عادي

السامرائي: «مان بوكر» البريطانية تخضع للمركزية الغربية

22:24 مساء
قراءة دقيقتين

استضاف النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أمس الأول الخميس الدكتور غانم السامرائي في محاضرة بعنوان «جائزة مان بوكر بين المركزية الغربية وريادة الاتجاهات السردية المعاصرة»، وأدار الجلسة الإعلامي محمد ولد سالم الذي أشار إلى أن جائزة مان بوكر هي جائزة بريطانية دولية غير ربحية خاصة بالرواية، تمنح سنوياً لرواية مترجمة إلى الإنجليزية، وقيمتها 50 ألف جنيه استرليني، تمنح مناصفة بين الكاتب والمترجم.

استهل د.غانم السامرائي محاضرته قائلاً: «تلعب جائزة المان بوكر البريطانية دوراً كبيراً في تطوير الرواية العالمية من حيث الأسلوب والمفاهيم والتقنيات السردية، ولكنها استندت في مراحل من نشاطاتها إلى رؤيةٍ قائمة على المركزية الغربية وافتراض موقع هامشي للآخر، بيد أن الأعوام القليلة الماضية شهدت اختراقات وازنة من طرف ذلك الآخر بالاستناد إلى أعمال روائية متميزة أبدعها كُتّاب من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية والكاريبي.

وقدم المحاضر لمحة تعريفية عن الجائزة التي ظهرت في مستهل 2002 وتُمنح سنوياً لعمل واحد مترجم إلى الإنجليزية ومنشور في بريطانيا أو أيرلندا، ويتقاسم المؤلف الأصلي والمترجم القيمة المالية للجائزة وقدرها 50 ألف جنيه إسترليني، والجائزة لها تأثير على الكاتب الذي يفوز بها، معنوياً ومادياً، ويتم اختيار أعضاء لجنة تحكيم الجائزة من بين نخبة من النقّاد والكتّاب والأكاديميين، على أن يتم استبدالهم كلَّ عام للحفاظ على مصداقية الجائزة ومستواها، وعلى غرار بوكر أنشئت عدة جوائز عالمية للرواية، مثل، جائزة بوكر الروسية التي تأسست عام 1992، وجائزة كاين للأدب الإفريقي عام 2000، وفي إبريل 2007 تم إطلاق الجائزة العالمية للرواية العربية، بالشراكة بين «مؤسسة بوكر» و«هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» و«معهد وايدنفيلد للحوار الاستراتيجي»،

وعن هيمنة المفاهيم الثقافية النقدية الغربية في اختيار الأعمال، قال المحاضر إن جائزة مان بوكر لم تستطع أن تتجرد كلياً عن تلك المفاهيم، وإن المركزية الغربية لا يزال لها حضور قوي في معايير الاختيار، وهي ناشئة من إرث استعماري يعتبر كل ما ليس غربياً لا أهمية له ولا قيمة، ولن يصل إلى الإبداع المطلوب، أولاً: الركائز التاريخية تحيلنا إلى مناقشات معمقة لمجابهة المزاعم الغربية، ولكن هذه النظرة يمكن دحضها من عدة جوانب، تتعلق بحقائق التاريخ الموضوعية، وكون النصوص الإبداعية أيّا كان منشؤها ومنطلقها قادرة على السفر عبر الزمن وعبر الحدود الجغرافية والثقافية، وأن تدخل على الآخر، أيا كان هذا الآخر دون استئذان، ولذلك فمن حق هذه المبدع الآخر الذي ليس غربياً أن يبدع وأن تعطى له قيمة إبداعه ويعترف به، وأن لا يحاكم بمنطق نقدي وثقافي غربي ضيق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5hfbtwtd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"