الشارقة: علاء الدين محمود
تحتل كتب الآثار والتراث مكانة مميزة في المكتبة الإماراتية؛ حيث شهدت الفترة الأخيرة، الكثير من البحوث والدراسات من قبل متخصصين قلبوا صفحات الماضي الإماراتي العريق، وعملوا على توثيق مفردات التراث المادي والروحي للدولة؛ وهذا ما يؤكده انتشار المعاهد ومراكز التراث، كما أن الإمارات ظلت تعطي اهتماماً خاصاً للمكتشفات الأثرية التي تؤكد البعد الحضاري الراسخ للدولة.
يعد كتاب «صفحات من آثار وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة»، تأليف ناصر حسين العبودي، والصادر في طبعته الأولى عن وزارة الثقافة، عام 2009، من المؤلفات المهمة التي تقلب صفحات الآثار والتراث الإماراتي والذي يتسم بالتنوع والتعدد، ويستعرض الكتاب العديد من المعلومات الحضارية التي أمكن العثور عليها من خلال الأعمال الأثرية الحقلية التي تمت في السنوات الأخيرة، من خلال تحليل «اللقى»، الأثرية؛ والتي تعني القطع الفخارية المختلفة الأشكال والألوان والصناعات المعدنية والمسكوكات والآلات والكتابات والرسوم والأشكال، فهي تشكل مادة دراسة مهمة، ويعثر عليها بواسطة البعثات الأثرية العاملة بالموقع المعين.
ويشير الكتاب، إلى أن الاهتمام بالتراث الحضاري في الدولة، قد دخل مرحلة جديدة في العقود الثلاثة الأخيرة، بعد البدايات الأولى التي دشنت في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، بينما بدأت الفترة الجديدة منذ تسعينات القرن الماضي، ولا تزال مستمرة حتى الآن.
والكتاب يقع في 232 صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل على خمسة فصول؛ حيث يركز الأول في مواضيعه على الآثار في الإمارات، والفترات التاريخية الحضارية المكتشفة، والنقوش الصخرية، والتقنيات الأثرية لموقع «الثقيبة» في المدام في إمارة الشارقة، ويقف هذا الفصل على زيارة لموقع الآثار بجزيرة صير بونعير، ومواقع الحضارات الهلنستية، كما يتناول أهمية مدينة مليحة كمركز حضاري مهم من فترة ما قبل الميلاد في الشارقة، كما يركز على «موقع جميرا» في دبي.
فيما يحمل الفصل الثالث عناوين لمواضيع مهمة، مثل: «حفظ التراث الحضاري مسؤولية وطنية»، و«التراث الشعبي بدولة الإمارات البدايات وأساليب النهوض به»، و«الحرف والصناعات التقليدية الماضي والحاضر والمستقبل»، والتراث الشعبي والدعوة لبعث الحرف والصناعات الشعبية التقليدية في الدولة، و«إطلالة على ماضي الإمارات».
ويركز الفصل الرابع على الأسوار والحصون والقلاع كتراث مجيد في الدولة، وكذلك يطل على العمارة القديمة في الإمارات، ويتحدث عن اكتشاف سور الشارقة القديم، ويحكي قصة «حصن ضاية» في الرمس برأس الخيمة، وكذلك قلاع «فيلي» العسكرية.
أما الفصل الخامس، فقد خصص للحديث عن مشروع «ترميم المباني التراثية في إمارة الشارقة»، و«الغربيون واهتماماتهم بالتراث الحضاري للإمارات»، ويستعرض المؤلف خلال تلك الفصول والمواضيع، الجهود المبذولة في حقول الآثار والتراث المختلفة، على مدى السنوات الأخيرة، من أجل إلقاء الضوء عليها وتقييمها، ويضم الكتاب العديد من الصور والخرائط.
ويؤكد الكتاب، أن حضارة البلد، لا تقل أهمية عن التقدم والتطور التكنولوجي الحديث؛ بل إن العديد من الدول تصرف الكثير على الدراسات في ميدان الحضارة والتي يراد بها كل ما خلفه إنسان بلد ما من ماضٍ على أي شكل كان من خلال العمارة أو الكتابة أو النقش أو المصنوعات والمشغولات؛ إذ يقوم علماء متخصصون في هذه الفروع من العلوم بفك رموز هذه المكتشفات، ويشير الكتاب إلى أن الإمارات قد اهتمت بذلك الأمر اهتماماً كبيراً؛ حيث هيأت الظروف للعلماء من أجل اكتشاف ماضي هذا البلد العريق.
ويستعرض المؤلف جوانب مهمة من العمل في مجال الآثار في كل إمارة من إمارات الدولة؛ حيث كانت أبوظبي هي أول من اهتمت بالآثار في الخمسينات من القرن الماضي، عندما تمت دعوة فريق الآثاريين الدنماركيين العاملين في البحرين لزيارة أبوظبي، وبالذات جزيرة أم النار، لوجود المباني والأطلال الكثيرة المتناثرة فيها، إلى جانب تلال حجرية في جبل حفيت ومناطق أخرى من مدينة العين؛ حيث أسفرت النتائج عن عمق الحضارة التي بناها أهل «أم النار»، والتي تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد؛ أي منذ خمسة آلاف سنة، ويعرج الكتاب على المكتشفات الأثرية في موقع القصيص في دبي عام 1973؛ حيث تم العثور على الكثير من الشواهد التي تدل على قدم المنطقة، كما يلفت الكتاب إلى الاهتمام بالتراث والآثار في الشارقة؛ حيث تم إنشاء جهاز متخصص يهتم بالآثار يعمل في مناطق الشارقة والحمرية ومليحة وكلباء وخورفكان، ويعرج الكتاب كذلك على نشاط التنقيب الأثري في عجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة.
ويشير الكتاب إلى أن النتائج العلمية التي أمكن العثور عليها من خلال التقنيات والدراسات الأثرية في مختلف أنحاء الدولة، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الإمارات تمتلك تاريخاً قديماً وحضارة عريقة تضاهي حضارات الشرق الأوسط القديم؛ حيث أكدت البعثات والدراسات الأثرية أن الإنسان في فترة ستة آلاف سنة كان يعيش على سواحل الإمارات.
تحتل كتب الآثار والتراث مكانة مميزة في المكتبة الإماراتية؛ حيث شهدت الفترة الأخيرة، الكثير من البحوث والدراسات من قبل متخصصين قلبوا صفحات الماضي الإماراتي العريق، وعملوا على توثيق مفردات التراث المادي والروحي للدولة؛ وهذا ما يؤكده انتشار المعاهد ومراكز التراث، كما أن الإمارات ظلت تعطي اهتماماً خاصاً للمكتشفات الأثرية التي تؤكد البعد الحضاري الراسخ للدولة.
يعد كتاب «صفحات من آثار وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة»، تأليف ناصر حسين العبودي، والصادر في طبعته الأولى عن وزارة الثقافة، عام 2009، من المؤلفات المهمة التي تقلب صفحات الآثار والتراث الإماراتي والذي يتسم بالتنوع والتعدد، ويستعرض الكتاب العديد من المعلومات الحضارية التي أمكن العثور عليها من خلال الأعمال الأثرية الحقلية التي تمت في السنوات الأخيرة، من خلال تحليل «اللقى»، الأثرية؛ والتي تعني القطع الفخارية المختلفة الأشكال والألوان والصناعات المعدنية والمسكوكات والآلات والكتابات والرسوم والأشكال، فهي تشكل مادة دراسة مهمة، ويعثر عليها بواسطة البعثات الأثرية العاملة بالموقع المعين.
ويشير الكتاب، إلى أن الاهتمام بالتراث الحضاري في الدولة، قد دخل مرحلة جديدة في العقود الثلاثة الأخيرة، بعد البدايات الأولى التي دشنت في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، بينما بدأت الفترة الجديدة منذ تسعينات القرن الماضي، ولا تزال مستمرة حتى الآن.
والكتاب يقع في 232 صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل على خمسة فصول؛ حيث يركز الأول في مواضيعه على الآثار في الإمارات، والفترات التاريخية الحضارية المكتشفة، والنقوش الصخرية، والتقنيات الأثرية لموقع «الثقيبة» في المدام في إمارة الشارقة، ويقف هذا الفصل على زيارة لموقع الآثار بجزيرة صير بونعير، ومواقع الحضارات الهلنستية، كما يتناول أهمية مدينة مليحة كمركز حضاري مهم من فترة ما قبل الميلاد في الشارقة، كما يركز على «موقع جميرا» في دبي.
- إطلالة
فيما يحمل الفصل الثالث عناوين لمواضيع مهمة، مثل: «حفظ التراث الحضاري مسؤولية وطنية»، و«التراث الشعبي بدولة الإمارات البدايات وأساليب النهوض به»، و«الحرف والصناعات التقليدية الماضي والحاضر والمستقبل»، والتراث الشعبي والدعوة لبعث الحرف والصناعات الشعبية التقليدية في الدولة، و«إطلالة على ماضي الإمارات».
ويركز الفصل الرابع على الأسوار والحصون والقلاع كتراث مجيد في الدولة، وكذلك يطل على العمارة القديمة في الإمارات، ويتحدث عن اكتشاف سور الشارقة القديم، ويحكي قصة «حصن ضاية» في الرمس برأس الخيمة، وكذلك قلاع «فيلي» العسكرية.
أما الفصل الخامس، فقد خصص للحديث عن مشروع «ترميم المباني التراثية في إمارة الشارقة»، و«الغربيون واهتماماتهم بالتراث الحضاري للإمارات»، ويستعرض المؤلف خلال تلك الفصول والمواضيع، الجهود المبذولة في حقول الآثار والتراث المختلفة، على مدى السنوات الأخيرة، من أجل إلقاء الضوء عليها وتقييمها، ويضم الكتاب العديد من الصور والخرائط.
ويؤكد الكتاب، أن حضارة البلد، لا تقل أهمية عن التقدم والتطور التكنولوجي الحديث؛ بل إن العديد من الدول تصرف الكثير على الدراسات في ميدان الحضارة والتي يراد بها كل ما خلفه إنسان بلد ما من ماضٍ على أي شكل كان من خلال العمارة أو الكتابة أو النقش أو المصنوعات والمشغولات؛ إذ يقوم علماء متخصصون في هذه الفروع من العلوم بفك رموز هذه المكتشفات، ويشير الكتاب إلى أن الإمارات قد اهتمت بذلك الأمر اهتماماً كبيراً؛ حيث هيأت الظروف للعلماء من أجل اكتشاف ماضي هذا البلد العريق.
- تاريخ تليد
ويستعرض المؤلف جوانب مهمة من العمل في مجال الآثار في كل إمارة من إمارات الدولة؛ حيث كانت أبوظبي هي أول من اهتمت بالآثار في الخمسينات من القرن الماضي، عندما تمت دعوة فريق الآثاريين الدنماركيين العاملين في البحرين لزيارة أبوظبي، وبالذات جزيرة أم النار، لوجود المباني والأطلال الكثيرة المتناثرة فيها، إلى جانب تلال حجرية في جبل حفيت ومناطق أخرى من مدينة العين؛ حيث أسفرت النتائج عن عمق الحضارة التي بناها أهل «أم النار»، والتي تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد؛ أي منذ خمسة آلاف سنة، ويعرج الكتاب على المكتشفات الأثرية في موقع القصيص في دبي عام 1973؛ حيث تم العثور على الكثير من الشواهد التي تدل على قدم المنطقة، كما يلفت الكتاب إلى الاهتمام بالتراث والآثار في الشارقة؛ حيث تم إنشاء جهاز متخصص يهتم بالآثار يعمل في مناطق الشارقة والحمرية ومليحة وكلباء وخورفكان، ويعرج الكتاب كذلك على نشاط التنقيب الأثري في عجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة.
ويشير الكتاب إلى أن النتائج العلمية التي أمكن العثور عليها من خلال التقنيات والدراسات الأثرية في مختلف أنحاء الدولة، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الإمارات تمتلك تاريخاً قديماً وحضارة عريقة تضاهي حضارات الشرق الأوسط القديم؛ حيث أكدت البعثات والدراسات الأثرية أن الإنسان في فترة ستة آلاف سنة كان يعيش على سواحل الإمارات.