الشارقة بيت الشعر

23:14 مساء
قراءة دقيقتين

حظي مهرجان الشارقة للشعر العربي، عبر السنوات الماضية، بزخمٍ إبداعيٍّ وإعلاميٍّ وحضورٍ كبيرٍ في المشهد الأدبي، بفضل الدعم الكبير الذي حظي به من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي بمحبته الخالصة للشعر واللغة، وبفضل حضوره هذا العرس الأدبي ودعمه، امتلأت القاعات، ووفد إليه الناس من كل حدبٍ وصوب، وتوزّعت أخباره في كل مكان، وأصبح وجهةً ثقافيّةً لإمارة الشارقة، أعطى دلالات صريحة وواضحة عن تثمين هذا الفعل الثقافي، والمحبة الصادقة للثقافة التي أولاها سموّه، فتنافس المبدعون من الشعراء والنقّاد والإعلاميين، من أجل حضور هذا الحدث الذي ينتظره عشّاقه بداية كل عام، بشغف وشوق ومحبة؛ فالدعم عصب الفعل الثقافي، والثقافة تمنحنا الحياة وتتجسد في الأرواح، عبر تفاعل الناس مع أثرها، ولذلك تتوزع روائحها الزكية وتنتشر في الآفاق.

وعاماً بعد عامٍ، وهذا المهرجان يستقطب خيرة الأصوات الشعرية والنقدية والإعلامية في الوطن العربي، وفي الدول التي يحضر فيها الشعر العربي واللغة العربية، لتحيي هذا الحدث الشعري المختلف؛ فأصوات الشعراء في القاعات تصدح، ويُخرج الإعلام صدى هذه الأصوات من بين أروقة القاعات والجدران، لتصل إلى القلوب والمشاعر والآذان. ويسهم النقد في إضافة ضوء آخر مشعٍّ عبر الجلسات الفكرية التي تتطرّق إلى مواضيع شعرية تتزامن مع الواقع وتجدد قضاياه. واتّسعت دائرة الدعم كذلك، لتشمل القصائد التي تتوهّج على صفحات مجلة «القوافي»، وتضيف حضوراً آخر للمهرجان، بجائزة «حوليات القوافي».

لذلك فإن استمرارية المهرجانات والفعاليات تؤكد أن الدعم، هو الماء الذي به تحيا أشجار القصائد وتتفرع، وإذا قلّ أو انقطع يبست وبان اصفرارها؛ فكم من مهرجان شعري خفت بريقه، وغاب صيته، وإذا بحثت عن السبب الخفي، فستجد أنه يكمن إمّا في انقطاع الدعم عنه، أو في ضعف الأداء الإداري، وسوء اختيار من يقف على المنابر ومنصّات الشعر، أو بكليهما.

والشارقة لم تتوقف يوماً عن إيمانها بالثقافة، وعن ديمومة العمل ومحبة ديوان العرب الخالد، عبر تفعيل الأمسيات الشعرية المستمرة التي يحضرها مئات المحبّين في كل أمسية، في منظرٍ مبهج قلّ أن تجده في هذا العصر، فامتلاء القاعات والساحات من أجل الشعر، جديرٌ بأن يذكر ويخلّد لإمارة الشارقة، وبيت الشعر بدائرة الثقافة يسير وفق رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة من أجل أن يبقى الشعر العربي متوهّجاً حاضراً بين الناس، لتبقى اللغة العربية معه متوهّجة؛ فشكراً لسموه الذي أعطى اللغة والشعر أوكسجين البقاء.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2zs667jj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"