تتواصل معاناة المعلم سلطان، معلم مادة العلوم في المدرسة الأهلية الخيرية الخاصة في الشارقة، مع التليف الرئوي الذي قَلَبَ حياته رأساً على عقب، وأحالها وأسرته، جحيماً لا يُطاق، لعدم مقدرته على دفع كُلفة العملية الجراحية التي تصل إلى مليون ومئتي ألف درهم، وهو ما دفع مدرسته لإعطائه إجازة مفتوحة، كونه بحاجة إلى استخدام أجهزة التنفس بشكل دائم، لاستحالة أدائه رسالة العلم وهو بهذه الحالة المرضية.
طلاب الصف الثامن في المدرسة ما زالوا يترقبون عودته، وإطلالته عليهم في حصة العلوم، لأنهم يرونه أخاً وأباً، فضلاً عن كونه معلماً، بسبب قربه منهم طوال العام.
ومما شهدته «الخليج» في منزل المعلم سلطان، حديث ابنته شام وعمرها (6 سنوات)، مع والدها وهو يحتضن أختها الصغرى نايا وعمرها (ستة أشهر)، حيث قالت له: بابا هل ستصوم معنا رمضان القادم إن شاء الله، فأنا صمت في رمضان هذا حتى أذان الظهر، وقالت لي ماما إن شاء الله في العام المقبل سأصوم مع بابا حتى أذان المغرب، ونظر الأستاذ سلطان إلى صغيرته وهي تتابع كلامها، لتكون الدموع وحدها هي المجيب عن سؤالها، ولتسأل تلك الدموع أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء، هل سأجد قريباً من يزيل الألم ويبث الأمل في نفسي وفي أسرتي؟
سلطان ما زال يأمل أن تمتد إليه الأيادي البيضاء، لكي تنتشله مما يعانيه، فقد أرهقه المرض، وأعياه طول الانتظار، وأمله هذا مرده أنه يعيش في بلد الخير والعطاء، في دولة الإنسانية التي إن اشتكى فيها عضو، تداعى المجتمع بأسره كباراً وصغاراً، للوقوف إلى جانبه يشدون عضده، وينتشلونه من محنته، التي ستزول بعد التوكل على الله بالوقوف إلى جانبه، ومد يد العون له.
«الخليج» تجدد مناشدتها لأصحاب القلوب الرحيمة، لمد يد العون والمساعدة في علاج المعلم سلطان، ليعود إلى طلابه وأسرته، ولترجع البسمة والأمل مجدداً له ولأسرته.