عادي
المستفيدون 7500 طالب و67 من أعضاء التدريس

«التربية» تقود ائتلاف جامعات الإمارات لجودة التعلم عبر الإنترنت

00:36 صباحا
قراءة 4 دقائق

دبي: محمد إبراهيم

تقود وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع «مؤسسة عبدالله الغرير» «ائتلاف جامعات الإمارات» الذي أسسته المؤسسة منذ عامين، وضم كوكبة من أبرز المعلمين وصنّاع القرار، للتباحث في الدعم المقدم لمنهجية التعلم عبر الإنترنت، وتوحيد الرؤى والمساعي، لتعزيز سبل الوصول إلى التعليم الجامعي، والتباحث ومناقشة القضايا التعليمية الملحة، فضلاً عن تعزيز التبادل المعرفي لرسم ملامح التحول الذي يحتاج إليه قطاع التعليم العالي.

في وقت تشير التوقعات إلى وصول قيمة سوق التعلم عبر الإنترنت في العالم إلى 350 مليار دولار، بحلول عام 2025، بات من الضروري تطوير قطاع التعلم عبر الإنترنت، بحيث يكون مستداماً وسهل الاستخدام ومنسجماً مع احتياجات السوق في المقام الأول.

وبحسب أبرز مخرجات الائتلاف منذ تأسيسه، أطلقت ثماني دورات دراسية مدمجة، وتدرّب 67 من أعضاء هيئات التدريس، وتجاوز عدد الطلاب المستفيدين منه 7500 طالب.

وأسس الائتلاف، بالانسجام مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار في دولة الإمارات، والاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي 2030، لإتاحة الوصول إلى التعلّم عبر الإنترنت، وتزويد الطلاب الراغبين في التعلم وتطوير مهاراتهم، بتجربة رقمية سلسة.

وسيشهد المشروع في مرحلته الثانية، المعنية بالتدريب وبناء الإمكانات، الكثير من ورش التصميم عبر الإنترنت العالية المستوى، وغيرها من الجهود، لدعم 100 قسم، والتصميم المستمر للدورات وتطوير الاعتمادات.

تعاون متعدد

وأكد الدكتور حسان المهيري، الوكيل المساعد لقطاع الاعتماد والخدمات التعليمية في وزارة التربية والتعليم، في كلمته في فندق «بولمان داون تاون دبي»، أن الائتلاف مبادرة أطلقتها مؤسسة الغرير عام 2020، بالتعاون مع «وزارة التربية»، إذ حقق الائتلاف، نجاحات وانجازات متنوعة، وهو أول تعاون متعدد القطاعات في المنطقة، ويتصدر مساعي تطوير التعلم عبر الإنترنت، لتطوير تشكيلة من برامج التعلم المعتمدة والعالية الجودة، والمعتمدة على توجهات السوق.

وقال: الائتلاف يضم تسعاً من أبرز الجامعات في المنطقة، بهدف تطوير إمكانات مؤسسات التعليم العالي، ضمن منظومة التعلم عبر الإنترنت، ونجح المشروع المتعدد المراحل حتى الآن، في إطلاق ثماني دورات دراسية مدمجة متميزة، بدعم مديري الجامعات وأعضاء هيئات التدريس، والمصممين التعليميين من أصحاب الخبرات العالية.

وأضاف أن المشروع استكمل في مرحلته الثانية، عبر عمليات تقييم منظمة للاحتياجات، عبر طيف من المجالات المميزة والمختارة، تدريب 67 من أعضاء هيئات التدريس في جميع أنحاء المنطقة. وقدّم منحة مؤسسية واحدة في أقل من عامين، ليمضي قدماً في مساعيه، لتطوير وتقديم البرامج المستدامة للتعلم عبر الإنترنت.

أبعاد جديدة

وأشار إلى ضرورة إضافة أبعاد جديدة لمرحلة التعليم الجامعي، فضلاً عن التكيف مع المنهجيات الجديدة التي تتّسم بطول أجلها وقابليتها للتطوير، خلال جلسة نقاشية ضمّت سلطان الغرير، عضو مجلس أمناء المؤسسة، والدكتورة سونيا بن جعفر، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة، والدكتور محمد يوسف بني ياس، مستشار التعليم العالي، ومدير مفوضية الاعتماد الأكاديمي في وزارة التربية، وسيندي بونفيني - هوتلوس، الرئيسة التنفيذية لشركة «إنستراكشنال ديزاين فور إي ليرنننج»، والدكتور عصام سرور، أستاذ ومدير مركز عبدالله الغرير للتعليم والتعلم الرقمي في الجامعة الأمريكية في بيروت، ووفاء الحبش، طالبة في برنامج الغرير لطلبة التعليم المفتوح، وخريجة جامعة «أريزونا» الحكومية.

وأضاف لمواكبة التغييرات المستمرة من حولنا، لاسيما أن الائتلاف يعمل حافزاً رئيسياً لتطوير البرامج والممارسات الأكاديمية عبر الإنترنت بين المؤسسات، وسيكون نموذجاً للتعلم عبر الإنترنت لكثير من الدول في المنطقة. وتفخر الوزارة بالإنجازات التي حققها خلال هذه المدة القصيرة والمنظومة المنسجمة التي طورها هذا المشروع، لتسهيل الوصول إلى التعلم عبر الإنترنت لمجموعة أوسع من الطلاب.

دور مؤثر

ويرى سلطان الغرير، أن المؤسسة تؤدي دوراً مؤثراً ومحورياً في ريادة تطوير مستقبل التعلم عبر الإنترنت في المنطقة، وتتطلع إلى المضي قدماً لتعزيز انتشار الائتلاف، بوصفه مبادرة إماراتية تتحول إلى نموذج يحتذى لباقي الدول لمساعدة الطلاب على تطوير مهاراتهم والمشاركة في الدورات الدراسية من أي مكان يتوافر فيه الاتصال بالإنترنت، مع ضمان أعلى مستويات التدريس والتعلم، لطالما كان النهوض بمستوى الأنظمة التعليمية جزءاً لا يتجزأ من رسالة المؤسسة،

وأضاف لقد أسس الائتلاف بالاعتماد على العمل الذي أنجزناه مع معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» والجامعة الأمريكية في بيروت، والجامعة الأمريكية في القاهرة، وجامعة أريزونا الحكومية، على مدى الأعوام السبعة الماضية، بما يتماشى مع مساعينا المستدامة بتوفير خيارات التعلم المتميز القائم على التكنولوجيا في قطاع التعليم العالي في المنطقة.

متغيرات وتطورات

وأكدت ملكة الحاج، مديرة المعرفة والابتكار في مؤسسة الغرير، أن استشراف مستقبل أنماط التعليم المختلفة، ضرورة ملحّة تفرضها المتغيرات والتطورات المتوالية في قطاع بناء الأجيال، لأن تضافر الجهود لا ينضوي على دعم نمط تعليمي بعينة، ولكن التركيز أكثر على إيصال التعليم لجميع الطلبة في مختلف المجتمعات بعيداً من الأوضاع التي تختلف من مجتمع إلى آخر.

وقالت إن الجامعات في مهمة رسمية مستدامة، للتطوير والارتقاء بالبرامج الأكاديمية التي تشمل الاحتياجات الفعلية لسوق العمل، من حيث المهارات والجوانب التأهيلية للمخرجات. وهذا ما يعكس أهمية دور الائتلاف الذي يركز على مناقشة أطر التطوير والتوجهات الجديدة لسوق الوظائف، وإيجاد مسارات حيوية ومؤثرة لإعداد الأجيال لسوق العمل المتغير في احتياجاته ومتطلباته الوظيفية، لاسيما مع استحداث مواصفات جديدة للخريجين.

التعليم الإلكتروني لم يصل إلى مرحلة النضج

أفادت ملكة الحاج، مديرة المعرفة والابتكار في مؤسسة الغرير بأن التعليم عبر الإنترنت أحد أنماط التعليم التي أدت دوراً كبيراً في البقاء على استمرارية التعلم خلال جائحة «كورونا»، ويصلح أن يكون نمطاً تعليمياً في وقت الأزمات، ولكنه لم يصل إلى مرحلة النضج الكامل بعد، ويحتاج إلى مزيد من التشريعات واللوائح التي تحكم مراحل تطويره لضبط إيقاع مخرجاته، وهنا تأتي أهمية اللقاءات المستمرة بين صنّاع القرار، وممثلي الجامعات، وفق خطط ممنهجة وفترات وجيزة، للوقوف على الاحتياجات، ورصد التحديات وإيجاد الحلول والمعالجات.

وتلعب مؤسسة عبدالله الغرير منذ عام 2016 دوراً ريادياً في دعم قطاع التعلم عبر الإنترنت في المنطقة العربية، فضلاً عن دورها في الترويج لهذا النموذج التعليمي، وإتاحة فرص الوصول إليه. كما قدمت المؤسسة عبر برنامج عبدالله الغرير، لطلبة التعليم المفتوح نحو 250 منحة للشباب العربي لاستكمال دراساتهم العليا في جامعة «أريزونا» الحكومية، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وقدمت الدعم اللازم لإمكانات التعلم عبر الإنترنت والتعلم المختلط في الجامعة الأمريكية في القاهرة، والجامعة الأمريكية في بيروت، حيث تواصل العمل مع «كلية مارون سمعان» للهندسة والعمارة في هذا المجال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y7d54azp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"