عادي

تأخّر سن الزّواج

23:07 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري

خلق الله تعالى الكون وجعل فيه زوجين اثنين، كمثل الذّكر والأنثى، الليل والنّهار، الخير والشّرّ، الأبيض والأسود، النجاح والفشل، المرض والصّحّة، الزّواج والطّلاق إلخ، وكلّ من هذه الأمثلة له نسبة حصول، فقد يحصل بدرجة كبيرة وقد لا يحصل أبداً، كالزّواج مثلاً، فقد تتزوّج الفتاة أو يتأخّر زواجها أو لا تتزوج أصلاً، ومثال ذلك للشّباب، ففي الآونة الأخيرة تمّ ملاحظة تأخّر سنّ الزّواج لدى كلٍّ من الشّباب والشّابّات، وما خلّفه من آثار على الصّحّة النّفسيّة لكلّ منهما، فالزّواج من أهمّ المؤسّسات التي تؤمّن الاستقرار على جميع الصعد، العاطفيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة وغيرها، ولكنّ تغيَّرَ تكوين هذه المؤسّسات لعدّة أمور يتعرّض لها الأشخاص في حياتهم، كعدم الاستقرار الماديّ، سوء الوضع الاقتصادّي الذي بات سبباً رئيسياً مانعاً للزّواج، وعدم قدرة الشّباب على تحمّل الأعباء الجديدة التي تنتظره، ممّا يجعله يعزف عن فكرة الزّواج لحين يستقر مادّيّاً، وهنا تمرّ السّنوات تلو السّنوات دون زواج، وأيضاً هناك أسباب أخرى لذلك، كالشّروط الكبيرة التي يضعها أهل الفتاة على الشّاب، وكأنه شجرة مثمرة تساقط عليهم مالاً، كذلك المهور المرتفعة التي تقف عائقاً أمام قرار الزّواج، أمّا الفتاة فقد نجد عزوفها عن الزّواج نتيجة عدم رغبتها بتحمّل المسؤوليّة الجديدة، وأنّها غير قادرة على الاعتناء بالأسرة كما ينبغي، كما قد تكون لديها نظرة سيّئة عن الأسرة نتيجة أمثلة تعرفها عن أسر غير ناجحة فشلت في تأسيس هذه المؤسّسة، إضافة لزرع الرّعب في قلب الفتاة بأنّ الزّواج سيقيّدها ويعزلها عن العالم الخارجيّ وعن أصدقائها.

هذه الأسباب وغيرها كانت عاملاً مساعداً في تأخّر سنّ الزّواج الذي بات ظاهرة تهدّد المجتمعات، فمنذ القديم كان السّنّ المناسب للزّواج ما بين 15- 20سنة وفي الآونة الأخيرة نجده قد تخطّى سن الثّلاثين لكلا الجنسين.

نستنتج ممّا سبق أن الزّواج أمر اجتماعيّ، سنّه الشّرع، ودون زواج وتكاثر تفنى الأمم، ولكن وَجب التنبيه وتوجيه الإرشاد للأهل والمجتمع بتقديم التّسهيلات وعدم المغالاة في المهور من قبل الأهل، وأن يتمّ دعم الشّباب وتأمين فرص العمل المناسبة الّتي تؤمّن لهم الحياة الكريمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mr22wauf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"