عادي
إنطلاق النسخة 16 من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل

«رحلة غيلم»..قيم تربوية ترسخ حب الأوطان

19:29 مساء
قراءة 4 دقائق
14- Children's Theater
إسماعيل عبد الله وأحمد بورحيمة يكرمان صابر رجب (تصوير: محمد الطاهر)
  • تكريم صابر رجب شخصية المهرجان

الشارقة: علاء الدين محمود

في أولى فعاليات النسخة ال16 من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، شهد قصر الثقافة مساء أمس، الخميس، عرض «رحلة غيلم»، لجمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، تأليف: هيثم الشنفري، إخراج: إبراهيم القحومي، وتمثيل: أيمن الخديم، وعبد الحميد البلوشي، ومحمد العبدولي، وخالد الظنحاني، وعلي الغيص، وأحمد غسان، ومريم السلامي، سعيد مبارك، محمد إسماعيل وآخرون، وسط حضور جماهيري كبير تقدمه أحمد بو رحيمة، مدير عام إدارة المسرح في دائرة الثقافة بالشارقة، وإسماعيل عبد الله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، رئيس جمعية المسرحيين، رئيس المهرجان، وجمع من المهتمين بالحراك المسرحي في الدولة.

سبق العرض حفل افتتاح استهل بالسلام الوطني للدولة، ليعقبه عرض فيلم يتضمن تعريفاً بالمهرجان الذي انطلق في عام 2005، ويهدف إلى الارتقاء بمسرح الطفل في الإمارات، وتحفيز الفرق الأهلية لإنتاج أعمال مسرحية للصغار، وكذلك تعميق دور مسرح الطفل وتأسيس قاعدة جماهيرية لتأكيد أهمية دور «أبو الفنون»، في المجتمع، كما يهدف المهرجان إلى خلق جو من المتعة والسرور والاستفادة للأطفال، وغرس القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد والروح الوطنية لمجتمع الإمارات في نفوس جمهور الطفل.

وتناول الفيلم، الدورات السابقة للمهرجان والعروض التي قدمت خلاله والتطور الكبير الذي حدث منذ انطلاقته الأولى، بفضل اهتمام ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ليعود هذا المحفل المسرحي الكبير بعد توقف دام عامين، بسبب جائحة كورونا التي شهدت توقف العديد من الأنشطة الثقافية والإبداعية.

**مسيرة

واستعرض الفيلم ملمحاً من مسيرة شخصية المهرجان، صابر رجب، وهو من مدينة خور فكان في الشارقة، من أسرة إماراتية معروفة بحضورها الاجتماعي المميز في المدينة، وشقيقه هو الفنان الرائد حسن رجب، حيث تعلم منه صابر حب المسرح والإخلاص له، وذكر الفيلم أن صابر بدأ في اكتشاف اللعبة المسرحية وولعه بأسرار فنون الخشبة، عبر بوابة المسرح المدرسي، إذ إنه وأثناء وجوده في دولة الكويت، قدم العديد من العروض منذ أن كان في الصف الثالث الابتدائي، وبعد عودته إلى الإمارات، التحق بفرقة مسرح الفجيرة، وشارك ممثلاً وهو لا يزال في سن السادسة عشرة، لينتقل بعد تجربة التمثيل إلى الإخراج.

وعقب الفيلم صعد إلى المسرح كل من أحمد بو رحيمة وإسماعيل عبد الله، لتكريم لجنة تحكيم المهرجان التي تتألف من حسن رجب رئيساً، وعضوية كل من: وليد عمران، وسالم العيان، «الإمارات»، وخالد رسلان «مصر»، وفيروز نسطاس، «فلسطين»، إضافة إلى لجنة تحكيم الأطفال التي تتشكل من: اليازية هزاع الكعبي، وماسة هشام، ومريم عادل هلال.

**احترام العقول

أعقب ذلك انطلاق العرض المسرحي «رحلة غيلم»، والذي يتحدث عن أهمية الكفاح في الحياة، وضرورة التعاون من أجل البقاء، كما يشتمل على الكثير من الحكم والقيم التي تقدم للأطفال عبر معالجة وحبكة، تراعي أعمارهم وتحترم عقولهم في ذات الوقت.

ويتناول العمل رحلة مجموعة من السلاحف بقيادة «غيلم»، للبحث عن عائلتها التي سافرت هي الأخرى في رحلة السلاحف السنوية، لكنها خلفت وراءها تلك المجموعة من الصغار الذين لا خبرة لهم في الحياة، وفي البدء يعتقد «غيلم» ورفاقه أن أهلهم ربما يكونون في الجوار فيعملون على البحث عنهم دون جدوى، إلى أن التقى «غليم» بحيوان السلطعون الذي يلقب بحكيم البحر، والذي أخبره بأن والديه قد يكونا في البحر أو البر، وعليه أن يبدأ رحلة البحث عنهما، وأن ينتبه إلى المخاطر التي تصادفه في رحلته تلك.

وبالفعل يقوم «غيلم» بإخبار السلاحف الأخرى بالحوار الذي جرى بينه وبين السلطعون، وأن عليهم جميعاً بدء تلك الرحلة من أجل البحث عن عائلاتهم وأهلهم، ليعلن الجميع عن استعدادهم للسفر الطويل، وخلال تلك الرحلة واجهت «غيلم» ورفاقه الكثير من الأخطار، تماماً كما توقع السلطعون، حيث هاجمتهم في البدء مجموعة من النوارس وحاولت أن تلتهمهم، لكنهم نجوا من ذلك الخطر الذي كان قريباً، وبذات التعاون والتكاتف والتآزر الذي واجهوا به النوارس تمكنوا أيضاً من الإفلات من مكر وخداع الثعلب، وكذلك نجحوا في التخلص من مجموعة من التماسيح حاولت هي الأخرى أن تلتهمهم، وكانوا يزدادون قوة وتماسكا في كل مرة يخرجون فيها من براثن الخطر.

وما كان لغيلم ورفاقه أن ينجوا من كل تلك الأخطار لولا أنهم تحلوا بالشجاعة والحكمة، وبالروح المحبة والجماعة والمصير الواحد والتعاون والتعاضد في ما بينهم، حيث إن الرحلة بكل تلك الأخطار والمصاعب قد شدت عزيمتهم وجعلتهم يتحلون بالحكمة، وتلك هي المعاني التي حملتها كلمة مؤلف النص هيثم الشنفري في مطوية العرض، إذ يقول: «نسير في الحياة رغم الكثير من المصاعب، لنجد أنها تتلخص في ألا نحمل في القلوب إلا التعاون والمحبة، لنجد أننا مسيرون فيها لنختار، ومخيرون في تفاصيلها، ونحن نسير»، وهي ذات المعاني التي حملتها كلمة مخرج العرض والذي يقول: «الرحلة تعلمنا التصرف ومواجهة الصعوبات والخطر، هيا نعيش مع غيلم وأصدقائه مغامراتهم لنتعلم منهم».

*حلول

العمل حمل الكثير من الرسائل، ومن ضمنها حب الأوطان، وضرورة أن يتحلى المرء بروح المسؤولية في عمله وواجباته، واستطاع مخرج العرض أن يمرر تلك العوالم عبر مقاربات وحلول إخراجية خلاقة ومبتكرة، الأمر الذي جعل الحضور من الأطفال والأسر يتفاعلون مع العرض كثيراً، حيث قام المخرج بتوظيف جهاز «بروجكتور» في الخلفية من أجل أبراز بيئة البحر التي تعيش فيها السلاحف، إضافة إلى الأشجار وغير ذلك من قطع الديكور، وكذلك كان استخدام الأضواء الساطعة والسينوغرافيا الباهرة التي تزرع في نفوس الأطفال البهجة والسرور والمتعة، وتم توظيف الموسيقى والأغاني كفواصل وانتقالات بين مكان وآخر، وهي الأغاني المحتشدة بقيم تربوية وأخلاقية عالية، وجاء الأداء التمثيلي المميز ليكمل تلك اللوحة المميزة ويظهر ذلك من خلال التجاوب الكبير بين الخشبة والقاعة التي شاهدت عرضاً مميزاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n6jw5j5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"