عادي
أوراق قضائية

ثمن الصبر!

22:24 مساء
قراءة دقيقتين

كتبت: آية الديب

كان خالد منغمساً في دراسته وعمله بالتوازي، لا تجذبه جلسات أقرانه على المقاهي ولا يرافق أصدقاء في رحلات أو أي وجهات يتطلع بها إلى العالم الخارجي، ومعظم وقته يقضيه بين أبحاثه ودائرته الأسرية الصغيرة.

وحينما ألحّت والدته عليه بالزواج، لم يكن لديه رغبة في الزواج من امرأة بعينها وأسند إليها مهمة البحث عن زوجة مناسبة، تعينه على اجتهاده في أبحاثه وعمله، وتتقبل طبيعة شخصيته، وما إن مرت بضعة أسابيع حتى اقترحت عليه والدته الزواج من ابنة زميلة لها على قدر عالٍ من الجمال.

ونظراً لأوضاع أسرة خالد الميسورة، أصرت والدته على الإسراع في إتمام إجراءات الزواج، وبالفعل استمرت الخطبة 3 أشهر فقط، لم يجد خالد وعروسه خلالها تآلفاً أو انسجاماً، لكن والدته أكدت له أن المحبة والتآلف سيأتيان حتماً بعد الزواج، لاسيما أن عروسه حسناء خفيفة الظل.

بعد الزواج لم يكن خالد سعيداً مع زوجته، ولم يكن يتوقع أن يصمد زواجهما طويلاً، لاسيما أنها صارحته أنها أرغمت على الزواج منه، وأنها لا ترى فيه «فتى أحلامها»، إلا أنه أصر على التقرب منها وملء فراغ حياتها، والإصغاء إليها وإلى همومها، في محاولة لإنجاح الزواج.

كانت زوجة خالد تخرج من منزله كثيراً مدعية توجهها لمنزل والديها، وذات مرة قرر أن يتجه إلى منزل والديها ليعودا معاً إلى منزله، لكنه فوجئ بعدم وجودها هناك، كما أبدت والدتها استياءها لعدم رؤية ابنتها منذ شهر بسببه، حينها اعتذر لوالدة زوجته ووعدها باصطحاب زوجته إليها أسبوعياً، وطالبها بألّا تشتكيه لابنتها أو تبلغها بأنه زارهم.

وحينما عاد خالد للمنزل، دبّ الشجار بينه وبين زوجته التي لم تقبل شكه فيها وهربت من منزله، وبعدها ضبطها في خلوة غير شرعية مع شخص بداخل غرفة واحدة مستأجرة، وبعدها دانتها المحكمة في دعوى جزائية بتهمة تحسين المعصية وفق حكم نهائي وباتّ.

جلس خالد مثقل الهموم، نادماً على صبره على زوجته والمصروفات التي أنفقها على الزواج ومحاولاته لإنجاحه، إلى أن قرر أن يطالب زوجته بأن تعوضه مادياً ومعنوياً عن خيانتها له.

ورفع خالد دعوى مدنية على زوجته طالب فيها بالحكم بإلزامها بأن تؤدي له 250 ألف درهم، تعويضاً عن الأضرار الأدبية والمادية التي لحقت به، مع إلزامها الرسوم والمصاريف، وأكد في دعواه أنها هربت من منزله، وتواصلت هاتفياً مع رجل، وضبطهما في خلوة غير شرعية بداخل غرفة.

وطالب محامي الزوجة برفض دعوى خالد، لعدم إلحاق أضرار به، إلا أن محكمة العين أكدت أن التعدي على الغير في حريته أو في عرضه أو في شرفه أو في سمعته أو في مركزه الاجتماعي، أو في اعتباره المالي، يعدّ من الضرر الأدبي.

وأشارت المحكمة إلى أن خالد لحق به ضرر معنوي نتيجة ضبط زوجته في خلوة غير شرعية مع آخر، يتمثل في إيذاء وجرح مشاعره، والمساس به وبسمعته.

وقدرت المحكمة التعويض المستحق لخالد 45 ألف درهم، ومن ثم قضت بإلزام زوجته بأن تؤدي له المبلغ تعويضاً أدبياً. كما ألزمتها الرسوم والمصاريف، ورفضت مطالبة خالد بتعويض مادي لعدم إثبات إلحاق أضرار أدبية به.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p88z6d6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"