فوز مستحق

23:54 مساء
قراءة دقيقتين

محمد عبدالله البريكي

هناك لحظات فارقة للفرح نختلسها بحواسنا تخاطبنا بالحب، تتورد على الجبين، تنثر في القلوب ما ليس له أشباه وأضداد، خصوصاً إذا كانت الفرحة ما تهتف به الروح أمام جائزة مهمة، وهذه الجائزة للشارقة، وهذا الفرح الذي أعلنه رئيس مجلس أمناء أكاديمية الشعر العربي الأمير خالد الفيصل، بفوز بيت الشعر في الشارقة بجائزة الأمير عبد الله الفيصل للشعر العربي، في دورتها الرابعة، وهو فوز للشارقة أولاً وأخيراً.. فوز لمشروعها الثقافي والشعري الذي يقوده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي بدعمه غير المحدود أصبحت الشارقة علامة فارقة، وبعد سنوات من العطاء في بيت الشعر بالشارقة تأتي هذه الجائزة، فمن خلال فعاليات بيت الشعر المستمرة التي تنتصر للإبداع وتحتفي بالمبدعين، تكتمل صورة أخرى متسقة المعالم والملامح، فليس بغريبٍ على الشارقة أن تحصد ثمار هذا العمل، فالشعر فيها مكرم من قبل سموه الذي أعطاه عناصره الجمالية وقيمه الإبداعية، ووهبه كل هذا الدعم والمتابعة، ولأنني أؤمن وأنا على يقين تام بمشروع صاحب السمو حاكم الشارقة الثقافي، فإن هذا الإيمان يمنحني طاقة كبيرة من أجل بذل الجهد، بخاصة أن سموه عادة ما يتوج هذا الزخم الواقع في بيت الشعر بحضوره فعاليات عرس الشعر السنوي «مهرجان الشارقة للشعر العربي».

إننا نعيش في هذا العصر واقعاً شعرياً مختلفاً، وقد مضت الشارقة على منهج يستجيب للمرحلة الشعرية الجديدة التي تتطلب وعياً وبصيرة، وهي تتفاعل مع اللحظة التي تتكاثف فيها التجارب الشعرية، وقد عشنا في بيت الشعر مع إبداعات مثيرة للإعجاب، ووجدنا كل الدعم الذي يجعل بيت الشعر نقطة حافظة للهوية، وذاكرة للخيال، فاستوعبت ذاكرة المكان القدرات المبدعة، وهو ما يؤكد ثراء المشروع الشعري، وقد لمعت اليوم في ذاكرة العالم العربي وكل العوالم المتدثرة بالشعر سيرة بيت الشعر الذي كافأته الجائزة في فئة أفضل مشروع في خدمة الشعر العربي.

ومن خلال تجربتي مع بيت الشعر في الشارقة اتقدت روحي بأضواء الهوية التي تشع من جنباته وفق وقائع إبداعية محسوسة تبرهن على أن مشروعاً متكاملاً يرعاه حقَّ رعايته صاحب السمو حاكم الشارقة، يجسد مرحلة تعدّ من كنوز الواقع الثقافي العربي، كون بيت الشعر منذ نشأته إلى اليوم أصبح تجربة لها كينونتها ووجودها التاريخي، فقد جمع الأعمار الشعرية والأساليب الجمالية والفوارق النوعية التي تشكل القصيدة العربية في مراحلها بمستوى يليق بمكانة الشعر العربي الأصيل.

إننا اليوم نعيش فرحاً في بيت الفصاحة، ونتفاعل مع أنشودته الآسرة؛ لأن الإيمان بقوة الخيال الذي هو عصب الشعر هو في حد ذاته، مشروع يجعلنا نتجانس مع أثر الشارقة الثقافي إيماناً بأن كل فضل يعود إلى صاحب السمو حاكم الشارقة الذي وضعنا جميعاً أمام هذه المحصلة التي تنضح بالجمال.

[email protected]

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/457tevb8

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"