عين النقد

22:28 مساء
قراءة دقيقتين

محمد عبد الله البريكي

أن ينثر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مبادراته كالهدايا في حياتنا الأدبية، فهذا من فضل ربي. إن سموه وضع لنا المخططات الإبداعية، وأوقد من حطب الأدب ما تستغرقه الأزمان في فترة وجيزة، وفتح لنا نافذة على النقد أضحت كلمة طيبة وأثراً إنسانياً ونداءً تجتمع الدنيا عنده، فأن يمدّ سموه أيامنا ببوح نقدي غير عادي فإن سموه بذلك يكون قد أهدى لنا باقة جديدة من مختاراته التي تنساب في الأفئدة دافئة طازجة، تلك التي اختارها بذائقته النقدية الرفيعة من أعذب القصائد المنشورة على صفحات مجلة «القوافي» وفتح لنا درباً نشتم منه رائحة الشعر المنحوت في كل ورقة، وسمّى لنا كتاباً كقنديل أخضر اسمه «حوليات القوافي» فهذا في معيار النقد أثمن ما تطّلع عليه العين، أجرى بين أيدينا نهراً من أعذب ما يفيض به النقد.

أطلق سموه مبادرة «جائزة القوافي الذهبية» فبجملة واحدة يمكننا القول «سلطان ناقداً» فقد بلغنا غاية أخرى، واستلهمت المؤسسات الثقافية في الشارقة رؤى بعيدة الأمد للتجريب النقدي بمبادرات قابلة للتنفيذ، مرسومة بدقة على الورق، تدخلنا إلى منطقة الشعر ومنطقة النقد كافتتاحيات مفترضة لزمن قادم، فقد حمّل المبدعين مسؤولية كبيرة حين أطلق سموه في 2020 جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي، التي شاءت الأقدار أن تحمل لنا الجماليات النقدية الشعرية من مزهريات النقاد المجيدين، فالشعر وحده لا يكفي عند سموه إلا إذا ترقبته عين أخرى تسمى عين النقد التي تلتقط أشعة الشعر، ووقع أغانيه، وأشكاله المنتظمة وحاضره وماضيه ومستقبله في عقد فريد من زمرد الإبداع، فهذا عين الكمال في الأدب، وكفالة حقيقية لجعل القصيدة العربية كبيرة في أعين النقد، متمردة على الأسلوبيات الثابتة.

وها نحن في رحلة مجد نستلهم من خلالها عقودنا النقدية الآتية، فقد أتاح سموه لمهرجان الشارقة للشعر العربي أن يتأمل بعين النقد الإبداع الشعري من كل الزوايا، من خلال تجارب جمالية ضمّتها الأوراق النقدية التي أضحت قطعاً من الآثار المشوّقة، والمغامرات التي أرّخت لواقع الشعر، ومن ثم مده بطاقة لا نهائية من الجمال، سواء في الجلسات النقدية أو في أماكن مقر إقامة الضيوف الشعراء، فلم يعد النقد يمضي في خندق ضيق، إذ حمل النقاد والشعراء أوراقهم ولامسوا شمع الإبداع وأوقدوه بالحوار، فتفجرت طاقة أخرى للحروف في ليلهم الجميل، أما في بيت الشعر بدائرة الثقافة فقد رعى سموه الكلمة وأحاطها بالسلام، وترك لنا رسالة سكنت على كل الأنامل المحبة للشعر والنقد معاً، فسموه ينتصر لقمح الشعر، ويبادر بفتح ستائر النقاد لكي يفكر الملهمون بعطر الشعر من زاوية النقد، فشكراً لسلطان المعرفة، شكراً لأن سلطان ناقد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5xk9s6er

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"