عادي

عيد بـ«أصوات الرصاص» في السودان.. ودول تستعد لإجلاء رعاياها

14:37 مساء
قراءة 3 دقائق
الخرطوم - أ ف ب
دخلت المعارك أسبوعها الثاني في السودان، وعادت أصوات إطلاق النار والانفجارات تسمع صباح السبت، في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد تراجع في حدة القتال ليلاً إثر الإعلان عن هدنة مؤقتة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتسببت المعارك خلال الأسبوع الفائت بسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى.
وتوقفت الانفجارات العنيفة التي هزت المدينة في الأيام الأخيرة ليل الجمعة السبت، بعد قبول الطرفين بهدنة لمناسبة عيد الفطر، لكن صباح السبت استؤنف إطلاق النار.
واندلع العنف في 15 نيسان/إبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأعلن الجيش الجمعة أنه «وافق على وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام» بمناسبة عيد الفطر، كان دعا إليه قبل يوم واحد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وتصعب كثيراً معرفة تفاصيل التطورات الميدانية في ظل خطر التنقّل، ويؤكد كل من الطرفين تفوقه على الأرض، الأمر الذي لا يمكن التحقّق منه. كما لا يمكن معرفة من يسيطر على ماذا في العاصمة التي هجر شوارعها المدنيون.
  • رائحة دماء
في الخرطوم، المدينة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، قلب الصراع حياة المدنيين الذين احتموا يتملكهم الرعب داخل منازلهم من دون كهرباء في أجواء حرّ شديد.
ويغامر عدد منهم بالخروج للحصول على مواد غذائية عاجلة أو للفرار من المدينة.
وقال سامي النور،أحد السكان، إن العيد يجب أن يكون «مع الحلويات والمعجنات مع أطفال سعداء والناس يحيون الأقارب»، لكن بدلاً من ذلك هناك «إطلاق نار ورائحة دماء حولنا».
وشهدت الخرطوم معارك عنيفة جداً خلال الأيام الماضية، إذ شنّت طائرات مقاتلة ضربات جوية على مواقع عدة، بينما تجوب دبابات الشوارع ويطلق الرصاص والمدفعية في مناطق مكتظة بالسكان، لكن العنف انفجر في جميع أنحاء البلاد أيضاً.
واتهم الجيش في وقت متأخر من الجمعة قوات الدعم السريع بشنّ هجمات في المدينة التوأم للعاصمة أم درمان، حيث أخرجوا «عدداً كبيراً من نزلاء» أحد السجون. لكن قوة الدعم السريع نفت ذلك.
واندلعت معارك في إقليم دارفور في غرب السودان حيث قالت منظمة أطباء بلا حدود في مدينة الفاشر إن الوضع «كارثي»، و«لا يتوفر عدد كافٍ من الأسرّة لاستيعاب عدد الجرحى الهائل»، وبينهم عدد كبير من الأطفال.
  • إجلاء الرعايا
تقوم جهات عدة بإعداد خطط لإجلاء الرعايا الأجانب، بينما نشرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان قوات في الدول المجاورة، ويدرس الاتحاد الأوروبي خطوة مماثلة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة إن الوضع ما زال خطيراً لإجلاء موظفي السفارة.
وفي وقت لاحق، قالت قوات الدعم السريع إنها مستعدة لفتح «كل مطارات» السودان «جزئياً» من أجل إجلاء الأجانب مع أنه من غير الممكن معرفة ما هي المطارات التي تسيطر عليها هذه القوات.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 413 شخصاً قتلوا وأصيب 3551 بجروح في القتال في جميع أنحاء السودان، لكن يُعتقد أن العدد الفعلي للقتلى أكبر من ذلك، إذ لم يتمكن عدد من الجرحى من الوصول إلى المستشفيات.
وقالت نقابة الأطباء إن أكثر من ثلثي المستشفيات في الخرطوم والولايات المجاورة «توقفت عن العمل» الآن، وتعرضت أخرى للنهب وقُصفت أربعة مستشفيات على الأقل في ولاية شمال كردفان.
وقال برنامج الغذاء العالمي إن العنف قد يدفع ملايين آخرين إلى الجوع في بلد يحتاج فيه 15 مليون شخص - ثلث السكان - إلى المساعدة.
ويخشى محللون أن تنجر دول المنطقة إلى النزاع، فقد شددت مجموعة الأزمات الدولية على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لوقف الانزلاق إلى «حرب أهلية شاملة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdh8ehca

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"