صوت الإنسانية

01:49 صباحا
قراءة دقيقتين

نور المحمود

موجعٌ أن يكون في عالمنا اليوم إنسان واحد يبيت ليلته ويقضي نهاره جائعاً باحثاً عن لقمة أو رغيف يسد به جوعه، وموجعٌ أن ترى البشر يتصارعون والأطماع تزيد والنفوس تزداد حقداً وجشعاً في زمن الانفتاح العالمي والتواصل وسرعة الانتقال من بلد إلى آخر وتفتت الحدود بفضل اللقاء الإلكتروني المفتوح بين كل البشر دون عرقلة أو تمييز بسبب جنسية أو لون أو لغة.. والأكثر إيلاماً أن يكون هناك أطفال وعائلات تئنّ من أوجاعها ولا تطلب أكثر من قوت يومي يكفيها كي تعيش، وبالكاد تصل إليها معونة أو يعلم عن أحوالها بشر!.

ليس سهلاً أو بسيطاً أن تعلن وكالات تابعة للأمم المتحدة في تقرير لها أن عدد «من احتاجوا إلى مساعدة غذائية عاجلة العام ٢٠٢٢ ارتفع من جراء النزاعات والصدمات الاقتصادية والكوارث المناخية إلى ٢٥٨ مليون نسمة، مقابل ١٩٣ مليوناً في ٢٠٢١»، في وقت نحسب فيه أننا تطورنا ولم يعد ينقصنا سوى التركيز في الذكاء الاصطناعي، وابتكار المزيد من أدوات العصر وإسراع الخطى نحو المستقبل المشرق!. نحزن ولا نتفاجأ، طالما أن هناك من يصرّ على تغليب النزاع والصراع على الحوار والعقل والتفاهم؛ نحزن ولا نتفاجأ طالما هناك دول تدمِّر وأخرى تعمِّر، فالشر موجود والخير موجود، ولنا وللعالم أن يختار أي الطريقين يسلك، إنما ما يحزّ في النفوس أن صوت الإنسانية مازال أضعف.

نمشي قُدُماً، ولكننا لا نتقدم في الأمور المتعلقة بمحو الجوع والحد من أزمات الغذاء، وكأننا ما زلنا في عصور ماضية، لماذا؟ ما الذي ينقصنا كي نجعل الإنسان والإنسانية والدعم والعون والإنقاذ أولوية في كل العالم بلا استثناء؟ كيف نقبل أن يكون هناك ٥٨ دولة ينعدم فيها الأمن الغذائي وفيها أشخاص يعانون الجوع إلى حد الموت؟.

صحيح أن الأزمات الاقتصادية المتفاقمة والظواهر الطبيعية المتغيرة والكوارث، تؤثر خصوصاً في الدول الفقيرة وتلك التي تعيش صراعات منذ سنوات، لكن المجهود الذي تبذله غالبية الدول الكبرى غير كاف، ولن نبالغ إن قلنا أنها غير عاجزة عن اتخاذ الإمارات نموذجاً لتحذو حذوها وتمدّ يد المساعدة لتأمين الغذاء للدول العاجزة.

الإمارات لا تنتظر المناسبات كي تطلق المبادرات الإنسانية، تستغل أي فرصة مناسبة كي تسبق إلى فعل الخير، ولو عدنا إلى العام ٢٠٢٢ الذي تتحدث عنه الأمم المتحدة، لوجدنا الإمارات حاضرة بقوة، أرسلت طائرة تحمل ٥٠ طناً من المواد الغذائية الأساسية إلى جمهورية زيمبابوي، وطائرة تحمل ٣٠ طناً من المواد الغذائية والإغاثية إلى أفغانستان، وطائرة تحمل ٥٠ طناً من المساعدات الغذائية إلى أوكرانيا، فضلاً عن ما أرسلته من مواد لمتضرري الزلازل، والمساعدات لمفوضية الأمن الغذائي نفسها، بجانب طبعاً مبادرة «مليار وجبة»، والتي «وفرت الدعم الغذائي في ٥٠ دولة ضمن أربع قارات في ٢٠٢٢».. والخير لا ينضب في أرض الخير.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2apbkd6k

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"