دعوة في يوم المرأة الإماراتية، أن تكرم كافة الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بالموظفات الكادحات المخلصات اللواتي ينجزن أعمالهن بصمت، وخاصة ممن هن لا يشار إليهن دائماً ولا يبرزن بالصورة مثل غيرهن من القيادات النسائية، فمثل هؤلاء برزت ونجحت وتخطت القيادية منهن، فهن اللواتي ينجزن بصمت، ولم يحظين بفرصة تثبت وجودهن في الدرجات العليا في السلم الوظيفي، وفي الوقت نفسه يسهم الكثير من عملهن في الإنتاجية ويبرز العمل المتكامل الأركان باجتهادهن وإخلاصهن للعمل.
وحين تخصص دولتنا يوم للإماراتية، لا يعني أن يتم تجاهل الرجل، فهو الداعم الأكبر للمرأة الإماراتية وله أيضاً يوجه الشكر والتقدير والثناء، وخاصة ممن يفسح المجال للأكفأ بغض النظر عن جنسه، ولا يعارض ويسد الطريق بدعوى أن الرجل أحق بتلك المهمة أو الدرجة الوظيفية، وذاك الذي يحترم ونرفع له القبعة، فمثل تلك السلوكيات يكبر المجتمع ويتميز ولا يحمل لا حقداً ولا حسداً لطرف دون آخر، فمن يقدر أخته و أمه و ابنته وزوجته لابد أن يقدر هو الآخر، وهو الأحق أن يفسح له المجال ليسهل الدرب «للأكفأ» دائماً، فتحية لعائشة الخنبولي وتحية لأصحاب المبادرات الشخصية للأمهات والآباء وتحية لكل من يفسح الطريق للمرأة الجديرة بالمهمات والأعمال التي تسند إليها.
[email protected]
https://tinyurl.com/mrfjxu82