عادي
تدير مشروعاً لتصميم الملابس النسائية

بداية شيخة النويس.. 100 ألف درهم

23:15 مساء
قراءة 4 دقائق
شيخة النويس في أحد المعارض

دبي: حازم حلمي

يعد تأسيس مشروعك الخاص خطوة مهمة لتأمين مستقبلك وضمان استقلالك المالي، ومن جهة أخرى، يعتبر قطاع الشركات الناشئة والمتوسطة المزدهر في دولة الإمارات، محركاً رئيسياً لخطط التنمية المستدامة، لإسهامه في إطلاق الإمكانات الكامنة في الاقتصاد ويزوده بمحفزات النمو والتنوع والمرونة والابتكار.

يحلم كل شخص بمجرد الانتهاء من دراسته الجامعية، بوظيفة تحقق مبتغاه في سبيل الوصول إلى أهدافه المستقبلية، كإنشاء مشروع خاص له، أو الالتحاق بالشركة العائلية، أو مشاركة صديق في مشروع يدر عليهم دخلاً جديداً بعيداً عن العمل التقليدي في الشركات والمؤسسات، كما تتنوع اهتمامات جيل الشباب اليوم، فمعظمهم يقبل على مشاريع تكون المخاطر المالية فيها محدودة، خوفاً من الفشل في أن يحقق مشروعه الأهداف التي رسمت قبيل انطلاقته.

1
شيخة النويس

شيخة النويس في العقد الثالث من عمرها، إماراتية درست في كليات التقنية العليا -بكالوريوس إدارة الأعمال عام 2013، ومنذ أن تخرجت في الجامعة وهي تمنّي النفس بأن يكون لها مشروع مختص بتصميم الملابس النسائية، تقوم بتصميمها حسب ذوقها الذي تغلب عليه كثرة الألوان.

وبالفعل نجحت في أواخر عام 2020 في أن تطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي صفحة لها تعرض فيها أول نسخة من تصاميمها، استهدفت، حسب قولها، الجيل الحديث من الفتيات اللواتي يفضلن الألوان الزاهية والعصرية من دون غيرهن.

تقول شيخة النويس: «استثمرت في هذا المشروع ما يقارب 100 ألف درهم، وهو في بدايته، والمعارض التي أتواجد فيها تضيف لي الكثير من الميزات أهمها الالتقاء بالعملاء والتعرف إلى جمهور جديد، كما أنها نقطة بدء وانطلاقة وتعلّم واستفادة لأي رائد أعمال يبحث عن تحقيق حلمه بأن تصبح عنده شركة في يوم من الأيام».

الصورة

الفكرة من الجامعة

تقول شيخة النويس ل«الخليج»: «وأنا في الجامعة كانت هوايتي أن يكون لي مشروعي الخاص أقوم بإداراته بعيداً عن مكاتب العمل والدوام المقيد الذي يطول لساعات، حيث إن الأعمال الحرة يكون الإبداع فيها أكثر من أي مكان آخر، خاصة إذا كان الشخص هو من يدير مشروعه بنفسه، ولم تتح لي الفرصة لأن أبدأ مشروعي إلا خلال جائحة (كوفيد19)، بعد أن لجأنا إلى العمل من المنازل».

وأضافت: «الجلوس في المنزل فتح الكثير من الآفاق للتفكير والبدء جدياً في مشروع تصميم الملابس، بعد مشاورة الكثير من الأصدقاء والأهل ووضع خطة مدروسة، وبعد تصميم أول مجموعة من الملابس عرضتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت ماركة أطلقت عليها «شاكسي للأزياء»، والتي لاقت رواجاً كبيراً بعد عامين على تدشينها إلكترونياً».

وأوضحت أن أول الداعمين لها، هم أهلها الذين شجعوها ودعموها بكل شيء من أجل انطلاقة مميزة لمنتجات «شاكسي للأزياء» في أبوظبي، وأيضاً الأصدقاء الذين لديهم مشاريع ريادية مشابهة، وصندوق خليفة لتطوير المشاريع، ومهرجان الشارقة لرواد الأعمال، وغيرها من المعارض التي تقام في الدولة وتدعم رواد الأعمال المبتدئين.

ولتقليل المصاريف التشغيلية ولقلة الوقت لديها لالتزامها بين عملها في هيئة محلية في أبوظبي، وعملها الخاص وأمور بيتها، تعتمد شيخة النويس في تصميم وخياطة الملابس بشكل كامل على مجهودها الشخصي، وليس لديها حتى اليوم عمال يساعدونها، إلا بعض الخياطين الذين تستشيرهم في بعض الأحيان لتفصيل قطعٍ مميزة، مع حلمها بأن يكون لديها في الفترة المقبلة العديد من منافذ البيع داخل الدولة حتى تكون أقرب لزبائنها.

استغلال المعارض

تستغل النويس على مدار السنة، المعارض التي تقام في دولة الإمارات من أجل عرض منتجاتها، التي حسب قولها تستهدف فيه جيلاً معيناً من الفتيات، اللواتي أصبحن يسوقون لها بالدرجة الأول بين أفراد المجتمع، كما تستغل موقع «انستغرام» بشكل كامل لعرض منتجاتها والتي لاقت رواجاً كبيراً، موضحة أن عرض المنتجات عبر الإنترنت لا تحتاج لدفع المال مقابل العرض، إلا إذا كان هناك إعلان ممول لقطع جديدة تريد عرضها لجمهور أكبر.

العقبات وتخطيها

الكثير من العقبات التي واجهت نجاح مشروع الأزياء، الذي لولا إداراته بالشكل الصحيح لفشل منذ بدايته، كما أن إصرارها وتشجيع من حولها لها جعلها تواصل العمل فيه وتطوره بشكل يجعله مشروعاً مستداماً، وعندما تتاح لها الفرصة للسفر إلى الهند تبحث عن أجود وأفضل أنواع الأقمشة التي لاقت إقبالاً كبيراً من عملائها.

وتابعت: «أطمح أن أكون من أوائل رواد الأعمال في دولة الإمارات، وفي أبوظبي على وجه الخصوص، فيما يخص تصميم قماش الكتان (الليلن) الذي يعمل فيه قلة من مصممي الملابس في الدولة».

وأوضحت أن الكثير من رواد الأعمال المبتدئين في دولة الإمارات بحاجة للكثير من الدعم لتنمية مهاراتهم وتقديم النصائح وورش العمل لهم، من أجل أن يسيروا على الطريق الصحيح، وحتى لا يتعرضوا لنكسة تفقدهم مشاريعهم الناشئة التي وضعوا كل أموالهم فيها.

وكشفت شيخة أنها تطمح إلى تأسيس موقع إلكتروني لدعم رواد الأعمال المبتدئين، حيث إن الكثير منهم ليس لديه الخبرة الكافية لتطوير مهاراته في بيع منتجاته وعرضها على العملاء، والتواصل فيما بينهم لعرض التحديات والعقبات وكيفية التغلب عليها، وأيضاً التنسيق مع الجهات المعنية لدعمهم.

أسواق جديدة

وأكدت أن رواد الأعمال حديثي المشاريع والذين التقت بهم في بعض الأماكن، يمنّون النفس بالمشاركة في المعارض داخل الدولة وخارجها، ويبحثون عن كيفية الوصول إلى أسواق جديدة خارج الدولة، مطالبة المعنيين في المؤسسات بتزويد أصحاب المشاريع بقائمة من الشركاء يمكن أن يدعموا الشباب في فتح خطوط جديدة في الأسواق المحلية والعالمية. وأوضحت أنها استفادت كثيراً من رخصة «تاجر أبوظبي» التي لها مميزات كثيرة، داعية لتقليل المصاريف المفروضة على رواد الأعمال المبتدئين، وأن يكون هناك برامج لدعمهم عند انطلاق مشاريعهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/6vp4uhfc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"