عادي
لا يزال أقل 19.7% من قمة 2022

السكر واللحوم والأرز وراء ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء العالمية

00:06 صباحا
قراءة 6 دقائق
فواكه وخضروات في سوبرماركت بالعاصمة الألمانية برلين (رويترز)
متابعة: خالد موسى

أفادت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن المؤشر القياسي لأسعار السلع الغذائية الدولية ارتفع في إبريل/ نيسان للمرة الأولى منذ عام، وسط زيادات في الأسعار العالمية للسكر واللحوم والأرز.

وبلغ مؤشر الفاو لأسعار الغذاء، الذي يتتبع التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية للسلع الغذائية المتداولة بشكل شائع، 127.2 نقطة في إبريل/نيسان 2023، بزيادة 0.6% عن مارس/ آذار، وهو أقل بنسبة 19.7% عن مستواه في إبريل/نيسان 2022، لكنه لا يزال أعلى بنسبة 5.2% مما كان عليه في إبريل/نيسان 2021.

بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 136.1 نقطة في إبريل/نيسان، أي بانخفاض قدره 2.4 نقطة (1.7%) عن مستواه المسجّل في مارس/آذار وأدنى بمقدار 33.5 نقطة (19.8%) عن مستواه المسجل قبل سنة من الآن. وقد عوّض تراجع الأسعار العالمية للحبوب الخشنة الرئيسية الزيادة في أسعار الأرزّ من شهر إلى آخر. وتراجعت الأسعار الدولية للقمح بنسبة 2.3% خلال شهر إبريل/نيسان؛ حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ شهر يوليو/تموز 2021، وذلك بشكل رئيسي بسبب توفر كميات كبيرة مخصصة للتصدير من الاتحاد الروسي وأستراليا.

أما أحوال المحاصيل الملائمة في أوروبا، إلى جانب الاتفاق الذي أُبرم في نهاية إبريل/نيسان والذي يسمح للحبوب من أوكرانيا بالعبور في بلدان الاتحاد الأوروبي التي كانت قد فرضت قيوداً على استيراد الحبوب من أوكرانيا في وقت سابق من الشهر نفسه، فقد ساهمت بدورها في تهدئة المناخ العام في الأسواق. وانخفضت بدورها الأسعار العالمية للذرة بنسبة 3.2% في إبريل/نيسان، وذلك بشكل رئيسي بسبب وجود عرض موسمي أعلى في أمريكا الجنوبية في ظلّ استمرار عمليات الحصاد والتوقعات الملائمة التي تشير إلى تسجيل إنتاج قياسي في البرازيل.

ومن بين الحبوب الخشنة الأخرى، تراجعت الأسعار العالمية للشعير والذرة الرفيعة بنسبة 4.3 و0.3% على التوالي، ما يعكس ضعف الطلب العالمي وتأثرها بضعف الأسواق الدولية للذرة والقمح. وفي المقابل، أدّت عمليات البيع إلى الشارين في آسيا إلى رفع الأسعار الدولية خلال شهر إبريل/نيسان. ونتيجة لذلك، عكست أسعار تصدير الأرزّ معظم التراجع المسجل في شهر مارس/آذار 2023.

  • أسعار الزيوت النباتية

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية 130.0 نقطة في إبريل/نيسان، أي بتراجع قدره 1.8 نقطة (1.3%) عن مستواه المسجّل خلال شهر مارس/آذار، ما يمثل تراجعاً للشهر الخامس على التوالي. ويدلّ استمرار تراجع مؤشر الأسعار على تضافر تأثيرات استقرار الأسعار العالمية لزيت النخيل، وتدني أسعار زيوت الصويا وبذور اللفت ودوار الشمس. وحافظت الأسعار الدولية لزيت النخيل على نفس مستواها تقريباً، بعدما شهدت انتفاضة طفيفة خلال شهر مارس/آذار، في حين عوّض الدعم الذي وفّرته كميات محدودة للعرض من جانب المنتجين الرئيسيين عن الضغط إلى الأسفل نتيجة الطلب الخجول على الواردات من البلدان المستوردة الرئيسية. وفي المقابل، واصلت الأسعار العالمية لزيت الصويا تراجعها وذلك إلى حد كبير بفعل الضغط الموسمي على المحاصيل، في ظلّ احتمال تسجيل محصول قياسي لفول الصويا في البرازيل رغم توقعات الإنتاج الأدنى بكثير في الأرجنتين. وفي هذه الأثناء، واصلت الأسعار الدولية لزيوت بذور اللفت ودوار الشمس تراجعها أيضاً خاصة بفعل وجود كميات عالمية وافرة للعرض المخصص للتصدير.

  • أسعار الألبان

وبلغ متوسط مؤشر أسعار منظمة الأغذية والزراعة للألبان 124.6 نقطة خلال شهر إبريل/نيسان، أي بتراجع قدره 2.2 نقطة (1.7%) عما كان عليه في مارس/آذار و22.1 نقطة (15.1%) عن مستواه المسجل قبل سنة من الآن. وفي شهر إبريل/نيسان، انخفضت الأسعار الدولية للحليب المجفف للشهر العاشر على التوالي، خاصة بسبب تأثيرات استمرار الطلب المحدود على الواردات على نطاق العالم. وقد حال شراء الصين كميات إضافية والتراجع الموسمي في كميات العرض من نيوزيلندا دون حدوث انخفاض أكبر في الأسعار العالمية للحليب المجفف الكامل الدسم، في حين أنّ الارتفاع الحالي في العرض من أوروبا الغربية قد أدى إلى ضغط إضافي نحو الأسفل على أسعار الحليب المجفف الخالي من الدسم. وتراجعت بدورها أسعار الأجبان، وهو ما يدل بشكل خاص على ارتفاع الكميات المتاحة للتصدير في أوروبا الغربية؛ حيث يجري نقل كميات إضافية من الحليب إلى قطاع إنتاج الأجبان في ظلّ الارتفاع الموسمي في إنتاج الحليب. وفي المقابل، بقيت الأسعار العالمية للزبدة مستقرة بالإجمال؛ حيث كانت كميات العرض الإضافية كافية في العموم لتلبية الطلب الإضافي على الواردات بالنسبة إلى عمليات التسليم في الأجلين القصير والطويل.

  • ارتفاع أسعار اللحوم

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم 114.5 نقطة في إبريل/نيسان، أي بارتفاع قدره 1.5 نقطة (1.3%) عن مستواه في مارس/آذار وراوح عند 7.4 نقطة (6.1%) دون مستواه المسجل في الفترة نفسها من السنة الماضية. وفي شهر إبريل/نيسان، سجّلت الأسعار الدولية للحوم الخنزير أكبر ارتفاع بسبب ازدياد الكميات المستوردة التي اشترتها البلدان الآسيوية، واستمرار فرض قيود على العرض في عدد من البلدان المصدّرة الرئيسية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج والقضايا المتصلة بصحة الحيوان. وفي هذه الأثناء، ارتفعت مجدداً الأسعار العالمية للحوم الدواجن بعد تسعة شهور من التراجع المستمر بموازاة ارتفاع الطلب على الواردات من آسيا، واستمرار القيود المفروضة على العرض نتيجة تفشي إنفلونزا الطيور في العديد من المناطق. وارتفعت بدورها الأسعار الدولية للحوم الأبقار نتيجة انخفاض أعداد الأبقار المخصصة للذبح، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكيّة. وفي هذه الأثناء، بقيت أسعار لحوم الغنم مستقرة إلى حد كبير؛ حيث كانت الكميات العالية المتاحة للتصدير من أوسيانيا مضاهية تقريباً لارتفاع الواردات من آسيا وبلدان الشرق الأوسط.

  • ارتفاع أسعار السكر

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر 149.4 نقطة خلال شهر إبريل/نيسان أي بارتفاع قدره 22.4 نقطة (17.6%) عما كان عليه في شهر مارس/آذار، وهذه هي الزيادة الشهرية المتتالية الرابعة، وأعلى مستوى مسجّل منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2011. وكان الارتفاع الكبير في الأسعار بشكل رئيسي نتيجة ازدياد المخاوف بشأن انحسار الكميات المتاحة عالمياً في الموسم 2022 /2023 في أعقاب المراجعة إلى الأسفل لتوقعات الإنتاج في كل من الهند والصين، إلى جانب إنتاج أقلّ مما كان متوقعاً في تايلند والاتحاد الأوروبي. ورغم التوقعات الإيجابية بالنسبة إلى محاصيل قصب السكر في عام 2023 في البرازيل، فإنّ الانطلاقة البطيئة لعملية الحصاد بسبب هطول كميات من الأمطار فاقت المعدلات، قد عززت الأسعار بقدر أكبر. وساهم أيضاً ارتفاع الأسعار الدولية للزيوت الخام وارتفاع قيمة الريال البرازيلي في مقابل الدولار الأمريكي في الزيادة الإجمالية في الأسعار العالمية للسكر.

وخلافاً لسائر مجموعات السلع، لا تكون معظم الأسعار المستخدمة في حساب مؤشر المنظمة لأسعار اللحوم متاحة في الوقت الذي يُحسَب ويُنشَر فيه مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء، وبالتالي تُشتَق قيمة مؤشر أسعار اللحوم للأشهر الأخيرة من خليط من الأسعار المتوقَّعة والملحوظة. ويمكن أن يتطلَّب ذلك في بعض الأحيان تعديلات كبيرة في القيمة النهائية لمؤشر المنظمة لأسعار اللحوم، ويمكن أن يؤثّر ذلك بدوره على قيمة مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء.

785 مليون طن من الحبوب.. ثاني أكبر إنتاج عالمي على الإطلاق


في تقرير العرض والطلب من الحبوب، عدلت منظمة الأغذية والزراعة توقعاتها لإنتاج القمح العالمي لعام 2023. وقد وصل الناتج العالمي الآن إلى 785 مليون طن، وهو ثاني أكبر حجم على الإطلاق، لكنه انخفض عن الموسم الماضي في الأغلب بسبب الانخفاضات في أستراليا والاتحاد الروسي من مخرجاتهم القياسية لعام 2022.

وبالنسبة للذرة، من المتوقع أن يصل إنتاج البرازيل إلى مستوى قياسي، بينما من المتوقع أن ينخفض إنتاج الأرجنتين إلى ما دون المستويات المتوسطة بسبب ظروف الجفاف الطويلة وموجات الحرارة. وعززت الظروف المناخية المواتية توقعات الغلة في جنوب إفريقيا، والتي تتوقع ثاني أعلى محصول على الإطلاق.

وفي الوقت نفسه، فإن توقعات 2023/ 2024 لإنتاج الأرز على طول وجنوب خط الاستواء مختلطة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التأثير الإقليمي المتنوع لحدث النينيا. للمضي قدماً، فإن الظهور المحتمل لظاهرة النينيو خلال صيف نصف الكرة الشمالي يحتاج إلى مراقبة من كثب.

ورفعت الفاو توقعاتها السابقة للتجارة العالمية في الحبوب في 2022/ 2023 إلى 472 مليون طن، أي أقل بنحو 2.2% من مستواها القياسي في الموسم السابق. ومن المتوقع أن ترتفع تجارة القمح العالمية بنسبة 2.3%، بينما من المرجح أن ترتفع التجارة العالمية في الحبوب الخشنة بنسبة 5.5%. من المتوقع أن تنكمش التجارة الدولية في الأرز في عام 2023 بنسبة 4.4% على أساس سنوي.

ومن المتوقع أن يبلغ الاستخدام العالمي للحبوب في 2022 /2023 2780 مليون طن، وستصل مخزونات الحبوب العالمية بحلول نهاية المواسم إلى 855 مليون طن. واستناداً إلى هذه التوقعات الأخيرة، ستبلغ نسبة مخزونات الحبوب العالمية 2022 /2023 إلى الاستخدام 29.8%، بانخفاض طفيف عن 30.8% خلال الاثني عشر شهراً السابقة لكنها لا تزال تشير إلى مستوى إمداد مريح نسبياً على مستوى العالم، بحسب «الفاو».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n78ee2t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"