دبي: «الخليج»
شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، أمس الخميس، إطلاق المهمة الثانية لدولة الإمارات «طموح زايد 2» أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب ومدتها 6 أشهر، والتي انطلقت من المجمع رقم (39A) بقاعدة «كيب كانافيرال الفضائية»، في مركز «كينيدي للفضاء» التابع لوكالة «ناسا» في ولاية فلوريدا الأمريكية، ويخوضها رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، على متن صاروخ (فالكون 9)، التابع لشركة سبيس إكس.
وأهدى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، هذا الإنجاز التاريخي إلى القيادة الرشيدة للإمارات وشعبها المعطاء، مؤكداً سموه فخره واعتزازه بقدرة أبناء الإمارات على مواصلة الإنجاز، ورفع علم الإمارات إلى جانب الدول الرائدة في مجال الفضاء، ومعرباً عن شكره وتقديره لكل من أسهم في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي الجديد الذي يحمل توقيع أبناء الإمارات.
وقال سموه: «نبارك لدولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكّام الإمارات، نجاح إطلاق أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، وتتويج الدعم الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة لملف الفضاء بإنجازات استثنائية يسطرها اليوم أبناء الإمارات في سجل تاريخ العرب».
وأعرب سموه عن خالص أمنياته لرائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، بالتوفيق في إتمام مهمته التاريخية على الوجه الأكمل، وإجراء كل التجارب العلمية المُخطط لها ضمن هذه الرحلة، لتكون بداية مرحلة جديدة تؤكد فيها الإمارات ريادتها العلمية والحضارية على الصعيد العالمي، ودخول مرحلة جديدة من التطوير العلمي الداعم لمستقبل البشرية والهادف لتحسين حياة الإنسان.
حضر الإطلاق في مقر مركز محمد بن راشد للفضاء، محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، وعمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وعبدالله محمد البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي في دبي، والفريق طلال بالهول الفلاسي، نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، وعمران شرف، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة.
وسيكون رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، هو اختصاصي المهمة، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين، قائد المهمة، من وكالة «ناسا»، ورائد الفضاء وارين هوبيرغ، قائد المركبة، من «ناسا»، ورائد الفضاء أندري فيدياييف، اختصاصي مهمة، من وكالة «روسكوزموس»، وستكون المهمة ضمن البعثة 6968 إلى محطة الدولية.
وخلال المهمة، سيجري النيادي، أكثر من 19 تجربة علمية، ودراسات متقدمة، بالتعاون مع وكالة «ناسا»، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، وتشمل هذه الأبحاث مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم «ما فوق الجينات»، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات.
كما تشمل المهمة برنامجاً تعليمياً وتوعوياً، من أجل إلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين، حيث اختار مركز محمد بن راشد للفضاء، مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، يركز أولهما على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء، في التفاعل بين القلب ووضعية الجسم.
وبينما يعمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى، على أن يشارك في كلا المشروعين عدد من الطلاب والباحثين، لضمان تطوير القدرات، وتأهيل جيل جديد من العلماء.
وتعد مهمة «طموح زايد 2»، جزءاً من برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي تتم إدارته من قِبل مركز محمد بن راشد للفضاء، وهو يُعدّ أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
