جائزة القوافي

22:40 مساء
قراءة دقيقتين

محمد عبدالله البريكي

يدهشنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بمبادراته التي تخص الشعر، فبين فترة وأخرى يطلق مبادرة ثقافية ذات قيمة عالية على المستوى الإبداعي والإنساني والمادي، فكما أطلق مبادرة إنشاء بيوت الشعر في الوطن العربي في الدورة 13 عام 2015 من مهرجان الشارقة للشعر العربي، وأطلق بعدها جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي في الدورة 18 من المهرجان، يطلق سموه في الدورة 19الحالية، جائزة القوافي، هذه الجائزة التي رصدت قيمة الشعر ومظاهره الجمالية، فهي تتبع بعض النصوص الشعرية ذات الأثر التعبيري الجمالي، والتي تستحضر قطرات الخيال، وتتخلق في القصيدة العربية المعاصرة، وهي تبوح بسماتها الإنسانية والإبداعية وقدرتها على تمثيل وقائع الحياة، كونها تثري الذوق وجوهر أصيل في بنية التشكيل الفني، ضمن نماذج خصيبة ومتنوعة مؤثرة وفاعلة وطموحة في الآن ذاته.

عودنا صاحب السمو حاكم الشارقة على هذه المفارقات الإبداعية التي تسابق الزمن، وتقيس الدلالات المطلوبة، لاستكشاف أصوات شعرية، تمتلك طرائقها في الحياة الأدبية العربية وتمتلك حريتها واتجاهاتها، ضمن السياق الأسلوبي في التجريب وإبراز الأدوات الخاصة في إنتاج قصيدة عميقة في المدلول والوعي والإنجاز، فهذه الجائزة المستحدثة هي ضمن المعطيات الشارقية التي ترتبط بهذا الزمن وتحصد الخبرات، وتنتظم في نسق خارج التصنيف، ما يسهم في تفقد العلاقات الشعرية الجديدة التي تطفو على سطح الواقع العربي رغم حمولتها الثقافية وتشبعها بالتراث الشعري القديم وتعزيزها بالمناهج الحديثة التي تؤهلها إلى أن تقفز بقوة في المشهد الشعري المزدحم بالتجارب الخلاقة.

إن هذه الجائزة التي يتبناها سموه، والتي تم اختيار عناصرها من الشعراء بعناية من صفحات مجلة «القوافي» التي تصدر ضمن مطبوعات دائرة الثقافة بالشارقة، تستهدف إغناء الواقع الثقافي بنماذج شعرية معاصرة متجاوزة في بيانها الشعري ومستوى تجددها وكذلك موضوعاتها، خصوصاً أن «القوافي» أصبحت شجرة شعرية كثيفة تتكاثر فيها النصوص بطبيعة مرنة، وتستأنف حركة النشر لتعميق مستويات الخطاب الشعري المعاصر الرصين، لترصد بلاغة الشعراء وأساليبهم الجديدة وقوانينهم المهيمنة على الواقع الأدبي في هذه المرحلة.

وقد جمعت قصائد الشعراء في كتاب، ضمن اختيار دقيق من مملكة الشعر وحدائقها الغناء، وبتوجيه من صاحب السمو حاكم الشارقة الذي دائماً مشروعاته الثقافية هي مشروعات الحق والجمال والإبداع، وهو ما يثمر دائماً عن رسالة لها مغزاها وحفاوتها في كل مكان، فالمشروعات الشارقية الثقافية تتناغم مع ما يرنو إليه سموه، فهي تلتحم بالحالة المتوهجة الأدبية على كل المستويات، وهو ما يجعل الشعراء على مستوياتهم ومشاربهم وتنوعهم في حالة من التحفز، من أجل الإسهام في إبراز وجه الإبداع الشعري الحقيقي بنظام عذب جذاب، ما يجعلنا نعترف بأننا نعيش في عصر فارق، هو عصر سلطان الذهبي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4a3rrk8z

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"