عادي
أسس مزرعة عضوية تنتج 35 نوعاً من المحاصيل

طالب إعلام يروّض الصحراء

00:34 صباحا
قراءة 4 دقائق

الشارقة: محمد الماحي

حققت بعض المشاريع الزراعية المتوسطة حضوراً محلياً وإقليمياً، من خلال إنشاء المزارع العضوية في مختلف إمارات الدولة، التزاماً بدعم جهود الاستدامة باعتبارها مؤشراً قوياً على الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والطاقة المتجددة.

ويعرض المواطنون من خلال المزارع العضوية، كافة الأساليب المتطورة وفق أرقى المعايير العالمية، وقد كان المواطن سعيد الرميثي، واحداً من الشباب الذين اتجهوا لتأسيس مزارع عضوية خلال جائحة «كورونا»، وبرغم أن منتجاته وقتها كانت مقتصرة على الألبان والأجبان، إلا أن مزرعته حالياً عامرة بالخضراوات والفاكهة، وباتت محاصيله علامة فارقة بين المحاصيل الزراعية المنتجة محلياً.

الصورة

في «سويحان» بالعين وأثناء فترة الإغلاقات، قرر الرميثي تأسيس مشروع مزرعة عضوية، وذلك لموازنة المعادلة الطبيعية، وترويض الصحراء، لإيجاد حلول مستدامة لتنمية الزراعة، وتوفير ملاذ آمن لتمكين جميع المواطنين والمقيمين من الحصول على غذاء صحي آمن وكاف وبأسعار مقبولة في جميع الأوقات، بما في ذلك حالات الطوارئ والأزمات في ظل العديد من التحديات التي يشهدها العالم.

وقبل أن يبدأ، فكر وخطط لكيفية الاهتمام بالمحاصيل الزراعية، وبالفعل لجأ إلى أحدث الطرق المبتكرة ودأب على العناية بهذه المحاصيل، حتى صارت علامة فارقة بين المحاصيل الزراعية المنتجة محلياً، حيث إن أشكالها وألوانها وحتى مذاقها وخلوها من المبيدات والأسمدة المركبة هي سر التميز الذي حرص على الانفراد به، وهي الورقة الرابحة لتسويق منتجاته ومحاصيله أمام وفرة المعروض في الأسواق خصوصاً في بعض المواسم.

الصورة

اكتشاف الشغف

يبلغ الرميثي من العمر 21 عاماً، وهو رئيس نادي أبوظبي للمزارعين الشباب، وقد تم تكليفه من قبل الهيئة الاتحادية للشباب بمهمة تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة التي يقودها الشباب، وهو الشريك المؤسِّس لمشروع «المزرعة النموذجية»، ومبتكر نموذج للبيت الزجاجي الذي يعمل بالطاقة المستدامة.

1
سعيد الرميثي

وبرغم أنه درس تخصص الإعلام والعلوم السياسية بجامعة الإمارات، لكنه شعر بحاجة إلى استثمار وقته واكتشاف شغفه، لذا بدأ العمل في المزرعة التي يمتلكها بمشتقات الحليب العضوية، وكان حينها لا يتجاوز عدد المنتجات التي يعدها 7 أنواع، مقتصرة على الألبان والأجبان المنكهة والزبدة، ونتيجة للإقبال الذي شهده على منتجاته، دفعه الشغف إلى توسيع زيادة المنتجات وخوض تجربة الزراعة، فحرث الأرض وبذرها بأصناف متنوعة من المحاصيل، وقام بتجارب كثيرة للتعرف إلى أفضل النباتات والمحاصيل التي تناسب الأرض الصحراوية وتتحمل ملوحة التربة والمياه وتقلبات الطقس، وكان جل تركيزه توفير محاصيل نوعية بخلاف المتعارف عليها في الأسواق وتوجيه المستهلكين نحو المنتجات العضوية.

فترة الإغلاق

يقول الرميثي إنه بدأ في مشروع المزرعة العضوية أثناء فترة الإغلاقات خلال جائحة «كورونا»، وعمل على القراءة والاستزادة بالمعلومات من خلال الإنترنت، لافتاً إلى أنه يمتلك حالياً مزرعته الخاصة التي تنتج طيفاً من الخضراوات والفواكه، منها الطماطم والكوسا إضافة إلى إدارة ثلاث مزارع أخرى بالشراكة مع ابن عمه.

ومن أجل مواكبة التطورات وطرق العرض والبيع المستحدثة، افتتح مشروعاً لبيع المُنتجات العضوية عبر الإنترنت «أون لاين»، معتبراً هذا النوع من العمل مهماً للغاية، خاصة أنه يشكل دعماً للزراعة المحلية.

وأضاف أنه حرص على جلب بذور متنوعة لمحاصيل عديدة من مختلف دول العالم، وبدأ في إنتاجها واحدة تلو الآخر بألوان مختلفة، ليرفع بذلك عدد المحاصيل التي ينتجها يوماً بعد آخر، إلى أن بلغت 35 منتجاً عضوياً من الخضراوات والفواكه والألبان والأجبان، ومنها الفلفل باللون البنفسجي والطماطم الأسود والشاي الأزرق، والأجبان والألبان المنكهة وجبنة «الموزاريلا» والزبادي اليوناني، والعديد من الأصناف الأخرى التي تزين ألوانها وأشكالها منتجاته، إلى جانب عدد من الصلصات التي تستخدم في تحضير الأطعمة.

عافية البيئة

يضيف الرميثي أن مزرعته العضوية ترتكز على 3 عوامل، وهي: (الفوائد الزراعية، الأمن الغذائي وضمان عافية البيئة)، موضحاً أن المزرعة توفر بشكل أساسي الخضراوات العضوية ومنتجات الألبان المحلية، من أجل تحقيق هدف تنفيذ أمن إنتاج الغذاء في الإمارات، إلى جانب نشر الوعي بأهمية أمن الأغذية العضوية وفوائدها من أجل مجتمع صحي.

ويطمح الرميثي خلال الفترة المقبلة إلى زيادة عدد منتجاته ومحاصيله، والمنافسة بها في الأسواق الخارجية ووضعها كماركة إماراتية مفضلة لدى المستهلكين، لافتاً إلى أنه يحرص من خلال المحل المجهّز الذي حصل عليه بدعم من وزارة شؤون الرئاسة في سوق المزارعين بالوثبة، على عرض منتجاته أمام الجمهور وتعريفهم بالمنتج العضوي وماهي الاختلافات عن المنتجات الأخرى في السوق.

الحياد المناخي

شارك مشروع الرميثي في فعاليات «الطريق إلى COP28» التي استضافتها مدينة «إكسبو دبي» باعتباره أحد رواد الأعمال الإماراتيين الذين يمتلكون مشاريع وطنية وابتكارات مستدامة في قطاعات مختلفة، تدعم رؤية حكومة الإمارات ومبادراتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050. وأكد الرميثي أن المشاركة في هذه الفعاليات، تأتي بهدف دعم جهود الدولة في مجال الاستدامة والتغير المناخي، مشيراً إلى أن المشاريع المعروضة خلال الفعالية متنوعة وتقدم حلولاً مبتكرة ومستدامة بما يعزز من مكانة الإمارات الرائدة في مجال الاستدامة.

وأضاف أن الإمارات تتمتع ببيئة عالمية في دعم وتنظيم قطاع ريادة الأعمال، ومنظومة متكاملة لاحتضان المشاريع الريادية، مشيراً إلى أن جميع الجهات المعنية في الدولة تواصل إطلاق برامج ومبادرات نوعية لتسريع وتيرة نمو هذه المشاريع وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي.

وتابع: تعد الإمارات من أوائل دول المنطقة التي تتبنى منظومة تشريعية للإنتاج العضوي، حيث عملت، متمثلة في وزارة التغير المناخي والبيئة، على تحديث وتطوير التشريعات التي تساهم في التشجيع على تداول منتجات عضوية متطورة، كما عملت على بناء قدرات المزارعين على أساسيات الزراعة العضوية، من حيث تحسين خواص التربة، ومكافحة الآفات الزراعية، ومن هذا المنطلق، فقد تم تطوير أساليب لمكافحة الآفات، وتقنيات التسويق حتى أصبح المزارعون قادرين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لترويج منتجاتهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ymf9vebh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"