عادي

قطر 2022.. كيف تحوّل فان دايك من «غسل الصحون» إلى وحش مرعب؟

14:55 مساء
قراءة 3 دقائق

باريس - أ ف ب

يتأهب الهولندي فيرجيل فان دايك، أحد أقوى المدافعين في العالم، للظهور في أول بطولة عالمية كبرى بعد بداية مسيرة متعثرة، عندما يقود دفاع «البرتقالي» في مونديال قطر 2022 في كرة القدم، الاثنين، أمام السنغال على استاد الثمامة.

من مراهقٍ أهمَلَه فريق فيليم 2 تيلبورغ وقلّل من قدراته خرونينغن، تحوّل فان دايك إلى أغلى مدافع في العالم، عندما انضم لليفربول الإنجليزي مقابل 75 مليون جنيه إسترليني قادماً من ساوثهامبتون عام 2018.

في أول ظهور له على أرضه، لم يتأخر فيرجيل في بناء جسور الثقة مع جماهير أنفيلد، وسرعان ما كسب ودها بتسجيله هدف الفوز أمام إيفرتون في ديربي ميرسيسايد.

كما تزامن موسمه الأول مع ليفربول مع بلوغ الفريق نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي خسره أمام ريال مدريد الإسباني (1-3).

لكن فان دايك، تألق في الموسم التالي وساهم في قيادة الـ«ريدز» للفوز باللقب الأوروبي للمرة السادسة في تاريخه بعد التغلب على توتنهام، وذلك بعد أسابيع فقط من خسارته سباق الدوري الممتاز، عندما وصل إلى 97 نقطة متخلفاً بفارق نقطة وحيدة عن البطل مانشستر سيتي.

بفارق قليل من النقاط، خسر المدافع الهولندي الصلب، جائزة الكرة الذهبية 2019 أمام ليونيل ميسي، لكنه حصل على تقدير أقرانه بفوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الممتاز.

خلال موسم 2020/2019 المتعثّر بسبب جائحة كوفيد-19، خاض فيرجيل كل الدقائق المتاحة مع فريقه، في موسم أنهى خلاله ليفربول انتظاراً دام 30 عاماً لإحراز اللقب، لكن غياب المدافع العملاق كان مؤثراً جداً في الموسم التالي بعد إصابته في تصادم مع حارس إيفرتون جوردان بيكفورد في 17 أكتوبر 2020.

أدى تمزق في الرباط الصليبي الأمامي في القدم اليمنى إلى ابتعاد فان دايك لأكثر من تسعة أشهر، ما غيّبه صيف 2021 عن كأس أوروبا، وقتذاك، خُدع الهولنديون في البداية القوية وتصدرهم لمجموعتهم، قبل الخروج من دور الستة عشرة أمام التشيك.

تأخّر التحاق فان دايك بمنتخب بلاده حتى 2015، ما أفقده فرصة التواجد في مونديال البرازيل 2014.

ورغم توسعة كأس أوروبا إلى 24 منتخباً، أخفقت هولندا في التأهل إلى نسخة 2016، ما بدّد أحلام المدافع في المشاركة في بطولة كبيرة، لتتواصل خيباته بعدها بالفشل في بلوغ مونديال روسيا 2018.

ويصف النرويجي إرلينغ هالاند، الهداف الجديد لمانشستر سيتي، مدافع ليفربول، بأنه «وحش بشري».

يقول فان دايك (31 عاماً) لشبكة بي بي سي إنه لم يتحول من «ظهير أيمن بطيء» إلى موقعه الحالي، حتى زاد طوله 18 سنتيمتراً في الصيف الذي بلغ فيه عامه السابع عشر.

أثناء وجوده في أكاديمية فيليم 2، عمل فان دايك بدوام جزئي في غسل الأطباق في مطعم بريدا، لكن تدخل مارتن كومان، والد النجمين السابقين رونالد وإيرفين، كان نقطة التحول في شق قائد هولندا لمشوار التألق.

اكتشف كومان الأب، فيرجيل أثناء عمله في خرونينغن، وهو النادي الذي انضم إليه في انتقال مجاني عام 2010، فظهر للمرة الأولى في العام التالي، لكنه أصيب بمرض التهاب الصفاق والتسمم الكلوي، عندما كان في الـ 20 من عمره.

قال لمجلة فوتبول انترناشونال «أتذكر كيف كنت مستلقياً على السرير، والشيء الوحيد الذي استطعت رؤيته هو الأنابيب».

أضاف فان دايك «جسدي كان مكسوراً. لم أستطع فعل أي شيء»، كاشفاً أنه وقعّ على إرادة الاستعداد للأسوأ.

تعافى بسرعة وأثار الإعجاب مرة أخرى، لكن الأندية الهولندية الكبرى لم تخطب وده، ما مهد الطريق لانتقاله إلى سلتيك الاسكتلندي عام 2013.

وبعد موسمين في اسكتلندا، أثار فان دايك إعجاب ساوثمبتون، فاستعاد اللاعب العلاقة مع رونالد كومان هذه المرة، مدرب النادي الواقع في الساحل الجنوبي لإنجلترا.

لفت فان ديك أنظار ليفربول، فتقدم المدافع الهولندي بطلب الرحيل، ليغادر في يناير 2018.

بعد فترة وجيزة من تجربة ليفربول، منح كومان مدافعه القوي قيادة «الطواحين»، وهو يتطلع اليوم، إلى فرصته الأولى في أكبر البطولات العالمية من خلال مونديال قطر لكن تحت قيادة لويس فان جال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y5u93zfs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"