عادي

التعاون الفضائي بين روسيا والغرب

20:41 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

أدت الحرب الروسية الأوكرانية، وما أعقب ذلك من فرض عقوبات على روسيا، إلى وقف معظم أشكال التعاون بين موسكو والغرب في المجالات، السياسية والعلمية والأكاديمية والاقتصادية. بيد أن مشروعاً واحداً للتعاون الثنائي بين الغرب وروسيا لا يزال مستمراً، وهو التعاون الفضائي، وتحديداً في محطة الفضاء الدولية.

ففي الأسبوع الماضي، أصبحت آنا كيكينا، أول رائدة فضاء روسية تنطلق إلى الفضاء على متن مركبة أمريكية منذ 20 عاماً، وكانت وجهتها محطة الفضاء الدولية برفقة رائدَي فضاء من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، هما نيكول مان، وجوش كاسادا، ورائد الفضاء الياباني كويشي واكاتا.

وستبقى كيكينا لأكثر من أربعة أشهر في المحطة الفضائية، فيما تعد الرحلة خامس مهمة ل«سبايس إكس» إلى محطة الفضاء الدولية لحساب «ناسا». وقد جرى الإعلان عن انضمام كيكينا إلى المهمة في يوليو/ تموز في إطار التبادل بين روسيا والغرب والذي بموجبه انطلق رائد فضاء من «ناسا» على متن صاروخ روسي إلى الفضاء صوب محطة الفضاء الدولية.

ويمتد التعاون الفضائي بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي واليابان، من جهة أخرى، في إطار «محطة الفضاء الدولية» إلى أكثر من 25 عاماً، ويُنظر إليه باعتباره رمزاً للتعاون الناجح بين روسيا والغرب في مرحلة ما بعد الحرب الباردة. ويعد أيضاً أحد مجالات التعاون المستمرة بين روسيا والغرب، رغم الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير/ شباط الماضي.

وتعد محطة الفضاء الدولية أكبر محطة فضائية في مدار أرضي منخفض، فضلاً عن أنها تمثل أطول تواجد بشري في الفضاء يمتد لقرابة عشرين عاماً. فيما يتم استخدامها كمختبر فضائي، حيث أُجريت آلاف التجارب في علم الفلك والفيزياء وعلم الأحياء الدقيقة، على مدى العقدين الماضيين.

وتتألف مكونات المحطة من جزأين، الأول يتم تصنيعه وتشغيله عن طريق روسيا، والجزء الثاني يتم تصنيعه وتشغيله من قبل الولايات المتحدة، بدعم من الاتحاد الأوروبي وكندا واليابان؛ فيما تعد روسيا مسؤولة عن الجزء المتواجد في المدار.

والجدير بالذكر أن محطة الفضاء الدولية تقع في مسار السقوط الحر الذي يخلق إحساساً بانعدام الوزن، أو ما يُعرف ب«الجاذبية الصغرى»، ما يدل على أن الجاذبية على متن المحطة ليست منعدمة تماماً.

ويعود بقاء المحطة في المدار إلى أنها تتحرك بسرعة تقارب 8 كيلومترات في الثانية أي ما يعادل أكثر من 20 ضعف سرعة رصاصة من عيار 9 ملم.

(دويتشه فيليه)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yuh3ut8h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"