الملح

 في «تاريخ الملح في العالم» لمارك كيرالانسكي جاء أن الإمبراطورية البريطانية حين كانت في أوجها، كان ملح ليفربول هو ملح الإمبراطورية وسلعة تدل على الثراء في العالم بأسره.
 يقول كيرالانسكي أيضاً، إن الرعاة الذين يسمحون لماشيتهم بالشرب من مياه مالحة، كانوا يُدانون بتهمة التهرّب من ضريبة كانت معروفة آنذاك بضريبة الغابيل.
 في فترة من فترات صعود نجم الملح في التجارة والاقتصاد، كانت رواتب الموظفين في أوروبا أكياساً من الملح.
 ساد معتقد شعبي في إحدى الثقافات الآسيوية أن رشّ الملح على خشبة مسرح، يطرد الأرواح الشريرة عن الممثلين.
 يتذكر الهنود جيداً مسيرة الملح التي قام بها غاندي عام 1930، وقطع المشاركون في المسيرة الاحتجاجية السلمية ضد بريطانيا 384 كيلومتراً مشياً على الأقدام، استغرقت 24 يوماً.
 قرأت هذا المعتقد عند المصريين: إن تمّت دعوة ضيف إلى العشاء، فيجب عليه ألاّ يطلب الملح أو يضيف الملح إلى طبق طعامه، فهذا يعد أحد أشكال إهانة المضيف.
 في الفولكلور الشعبي الفلسطيني تقوم النسوة أو الرجال برشّ العريس بالملح أو الرز خلال الزفّة، لجلب الخير والبركة للعريسين.
 عند كثير من الشعوب العربية مقولة مفادها «بيني وبينك خبز وملح»، كناية عن نوع من الصداقة أو الأخوة أو المحبة المثالية التي لا يكسرها أي سبب.
 هل ثمة من علاقة بين الملح وبين المرأة الجميلة، المليحة؟ كان والدي رحمة الله عليه يعمل في كسّارات الحجارة بملح البارود، لكي يأتي لنا آخر النهار بملح الطعام.
 «كان أبي يعود إلى البيت كل مرّة متعباً، لكنه لم يعد مهزوماً قَطّ. الآلام التي يشعر بها تزداد سوءاً، والدموع التي تجد لها مساراً أحياناً على وجنتيه، تتحلّل ويبقى ملحها على بشرته، كانت تلك هي دموع الملح». كاتب إحدى الروايات يتحدث عن والده البحّار. لو لا الملح لما كان مقابله الأبيض الناعم: السكّر.
[email protected]