عادي

«الخليج».. 52 عاماً على شروق قصة تحرسها إرادة المؤسسين

01:07 صباحا
قراءة دقيقتين
تريم عمران وعبدالله عمران

إعداد: جيهان شعيب

تعيش صحيفة «الخليج» أجواء ال 52 عاماً على تأسيسها؛ إذ صدرت بعددها الأول يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 1970، ولا تزال، بعد كل هذه السنوات، مطرزة ببهاء الحلم الذي شغل مؤسسيْها، وبذلا كل ممكن ومستحيل في سبيله، بإمكانات ذلك الوقت، ليولد منبر إعلامي حر، وقوي، وصادق، وأمين في إطار حلم أكبر بإمارات تنبض بالاتحاد.

تأسست «الخليج» على يد الشقيقين الراحلين تريم عمران ود. عبد الله عمران، وتجسّدت رسالتهما الإعلامية في قيام مشروع وحدوي في الخليج بعمق عربي، وانتماء قومي، وترسيخ الهوية الحضارية العربية، والإسلامية، والتأكيد المستمر للذاتية الثقافية العربية، وطرح أفكار للنهوض والتنوير والمعرفة والحريات العامة، ومناصرة الحق في كل مكان.

وتقف وراء تأسيس «الخليج» قصة طويلة من الإرادة، والإصرار، والتصميم من الشقيقين، على إرساء كيان إعلامي صلب، يتحدث بصوت مواطني الدولة، وينقل أحداث المنطقة، ويناقش القضايا على اختلافها بحيادية، ومصداقية، من دون انحياز، أو تغليب جانب على جانب، أو الميل لأية مصلحة شخصية، أو الانتقاد دون وجه حق.

1
العدد الأول

ولم يرضخ الشقيقان الراحلان للضغوط، ولا المحاولات السلبية من القائمين على الأوضاع السياسية في المنطقة وقتها، التي كانت تسعى للحيلولة دون إكمال مشروعهما، أو إقناعهما بصعوبة أن يرى النور.

ولقصة تأسيس «الخليج» بداية، ففي عام 1968 كان تريم عمران مع شقيقه د.عبد الله عمران ضمن الوفد الرسمي لإمارة الشارقة في المفاوضات التي سبقت قيام الاتحاد، وفكّرا في العمل الصحفي، رهاناً على سطوة الكلمة، وأهمية نورها في إضاءة طريق المستقبل.

وحول ذلك، قال تريم عمران: «كان الوضع السياسي حينذاك مقلقاً جداً، وينذر بمخاطر جمة، وصعوبات ستواجهها الإمارات، إذا استمر وضعها السياسي المتصف بالتجزئة والتفتت؛ الإنجليز قرروا الانسحاب، والمنطقة مجزأة، وليس هناك أي كيان سياسي واحد يستطيع التعامل مع احتمالات المستقبل، بينما شاه إيران لديه مطامع أعلن عنها، فكانت الدعوة إلى إقامة كيان قادر على مواجهة التحديات، والعمل على تحقيق وحدة المنطقة، كانت الأخطار كبيرة، والعمل المنظم شبه معدوم في منطقة تزداد أهميتها الاستراتيجية، بعد تدفق النفط في أراضيها».

وجاء التفكير في إصدار أول صحيفة سياسية، لكشف المشهد الذي كان غامضاً حينها على مواطني المنطقة، ولم يكن التعليم يشملهم جميعاً، وجاءت القفزة بإصدار مجلة سياسية شهرية، هي «الشروق»، ثم اتجه تفكير الشقيقين نحو إصدار «الخليج» أول صحيفة سياسية، واصطدما بالعقبة الأولى وهي عدم قدرتهما على تحمل أية خسائر مادية، أو كُلفة إصدار جريدة مطبوعة، فراتب الواحد منهما لا يتعدى ال1500 درهم، إلا أن التصميم والإرادة، والهدف السامي، دفعهما للسير قُدماً بهذه الخطوة الكبيرة.

ومع السنوات تطورت «الخليج»، فبعد أن صدر عددها الأول من 8 صفحات، أضحت تظهر بصفحات كثيرة وملاحق تغطي كل المجالات، إلى جانب إصدارها صحيفة «جلف توداي» اليومية، باللغة الإنجليزية.

ومواكبة للتطور، اقتحمت «الخليج» عالم الصحافة الرقمية، وأصبح حضورها الإلكتروني، بكل صوره، معززاً للمطبوع في التعبير عن واقع الإمارات، والزهو بما تحقق، ترجمةً لحلم الوحدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2nmeakat

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"