عادي

الظّنّ الحسن يأتي بالخير

22:34 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري
الإنسان كتلة ممزوجة من المشاعر والأحاسيس المترابطة، وهو سلسلة من الذّكريات، فإذا تعرّض شخصٌ لموقف ما، وسبّب له هذا الموقف شعوراً بالضّيق أو التّوتّر، فإنّ هذا الشّعور يستمرّ معه طوال يومه، كما قد يؤثّر في من حوله من الأشخاص. أمّا إن كان الإنسان واعياً مدركاً لما يحدث، عرف أنّ استمرار هذا الشّعور لوقت طويل أمر خاطئ، وينبغي التّخلّص منه والعمل على إدارة نفسه بطريقة أفضل، بحيث لا تؤثّر فيه وفي محيطه، فالوعي بداية طريق الخير من الله تعالى، فنراه يرشد الإنسان لسبيل التّحسّن، لأنّ الله لا يرسل للمرء فكرة معيّنة عبثاً، إنّما هناك حكمة من خلالها لا يدركها المرء لحظتها، وهذا بدوره يدلّ على ذكاء عاطفيّ بالذّات وتفهّمها والتّحكّم بها، فمعرفة المرء لسبب ضيقه أمر مهم جدّاً، وما الّذي أدّى إلى هذا الضّيق، كأحداث معيّنة، ذكريات لا تفارق الذّاكرة، خوف من المستقبل، أو صدمات سابقة لم يتمّ الشّفاء منها نهائياً، وعند حدوث أمر بسيط يشبه الأحداث السّابقة، فإنّ الإنسان يضطّرب ويتوتّر وتعود به الذّاكرة للماضي وأحداثه المؤلمة، ما يؤثّر في كامل يومه، متذكراً الماضي ومتخيّلاً المستقبل مسبّباً الضّيق، وللعلم أنّ الشّرّ يتتابع والخير يتتابع، ذلك أنّ الواقع هو انعكاس لدواخل الإنسان ومشاعره وأفكاره، والذي يرى من خلال داخله، وما يشعر به سيجده أمامه، وهناك حديث قدسيّ عن الله عزّ وجلّ بلسان سيّدنا محمّد، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: «أنا عند ظنّ عبدي بي فليظنّ بي ما شاء، إن ظنّ بي الخير جاءه الخير وإن ظنّ بي الشّر جاءه الشّر».

فالخير من الله والشّر من يد الإنسان نفسه، وعليه أن يستبشر بالله خيراً، لأنّ ربّ الخير لا يأتي إلّا بالخير.

نستنتج ممّا سبق أنّ الإنسان وليد أفكاره، فلتكن أفكاره حسنة جيّدة، حتّى تنعكس على واقعٍ حسن جيّد، أمّا إن كانت أفكاره سيّئة فسيحفّها التّشاؤم، وبالتّالي ينعكس ذلك على حياته، وستصبح حياته بدورها مؤلمة مضطربة، تؤثّر فيه وفي من حوله، فكن جميلاً ترى الوجود جميلاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ntu5bes

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"