عادي

عبد الفتاح صبري يحلّل «رسائل عشّاق» في النادي العربي

00:51 صباحا
قراءة 3 دقائق
د.عمر عبد العزيز وفتحية النمر وعبد الفتاح صبري خلال الأمسية

الشارقة: «الخليج»

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول الجمعة، أمسية نقاشية لرواية «رسائل عشّاق» للكاتبة الإماراتية فتحية النمر الصادرة حديثاً، وتحدث في الأمسية الناقد عبد الفتاح صبري، وأدارها الإعلامي الأمير كمال فرج، بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وكاتبة الرواية فتحية النمر.

استهل صبري حديثه عن الرواية بما فيها من جرأة واقتحام لعلاقات مجتمع المدينة الإماراتي التقليدي، مجتمع ما قبل قيام الدولة؛ حيث تفكك النمر العلاقات الداخلية للأسرة والعلاقات الخارجية لها على حد سواء، وهو بحسب صبري تناول نادر، مقارنة مع الروايات الإماراتية التي تناولت ذات الموضوع.

ولخص صبري الرواية قائلاً: «تتناول (رسائل عشاق) حكاية أسرة رجل صياد أجير عند أصحاب القوارب، له أسرة من زوجة وولدين، استطاع بعد فترة من العمل أن يشتري قارباً ثم قاربين، ثم أصبح يمارس التجارة عبر البحر، وأصبح ابنه الأكبر يساعده في الصيد، وفي إحدى المرات سافر بتجارته عبر البحر إلى إفريقيا سفراً طويلاً، فقام ابنه على قواربه أحسن قيام وازدهرت على يده عمليات الصيد، ولما عاد الأب عاد بمال وفير وتزوج ابنة صديق له من الحي، وهي فتاة صغيرة جميلة كان ابنه الأكبر يخطط للزواج بها، فتغيرت بسببها أحوال الأسرة، فأصبح الأب سلبياً لا يهتم بأسرته، وأصبحت الزوجة الأولى حاقدة ناقمة على ضرتها وزوجها وتتربص بهما، وأصبح الابن الأكبر شبه مجنون ويريد أن ينتقم من أبيه بكل وسيلة، فتثرب من زوجة أبيه ثم ترك الأسرة واختفى بعد أن حملت الزوجة بابنتها الأخيرة التي يرجح أهل الحي أنها ابنة الابن، الذي نزع نحو الانحراف، وأما زوجة الأب الجديدة الفتاة الصغيرة فكانت حادة الطباع شريرة.

وتابع صبري: وولد للزوج من زوجته الجديدة ابنتان، ومات الأب وماتت زوجته الشابة، فتولت الزوجة الأولى تربية البنتين، وصبت عليهما ذلك الحقد الدفين الذي كانت تحمله لذويهما، وكانت أكبر البنات طائعة مستسلمة، وأما الصغرى التي تروي الرواية على لسانها فكانت متمردة، ورأت من ألوان العذاب والإهانة ما لا يمكن لبشر أن يراه أو يتحمله، وهي بنت حملت الشؤم منذ ولادتها؛ وقد ماتت أمها أثناء وضعها، فكرهها كل أفراد أسرتها وكل من في الحي.

خلص صبري إلى أن فتحية النمر استطاعت بناء نسيج من العلاقات الداخلية بين أفراد أسرة وتتبع حيواتهم، كلٌّ على حدة، ثم ربطها بالحكاية العامة، وأن كل الشخصيات في الرواية هي شخصيات بها عوار وغير سوية؛ بسبب سلوك الزوج الذي لم يلتفت إلى مشاعر أفراد أسرته، والرواية تحمل قيمة حيث تعمقت في المجتمع الماضي وعلاقاته خاصة مجتمع المدينة الساحلية بشكل خاص.

وقالت فتحية النمر: «كل أعمالي كانت عن المجتمع المعاصر والإنسان المعاصر، لكنني لاحظت في السنوات الأخيرة أن منظومة القيم والعادات والتقاليد بدأت تخمد في مجتمعنا، ونحن لنا هويتنا وجذورنا التي لا غنى لنا عنها، وينبغي أن نحسن اختيار ما في تراثنا، وأن نسائل هذا التراث، ونسلط الضوء على ما فيه من قيم إيجابية، ونختار منه بوعي ما يؤكد قيمنا ويعزز هويتنا، وقد شرعت من جانبي في هذه الممارسة المبنية على تشريح المجتمع التقليدي سردياً، وبدأت ذلك بمجموعتي القصصية «حكايات من حي النباعة»، وكانت عن طفولتي والأشياء الجميلة التي عشتها وسمعت عنها في ذلك الحي في سبعينات القرن الماضي، وكذلك عن الأشياء السلبية، لكي ترى الأجيال الحاضرة كل ذلك، وتكون على وعي بما تأخذه وما تتركه، وتأتي روايتي الجديدة «رسائل عشّاق» في هذا الاتجاه».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2h6ssbkv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"