الشارقة:«الخليج»
انطلق الموسم التدريبي التاسع عشر لمركز تريم وعبدالله عمران للتدريب والتطوير الإعلامي، أمس، بتنظيم ورشة عمل بعنوان تحليلات فيسبوك وتوظيفها صحفياً، بمشاركة مجموعة من الإعلاميين، ونظمت الورشة عن بعد عبر برنامج زووم، وحاضرت فيها سامية عايش.
في المستهل، أوضحت المحاضِرة أهمية تحليلات فيسبوك في ظل التغيرات التي تحدث، ومن ثم أهمية الاطلاع على الأداء على منصة فيسبوك من أجل تحسين الأداء. وفي هذا الإطار فإن الاهتمام بالجمهور أمر بالغ الأهمية. فالجمهور هو الذي يتفاعل مع المحتوى الذي تقدمه المؤسسات الصحفية، عبر التحليل الكمي والكيفي لما هو متاح من أرقام وبيانات، حيث من المهم قراءتها، وبناء على هذه القراءة وذلك التحليل، يتم تحديد ما ينبغي القيام به من أجل تحسين المحتوى وزيادة انتشاره، مع تأكيد أن النتائج لا تأتي بشكل آلي أو آني، وإنما هناك حاجة إلى وقت حتى تظهر ثمرة المجهود المبذول في التجارب التي تتم، وتقييم تلك التجارب.
وطرحت سامية عايش سؤالاً محورياً على المتدربين حول العناصر التي يتم أخذها في الاعتبار عند كتابة أي موضوع للنشر، وقد تراوحت الإجابات بين أهمية الكلمات المفتاحية، والتأكد من المعلومات بشكل يضمن صحتها حتى لا تتأثر المصداقية والانتشار، والمنصة التي سينشر عليها الموضوع، والجمهور الذي تتم مخاطبته، وصيغة المادة المقدمة بين التفاعلية والكتابية.
وأوضحت أن تحليلات فيسبوك يمكن الاطلاع عليها على الصفحات العامة، وهي عبارة عن أرقام تستخدم لمتابعة سلوك المستخدمين على صفحة فيسبوك وتفاعلهم مع المواد المنشورة، حيث تقدم التحليلات أرقاماً تتعلق بعدد الزيارات والوصول إلى المنشورات، بالإضافة إلى أداء الصفحات المنافسة. وتقوم التحليلات بتقسيم البيانات المتاحة إلى شرائح، مما يؤدي إلى الوصول إلى أسباب انتشار فيديو معين أكثر من فيديوهات أخرى.
وتشمل أهمية تحليلات فيسبوك أربعة عناصر أو أركان، يتمثل أولها في المساعدة في فهم سلوك الجمهور وتفاعله مع الصفحات. وثانيها التعرف إلى الموقع الجغرافي الذي يأتي منه الجمهور. وثالثها بيان التفاوت في أداء المنشورات. ورابعها استخلاص النتائج لوضع استراتيجية للمحتوى والنشر.
تركز التحليلات على السلوك والتفاعل مع المنشورات، بما تتضمنه من نصوص وصور وفيديوهات وروابط، كما أن تحليلات الجمهور على فيسبوك تستخدم في الحملات الترويجية وتركز على الجمهور ومواصفاته وبياناته الديمغرافية مثل العمر والجنس والمدينة التي يسكنها والدولة التي يعيش فيها، وحتى يتم فهم التحليلات لا بد من التعرف إلى الأهداف من الاطلاع على تلك التحليلات، والتي تتمثل في زيادة الوعي، والنية، والفعل. فهدف الوعي يقاس بمدى مشاهدة المنشور، والنية تقاس بالزيارات والتفاعل وتنزيل التطبيق ومشاهدة الفيديوهات وزيادة المهتمين بالمحتوى والرسائل. أما الفعل فإنه يقاس بالشراء والاختيار من قوائم الشراء وزيارة المتجر.
وتناولت عايش بعض المفردات أو المصطلحات المهمة بالنسبة لتحليلات فيسبوك، ومن بينها مشاهدات الصفحة، والإعجاب بها، والسلوك عليها، ومدى وصول المنشور، والتفاعل معه. وبالإضافة إلى النظرة العامة لتحليلات فيسبوك، فإنه يمكن تحديد فترات زمنية وعقد مقارنات فيما بينها. وهذا يدفع إلى البحث في أسباب زيادة المتابعة أو تراجعها، ومن ثم العمل على معالجتها. ومن بين العوامل التي تؤثر في أداء المنشور على فيسبوك نوع المنشور، وموضوعه، وطريقة كتابته، ووقت نشره. وأوضحت المحاضرة أن التجربة وحدها كفيلة بالإجابة عن الكثير من الأسئلة فيما يتعلق بالتوقيت الأنسب للنشر.
وفي ختام الورشة، طرحت المدربة عدداً من الأسئلة على المتدربين فيما يتعلق ببعض نماذج تحليلات فيسبوك، وقد دار حولها نقاش موسع، ومن ثم تمت الإشارة إلى بعض التحديات التي تواجه غرف الأخبار على فيسبوك والتي تتمثل في الخروج المبكر من الصفحة، ونسبة الوصول، وفئة التفاعل. وختمت المدربة بالتأكيد أن التحليلات يجب أن تكون مرتبطة باستراتيجية واضحة منذ البداية للوصول إلى الجمهور على فيسبوك. وسوف يقوم المركز بتسليم شهادات للمشاركين في الورشة، كما سيتم عقد الورشة القادمة بعد أسبوعين، وسوف يكون موضوعها استخدام الخرائط التفاعلية في إنتاج القصة الصحفية.
والمشاركة في الأنشطة التدريبية للمركز متاحة للعاملين في الحقل الإعلامي داخل الدولة ودول مجلس التعاون، حيث يحرص المركز على تقديم التدريب المتميز بما يساعد في الارتقاء بالعمل الإعلامي تحقيقاً لرسالة المرحومين تريم وعبدالله عمران، ومنذ نشأته يقدم المركز هذه الأنشطة بالمجان، ويحرص على الاستعانة بالمدربين المتميزين في مجالاتهم، مع الحرص على التنويع والتجديد في موضوعات التدريب.
