عادي
الهدنة الخامسة تلحق بسابقاتها.. والدخان الأسود يخيم على الخرطوم

مواجهات السودان تدخل أسبوعها الثالث بتصاعد القصف

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
5
5

شهدت الخرطوم غارات جوية وإطلاق نار، أمس السبت، مع دخول المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعها الثالث، على الرغم من الهدنة المعلنة والجهود الدولية لوقف القتال، فيما قال الجيش، إن التآمر على الدولة السودانية كان كبيراً وخططت له جهات في الداخل والخارج، لافتاً إلى نجاحه في إحباط محاولة فاشلة للاستيلاء على الحكم بقوة، بينما جدد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، تأكيد التزام الجيش بالعملية السياسية وتسليم السلطة لحكومة مدنية، مشدداً على أن الجيش لن يكون رافعة لأي كيان أو حزب أو جماعة للانقضاض على السلطة.

 وسُمعت أصوات ضربات جوية وأسلحة مضادة للطائرات وقذائف مدفعية في الخرطوم،  أمس السبت، وتصاعد الدخان الأسود فوق أجزاء من المدينة. وتعرضت طائرات كانت تقوم بغارات فوق الخرطوم لنيران كثيفة.

وقال أحد سكان جنوب الخرطوم : «استيقظنا من جديد على أصوات الطائرات الحربية ومضادات الطائرات في كل الحي».

وأكد شاهد آخر أن المعارك مستمرة منذ الفجر خصوصاً حول مقر التلفزيون الحكومي في أم درمان. كما حدثت مواجهات عند جسر الحلفايا الرابط بين الخرطوم بحري وأم درمان.

ووفقاً للأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 512 شخصاً وأصيب ما يقرب من 4200. وتعتقد المنظمة بأن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير. في هذا السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عن أسفه لاستمرار القتال فيما «ينهار البلد». 

خرق الهدنة

ويتبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاك الهدنة التي تم تمديدها لمدة ثلاثة أيام بوساطة دولية، وتنتهي في منتصف الليل اليوم الأحد ،فيما شهدت خروقاً كبيرة مثل سابقاتها.

واتهمت قوات الدعم السريع، الجيش باستهداف عدد من مواقع تمركزها وبعض الأحياء السكنية بالخرطوم بواسطة الطيران والمدفعية أمس.

وجددت التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة لفتح ممرات آمنة للمواطنين لقضاء احتياجاتهم الأساسية ولتسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب.

وأشارت إلى الخروق المستمرة للجيش وما أسمتهم بفلول النظام البائد المتطرفة.

ودعت جميع السودانيين إلى «عدم الالتفات للشائعات وحملات التضليل المدفوعة التي تبثها عناصر تنظيم «الإخوان» المتطرفة وأبواقهم لترهيب المواطنين من أجل تمرير أجنداتهم الخبيثة».

وحذرت قوات الدعم السريع، من خطوة مشاركة شرطة الاحتياطي المركزي في المعارك لصالح الجيش، لأنه توسيع لدائرة الحرب، معلنة سيطرتها على 90% من كامل الخرطوم، إضافة إلى إحكام سيطرتها على جميع الطرق المؤدية إلى داخل الولاية، فيما أنحى الجيش باللائمة على قوات الدعم السريع في الانتهاكات.

وضع خطِر

 في غرب دارفور، قتل 96 شخصاً منذ الاثنين في مدينة الجنينة، بحسب المفوضية الأممية لحقوق الإنسان التي وصفت الوضع بأنه خطِر.

وتتزايد أعمال النهب والتدمير وإشعال الحرائق بما في ذلك داخل مخيمات النازحين، بحسب منظمة أطباء بلا حدود التي اضطرت إلى وقف كل أعمالها تقريباً في غرب دارفور بسبب العنف، بحسب ما قال نائب مديرها في السودان سيلفان بيرون. وحذر بيرون، في بيان من أن منظمته قلقة جداً من تأثير أعمال العنف تلك في الأشخاص الذين سبق أن عانوا موجات العنف.

التزام بالعملية السياسية

من جهة أخرى، جدد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، أمس، تأكيد التزام الجيش بالعملية السياسية وتسليم السلطة لحكومة مدنية. وقال البرهان إن الجيش لن يكون رافعة لأي كيان أو حزب أو جماعة للانقضاض على السلطة.

وشدد على أن القوات المسلحة ملتزمة بالعملية السياسية التي تقود إلى قيام سلطة مدنية. وتأتي تلك التصريحات في رد غير مباشر على الاتهامات المتكررة من قائد قوات الدعم السريع  محمد حمدان دقلو، حول سعي البرهان إلى الاستحواذ على السلطة، وعرقلة تسليم الحكم إلى حكومة مدنية. في السياق، قال الجيش السوداني،إن التآمر على الدولة السودانية كان كبيراً وخططت له جهات في الداخل والخارج، لافتاً إلى نجاحه في إحباط محاولة فاشلة للاستيلاء على الحكم بقوة. وأضاف الجيش، في بيان، أن ما جرى خلال الأسبوعين الماضيين، كان محاولة فاشلة للاستيلاء على الحكم بالقوة.

وأكد البيان أن الجيش نجح في إحباط مشروع لاختطاف الدولة السودانية بكل تاريخها لصالح مشروع حكم ذاتي لشخص واحد. وأكد العمل على «تهيئة الظروف المناسبة لتتمكن الشرطة وبقية أجهزة الدولة من استئناف عملها وعودة الحياة لطبيعتها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «ستكتمل حلقات النصر قريباً وتأتي لحظة حساب كل من باع قضية الوطن». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wh837xph

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"