عادي
1.2 مليون درهم تحول بينه وبين طلابه

التليف الرئوي يقعد المعلم سلطان عن أداء رسالة العلم

01:43 صباحا
قراءة دقيقتين

لم يتوقع طلاب الصف الثامن أن تأتي حصة العلوم دون حضور معلمهم الذي كانوا يترقبون قدومه على أحر من الجمر، ليتسابقوا من يحمل حقيبته قبل الآخر، لأنهم كانوا يرون فيه أخاً وأباً، فضلاً عن كونه معلماً.

ويقول محمد من الصف الثامن: «على غير عادته، تأخر الأستاذ سلطان عن الحصة الدراسية، فأسرع زميلي أحمد إلى المشرف مستفسراً عن السبب، ليعود بعينين مملوءتين بالدموع، تجمعنا حوله، ما الخبر؟ أخبرنا بأن الأستاذ سلطان أقعده مرضه عن الحضور». ويتابع محمد: «ظننا للوهلة الأولى أنه مرض عارض، لكننا فوجئنا بأن مرضه هو تليف رئوي، وازدادت صدمتنا عندما علمنا أنه بحاجة إلى عملية جراحية، تصل كُلفتها إلى مليون ومئتي ألف درهم، ونحن نعلم أنه ليس بمقدوره تحمل هذا المبلغ الكبير».

أراد محمد أن يكمل كلامه، لكن خنقته العَبرة فوضع يده على عينيه، ليخفي دموعه التي أبت إلا أن تنهمر مترافقة مع صوته: «كان يحبنا كثيراً، نحن لا نريد له أن يتألم، لقد أخبرونا بأنه لا يقوى على الحركة، وأنه يتنفس على الأكسجين، ولابد من إجراء عملية سريعة له، وإلا..»، وهنا سكت محمد لترتسم أمام عينيه صورة معلمه الشاب الذي لم يتجاوز ال33 من عمره، أخذ يردد بصوت مخنوق: «معلمي سلطان بذل كل جهده معنا، لم يبخل علينا بعلمه ووقته، علمنا أننا بالعلم نسهم في بناء دولتنا الغالية الإمارات، بلد الخير والعطاء، ونحن سنرد له الجميل، وسأسعى مع رفاقي نحو أهل الخير لمساعدته، أريد لمعلمي سلطان أن يشفى، وأن يعود إلينا ثانية، يا رب كن معه، يا رب اشفه، ليردد كل من حوله الدعاء ذاته، وهم على يقين أن الله قادر على كل شيء، متوجهين في الوقت ذاته إلى جانب ابنتيه نايا (6 أشهر) وشام (6 سنوات) إلى ذوي القلوب الرحيمة أن يمدوا يد العون بما رزقهم الله من مال ليكونوا عوناً لرسول من رسل العلم، مذكرين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: فضلُ العالمِ على العابِدِ، كفَضْلِي علَى أدناكم، إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ، وأهلَ السمواتِ والأرضِ، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ».

«الخليج» تناشد أصحاب القلوب الرحيمة لمد يد العون والمساعدة في علاج المعلم سلطان ليعود إلى طلابه وأسرته، وإعادة البسمة والأمل مجدداً له ولأسرته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/n5sk8drd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"