عادي

البخيل النرجسي

22:05 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري

نعلم أنّ البخل ضدّ الكرم والجود، وهو إمساك المقتنيات عمّن لا يحقّ حبسها عنه، وهو صفة ذميمة مكروهة ومن أسوأ الصّفات، أمّا النّرجسيّة فهي تعني حبّ النّفس أو الأنانيّة، ويتميّز صاحبها بالغرور والتّكبّر ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين، وهذه صفات كلّ منهما على حدة، فكيف لو اجتمعت في شخص واحد، كيف سيكون حاله، وسنخصّ الحديث عن البخل، ذلك لأنّه من أسوأ الصّفات عند العرب، إذ تُعتبر صفة البخل بنظرهم من أقبح ما يتّصف به المرء، بل وتنافي شيَمهم الرّفيعة كما تنافي المروءة، وقد قسّموا الرّجال أقساماً عدّة، منها الكريم والبخيل والزّاهد والشّحيح، فالكريم هو من يكرم نفسه ومن حوله متّصفاً بكرم المعشر، أمّا النّوع الثّاني البخيل والذي هو محور حديثنا فهو من ينفق على نفسه فقط، وقد يكرمها ويغدق عليها، لكنّه يبخل على النّاس، يأتي بعده الشّحيح ويعني شديد البخل على نفسه وعياله والآخرين، ومن صفاته سوء المعشر أيضاً، وقد ذمّ القرآن البخيل، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (الّذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل ومن يتولّ فإن الله هو الغني الحميد)، والبخيل يبتعد النّاس عنه ولا يتعاملون معه لصفاته غير المحمودة، ولكي يتخلّص المرء من هذه الصّفة القبيحة لا بدّ أن يحسن الإنسان ظنّه بالله، ويعلم أنّه إن أنفق لن ينقص ماله، لأنّ الله تكفّل له بالزّيادة وهو الرزّاق، فالخوف من الفقر من عمل الشّيطان لذلك ينبغي قهر الشّيطان وشركه، يقول الله تعالى: (الشّيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم).

نستنتج مما سبق أنّه يجب على الإنسان أن يبتعد عن الصّفات الذّميمة والتّحلّي بالأخلاق الحسنة والصّفات الجيّدة ليبقى محموداً بين النّاس وذا ذكر طيّب، وليكون الإنسان واعياً لما يجب أن يتمتع به، فيتخلّى عن الصّفات غير المرغوبة ويستبدلها بالأفضل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/ywanf42y

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"