القاهرة: «الخليج»
يصادف الأطباء خلال عملهم اليومي في فحص وعلاج المرضى، حالات كثيرة تعاني مشكلات صحية طارئة ومزمنة في الجهاز الهضمي، يصعب تشخيصها من خلال الفحص التقليدي؛ حيث تكون هذه الأعضاء المريضة غير منظورة، لأنها في داخل الجسم.
ويلجأ الأطباء، في مواجهة هذه المشكلات، إلى استخدام مناظير الجهاز الهضمي، فهي من التقنيات، التي أحدثت ثورة طبية، في التشخيص والعلاج؛ حيث تساعد المناظير، بحسب الهيئة العامة للرعاية الصحية المصرية، في التعامل بنجاح مع معظم الأمراض، التي تصيب الأعضاء والأوعية الداخلية، ويصعب التعرف إليها، إلا من خلال الجراحة.
وتتميز المناظير بأنها تسهم في تقليل الحاجة إلى التدخل الجراحي، وتجنب مضاعفاته، التي تعرف طبياً بمضاعفات ما بعد الجراحة؛ حيث تكون، في بعض الأحيان، مرهقة للمريض وأهله، وللأطباء بالطبع.
ويتكون المنظار من أنبوب مرن به جهاز كاميرا وإضاءة دقيق جداً، يتم إدخاله عن طريق الفم أو شق صغير في البطن؛ حيث يقوم الطبيب، بتمريره بيسر ومن دون ألم، إلى داخل أعضاء الجهاز الهضمي، حتى يصل إلى مصدر المرض، فيتم تصويره ونقله بدقة متناهية إلى شاشة كبيرة؛ حيث يستطيع الطبيب معاينة المرض وتشخيصه وتحديد أفضل السبل للتعامل معه.
ويعد الفحص أو العلاج عن طريق المنظار من أسهل الطرق الطبية وأكثرها أماناً، فله مميزات عديدة، منها أنه لا يحتاج إلا لثقب صغير في جدار البطن، مما يقلل الشعور بالألم، كما يمكن المريض من مغادرة المستشفى في نفس اليوم، يضاف إلى ذلك أن فترة التعافي قصيرة جداً؛ حيث يستطيع المريض ممارسة حياته الطبيعية، بعد وقت قصير من إجراء المنظار، كما أن استخدام المنظار يقلل كثيراً من احتمالات الإصابة بالالتهابات أو العدوى.
وتستخدم المناظير بنجاح كبير في تشخيص قرحة المعدة، والارتجاع المعدي المريئي، ودوالي المريء، ونزيف الجهاز الهضمي، وحصوات المرارة، وفي أخذ عينة من بطانة المعدة والأمعاء، وفي علاج انسداد الأمعاء.
كما تستخدم كذلك في أخذ العينات، لتشخيص ميكروب المعدة الحلزوني، وعينات الأورام من الجهاز الهضمي، بما في ذلك المعدة، والمريء والقولون.
وتساعد المناظير في تشخيص وعلاج مختلف أمراض التهاب القولون التقرحي، ومرض كرونز، وفي استخراج الأجسام الغريبة من داخل الجهاز الهضمي، وخاصة في المريء والمعدة.
وأثبتت المناظير نجاحاً منقطعاً في علاج مجموعة متنوعة من أمراض الجهاز الهضمي، مثل: إيقاف النزيف العلوي عن طريق حقن الإدرينالين أو تركيب كلبس للمعدة أو استخدام مادة «هيموسبراي»، وفي حقن وربط الدوالي المعدة والمريء، واستئصال أورام القولون الحميدة، واستئصال الزوائد اللحمية من القولون.
وأكدت الهيئة العامة للرعاية الصحية أن المناظير أصبحت تستخدم بنجاح في عمل دعامة الإثني عشر، من خلال منظار المعدة، الذي يمر عبر الفم، دون اللجوء إلى الجراحة. وقد نجحت بالفعل عمليات متنوعة من هذا النوع في علاج مرضى يعانون أوراماً ضخمة بالمعدة، تسببت في انسدادات، وقيء مستمر، وتدهور في الحالة الصحية؛ حيث تحسنت حالة المرضى، وعادوا إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وبأفضل مما كانوا عليه، قبل اللجوء إلى المنظار.
