غائبون حاضرون في أيام الشارقة المسرحية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

على هامش أيام الشارقة المسرحية تتوالى الأفكار والاقتراحات والاجتهادات حول من رحلوا عن هذه الفانية من المسرحيين الممثلين والمخرجين والكتّاب. وحول الأحياء الذين يبثّون الحيوية والروح التجديدية في الخشبة والستارة والصّالة التي تتحوّل في أثناء العرض إلى صالة عائلة.
أشير إلى الكثير من الأفكار حول مسرحيات كتبها الشاعر أحمد راشد ثاني وهو في العشرين والثلاثين من عمره، وكان صاحب «يا ماكل الخنيزي» صديقاً للمسرحيين الإماراتيين منذ مطلع شبابه، وكتب أحمد للمسرح بروح شعرية مسكونة بالتراث المحلي الإماراتي والثقافة الشعبية الإماراتية..
السؤال هنا.. أين مسرحيات أحمد غير المنشورة؟؟.. هناك من يقول: إن الكثير من كتاباته المخطوطة موجودة عند صديقه الشاعر والرسام محمد المزروعي، وحينما كانت كتابات أحمد وأينما كانت عند أصدقائه أو في أرشيف عائلته الكريمة فهي في حاجة إلى جمع وأرشفة ونشر منظم يليق بتاريخ كاتب إماراتي كان فيه أكثر من كاتب:.. شاعر، وناثر، وشاعر شعبي باللهجة المحلية، وباحث في الثقافة المحلية التراثية.
من أكثر كتّاب المسرح الإماراتي تنوّعاً وحرفية يحضر دائماً اسم: «سالم الحتّاوي» الغزير في الكتابة والغزير في الخُلُق والسيرة الطيبّة ليس في الوسط المسرحي فقط؛ بل، وفي الوسط الثقافي الإماراتي كلّه..
لسالم الحتّاوي تراث مسرحي يستحق الجمع والنشر المنظم اللائق بأصالة هذا الكاتب المتخصص في وقت كان فيه المسرح الإماراتي في ذروة الحاجة إلى مؤلفين مسرحيين ينطلقون في كتاباتهم من روح المكان الإماراتي وذاكرته وتاريخه الاجتماعي والثقافي، وكانت أعمال الحتّاوي وما زالت وثيقة مدوّنة في هذا السياق التاريخي، والرأي الآن، أن تجمع هذه المدوّنة في ما يُسَمّى دائماً في النشر «الأعمال الكاملة».. ومباشرة أقول إنها مهمّة ثقافية نبيلة من الممكن أن تتولاها إحدى مؤسسات الدولة المعنية بالثقافة وتحديداً المسرح، ولعلّ أقرب مؤسسة إلى هذا الدور النبيل هي دائرة الثقافة في الشارقة.. المؤسسة (الأم) للثقافة الإماراتية، والدائرة ليس بعيداً عنها هذا الدور النشري المنتظم منذ الثمانينات وإلى اليوم.. الدائرة بيت الكتّاب الإماراتيين والعرب، وهي دائماً سبّاقة في صون وحفظ التراث الثقافي المحلي، ومنه المسرحي، والحتّاوي اسم علم في ذاكرة المسرح.
لا ينسى المسرحيون الإماراتيون شخصية روح وحضور حميد سمبيج.. الطاقة المسرحية القريبة دائماً من القلب بروحه الجميلة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9555wz

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"