د. مايا الهواري
سؤال يُراود البعض عن أسباب نشر الدّول والمؤسّسات العالميّة بيانات إحصائيّة لموضوع معيّن يمسّ المجتمع، كالبيانات الدّالة على نسب الزّواج والطّلاق والأمور الاقتصادية والاجتماعية بشكل خاص، لغاية في نفس هذه المؤسسات والدّول، ألا وهي استشراف المستقبل والاستدامة، القائم وفق منهجيّة علميّة تعتمد على الفهم المتكامل لمعنى استشراف المستقبل وتحدّياته، والعمل على تكوين رؤية مستقبليّة باستخدام أدوات ومناهج تُفيد في ذلك مع التّفكير والتّخيّل والإدراك وكذلك امتلاك البصيرة والحدس.
إنّ استشراف المستقبل والاستدامة يرتبطان ببعضهما، أي استشراف المستقبل للاستدامة، استدامة العيش واستدامة العنصر البشري، فما يتمّ نشره لمعدّلات الطّلاق ذات النسب المرتفعة يكون الهدف منه أن يقرأ المتلقّي هذه الأخبار، ويكون على اطّلاع بذلك، أمّا الإنسان المسؤول الّذي يستطيع من خلال منبره الصّغير أن يتحمّل تلك المسؤوليّة العظمى بنشر التّوعية لذاته أولاً وللآخرين ثانياً عبر إجراء الحوارات البنّاءة، لمعرفة الأسباب المساعِدة والمؤدّية للطّلاق منها، قلّة الحوار بين الزّوجين، الخيانة الزّوجيّة، الدّخل المحدود، ضعف التّرابط الأسري، وبالتّالي تلاشي المحبّة بين أفراد الأسرة، ممّا يجعل الفرد يخاف على نفسه وأسرته من عواقب الطّلاق متّخذاً قراراتٍ معيّة لحماية أهله، ومكوّناً مورداً من الأمور منها: الاتّعاظ والتّكلّم حول هذه المواضيع من قِبل الأشخاص المؤثّرين بذلك.
التّدريب وقيام المدرّبين بطرح مواضيع للنّقاش تساعد على فتح مدارك الإنسان وإيجاد الحلول المناسبة للحدّ من الطّلاق ممّا يجعل النّتائج تنخفض لأدنى مستوياتها، أي انحدار المنحنى الإحصائي لأدنى درجاته ليحسّن وضع الأفراد والعائلات.
عند استشراف المستقبل نجد دائماً نتائج الإحصاءات تأخذ المنحى الهابط أو الصّاعد، وبالتّالي إيجاد أفضل الحلول للحصول على استدامة باهرة للإنسان وحماية حقوقه، إضافة إلى التّطوّر والوعي ومساعدة المؤسّسات المجتمعيّة والعمل مع الأفراد المؤثّرين والمدرّبين، ممّا يشكّل منظومة متكاملة تدعم الفرد وتحسّن وضعه محوّلاً مسار المنحى للأفضل، فما يخصّ الطّلاق نجد المسار الهابط هو الأفضل للتّقليل من نسبته ومعدّلاته، علماً أن ذلك لا يتمّ بين ليلةٍ وضحاها؛ بل يستغرق وقتاً وهو الوضع الطّبيعي، المهمّ الوصول لنتائج مرضية تسهم في تطوّر المجتمع وتقدّمه.
