تحل اليوم الرابع من فبراير، الذكرى الرابعة لوثيقة أبوظبي التاريخية للأخوّة الإنسانية التي وقَّعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومثلت إعلاناً مشتركاً يحثّ على السلام والعيش المشترك بين جميع البشر، واعترافاً بأننا جميعاً أفراد أسرة إنسانية واحدة.
ومنذ الإعلان عنها، حظيت الوثيقة باهتمام عالمي كبير، كونها صدرت عن أكبر رمزين دينيين في العالم،الإمام الطيب، والبابا فرنسيس؛ ففي 22 ديسمبر 2020 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوم 4 فبراير، الذي يوافق ذكرى توقيع الوثيقة، يوماً دوليّاً للأخوّة الإنسانية، يحتفي به العالم كل عام؛ اعترافاً منها بأهمية ما تضمنته من مبادئ إنسانية سامية، وتأكيد أن التفاهم المتبادل والحوار البنَّاء بُعدان مهمان من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين جميع البشر على اختلافهم وتنوعهم.
وفي 4 فبراير2021 احتفى العالم لأول مرة باليوم العالمي للأخوّة الإنسانية، كما سُجلت الحملة العالمية «رسائل الأخوة الإنسانية» ضمن موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، كونها أكبر عدد تعهُّدات لحملة عالمية للسلام خلال 24 ساعة، وفي اليوم نفسه من عام 2022 احتفى كثير من قادة العالم، أبرزهم الإمام أحمد الطيب، والبابا فرنسيس، والرئيس الأمريكي جو بايدن، بالذكرى الثانية لذكرى اليوم الدولي للأخوّة الإنسانية، كما نظم عدد من الفعاليات المختلفة في «إكسبو 202 دبي»، بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش بدولة الإمارات، احتفاء بهذه المناسبة.
وشهد عام 2022 انطلاقةً عالميةً للوثيقة؛ ففي 19 مايو أعلن رئيس تيمور الشرقية اعتماد الوثيقة، وثيقة وطنية لبلاده وإدراجها ضمن مناهج التعليم،. كما اعتمد قادة وزعماء الأديان العالمية والتقليدية المشاركون في المؤتمر السابع في كازاخستان، الوثيقة بوصفها أساساً للإسهام في تعزيز السلام والحوار.
وفي أكتوبر 2022، وزّع مؤتمر الولايات المتحدة للأساقفة الكاثوليك وثيقة الأخوّة الإنسانية على 200 من الأساقفة في أمريكا، والتزموا باستخدامها مرجعاً للحوارات الوطنية بين الأديان في المستقبل.
كما أدرجت جامعات ومدارس في الإمارات، ومصر، ومملكة البحرين، ولبنان، وإيطاليا، والولايات المتحدة، وغيرها الوثيقة في برامجها الدراسية. كما أصبحت محل اهتمام كثير من الباحثين في العالم.
وفي سبتمبر 2022، استضافت جامعة جورج تاون مؤتمر «بناء التضامن بين الأديان» للورش والمناقشات في تعزيز وثيقة الأخوّة الإنسانية، بمشاركة طلاب من جميع أنحاء العالم.
كما تعدّ «جائزة زايد العالمية للأخوة الإنسانية»، التي تحتفي كل عام بالأشخاص أو الكيانات؛ التي تقدم إسهامات جليلة في تعزيز قيم التعايش والأخوة الإنسانية، أحد ثمار هذه الوثيقة التاريخية الملهمة.
