عادي

الرواية العربية في فترتي ما بعد الاستعمار والألفية الثالثة

00:16 صباحا
قراءة دقيقتين
د. محسن الموسوي ود. إياد عبدالمجيد خلال الندوة

الشارقة: «الخليج»

ضمن أنشطته الأسبوعية، أقام النادي الثقافي العربي بالشارقة أمس الأول الجمعة ندوة ثقافية بعنوان «حديث في الرواية»، تحدث فيها الدكتور محسن جاسم الموسوي، وأدارها الدكتور إياد عبدالمجيد.

وقدم د. الموسوي خلال الندوة عرضاً لما تضمنته أحدث إصداراته في سلسلة نقد الرواية العربية، وهما كتاب «بنية الاضطراب.. الرواية العربية في الألفية الثالثة»، وكتاب «رواية ما بعد الاستعمار العربية.. مواجهة التذبذب الملتبس»، الصادران حديثاً عن مركز أبوظبي للغة العربية.

في مستهل حديثه أشار د. الموسوي إلى أن السبب الذي دفعه إلى إصدار «رواية ما بعد الاستعمار العربية» هو وضع الرواية العربية في مسارات عالمية، وزيادة وتيرة تفاعل الأدب العربي مع التيارات العالمية، والكتاب صدر بالإنجليزية وترجمه الدكتور موسى الحالول، ويعرض فيه لنحو 60 رواية عربية طويلة بالتحليل في معنى تجزئة الهويات وقضايا العنصر والثقافة والعائلة والمجتمع، وقد وجد الكتاب رواجاً كبيراً في الأوساط الغربية، ونفدت طبعتاه الأولى والثانية، وأكد الموسوي أنه طلب من الناشر التمهل في إصدار الطبعة الثالثة لكونه يريد إدراج بعد الإضافات.

وتوقف د. الموسوي عند إسهامات المفكر إدوارد سعيد، الذي أصدر في عام 1979 كتابه «الاستشراق»، مستعرضاً سجالات سعيد مع المفكر الهندي المشهور إعجاز أحمد، والتي جعلت إدوارد يقدم معالجات جديدة أدرجها في كتابه «الثقافة والإمبريالية» الصادر في عام 1993، والذي كان استكمالاً لكتابه الأول «الاستشراق».

وأضاف: «أثّر سعيد تأثيراً كبيراً في تكوين خطاب ما بعد الاستعمار، الذي كان يشغل مساحة تحاورية بين خطابين متنافسين متصارعين في داخل الثقافات العالمية آنذاك، وقد انطبقت هذه القراءة والرؤية على روايات عربية عديدة، ليس فقط من باب الصدام مع المستعمر ولكن بطبيعة التفاوض أيضاً، فالثقافة هي عبارة عن حركة تفاوضية، وهي الدبلوماسية في أعلى مستوياتها».

وتوقف د. الموسوي عند عدد من الروايات التي مهدت الطريق لخطاب ما بعد الاستعمار وقال كرواية «الدكتور إبراهيم» للروائي العراقي ذوالنون أيوب في 1939، وكانت استباقية في خطاب ما بعد الاستعمار، ومهدت لما كتبه الطيب صالح لاحقاً في موسم الهجرة إلى الشمال، التي كانت تمهد لهذا النمط من الكتابة، الذي يعالج قضية تآلف وتماهي المثقف مع ثقافة أخرى أو الاختلاف معها، وهذا ما التقطه وكتب عنه المفكر الفرنسي فرانز فانون، عندما كان مقيماً في الجزائر أثناء الاستعمار الفرنسي، والتقطه كذلك روائيون وبعض الشعراء».وحول الأسباب التي دفعته إلى كتابة «بنية الاضطراب.. الرواية العربية في الألفية الثالثة»، قال: «في هذه الرواية انتبهت إلى أن أكثر الروايات التي بدأت تظهر معنية بالعنف وظاهرة الاضطراب، وهي ظاهرة فوضوية أُطلق عليها في الخطاب الأمريكي الفوضى الخلاقة، وفي هذا السياق هناك مفاهيم تطورت تطوراً سريعاً منها مفهوم أثر الفراشة الذي يقول: إن حركة فراشة مضطربة في نيومكسيكو على سبيل المثال يمكن أن يكون لها أثر فعال في اليابان، والمفهوم الثاني هو طبيعة التفاعلات التالية التي أعقبت فكرة أثر الفراشة، وهي طبيعة الفوضى التي جاء بها العنف، وكيف يمكن للروائي الذي تعامل لفترة طويلة من الزمن مع مجتمعات مستقرة نسبياً مع هذه المتغيرات وهذا الواقع المضطرب؟».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycy74bjb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"