عادي
الأمم المتحدة بحاجة ل 19.9 مليون دولار لتوفير احتياجاتهم الأساسية

السودانيون في مصر.. «أصحاب بيت» وليسوا لاجئين

02:04 صباحا
قراءة 3 دقائق

منذ اندلاع القتال في السودان، كانت مصر المحطة المفضلة للسودانيين، وازدحمت مدينة بورتسودان بالراغبين بالهجرة الى مصر، من السودانيين التي يشعرون أنها بلدهم الثاني، بالمقابل ترفض القاهرة التعامل معهم على أنهم لاجئين، وترفض القاهرة إقامة مخيمات للاجئين، إذ تفضل السلطات منحهم حق العمل، والتنقل مثلهم مثل المصريين. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة أن الوافدين بسبب أوضاع بلادهم «هم ضيوف وليسوا لاجئين». فيما تقول الأمم المتحدة إنها بحاجة إلى 19.9مليون دولار لتوفير احتياجات اللاجئين الأساسية.

وعلى الحدود وتحت أشعة شمس حارقة، تنتظر مئات العائلات الوافدة من الخرطوم السماح لها بالعبور إلى مصر التي تعفي النساء والأطفال والمسنّين من تأشيرة الدخول. وكان البعض بلا جواز سفر، بينما فضّل آخرون ممن يسمح لهم بالعبور، انتظار نيل أفراد عائلاتهم تأشيرة دخول لمصر، حتى وإن تطلّب ذلك الانتظار أياماً. نتيجة الاكتظاظ أمام قنصلية وادي حلفا، حيث حاول سودانيون الحصول على تأشيرة دخول من القنصلية المصرية في بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، والتي تبعد أكثر من 650 كيلومتراً.

إلا أن الانتقال إلى بورتسودان التي شكّلت نقطة عبور أساسية لعشرات الآلاف ممن فرّوا من السودان منذ بدء النزاع، لا يضمن سير الأمور بشكل أسرع. وقال يوسف البشير إنه انتظر خمسة أيام مع مئات آخرين لمجرد تقديم طلب الحصول على تأشيرة.

ومنذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع 15 نيسان/إبريل، وصل إلى مصر أكثر من 132 ألف لاجئ من بين 319 ألفا تركوا السودان، وفق منظمة الهجرة الدولية.

توفير الاحتياجات

على الجانب الآخر من الحدود، يوفر الهلال الأحمر المصري الرعاية لأولئك الذين يتمكنون من العبور، ويوزعون عليهم الماء والبسكويت. ويتعين على السودانيين الذين يعبرون إلى الجانب المصري، شراء تذكرة حافلة للانتقال إلى أقرب مدينة رئيسية وهي أسوان والتي تبعد نحو 300 كيلومتر شمال الحدود. وبعد وصولهم إليها، يقبل متطوعون مصريون للاهتمام بهم، وتقديم الماء ووجبات الطعام الساخنة التي افتقدوها منذ بدء رحلة فرارهم من الخرطوم. ويقول أحد المتطوعين منصور جمعة «نقدم ثلاث أصناف يوميًا على الغداء: الدجاج والمعكرونة والفاصوليا». ويضيف «نوزع وجبات على عشرات المنازل أيضاً»، مشيراً إلى أنه «في بعض الأحيان تجد ثماني عائلات» في منزل واحد.

أربعة ملايين

وقبل الحرب في السودان، كان أكثر من أربعة ملايين سوداني يعيشون في مصر، بحسب بيانات الأمم المتحدة، إذ يجمع بين البلدين العربيين الجارين العديد من الروابط الاجتماعية والثقافية والتاريخية. ويقول أحمد، وهو أحد السودانيين الوافدين إلى مصر، إنها كانت وجهة «واضحة... إنها بلدنا الثاني».

وزاد إقبال السودانيين بالتوجّه نحو مصر منذ بدء النزاع في بلادهم. وقال رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في مصر كارلوس كروز إن «عدد الأشخاص الذين ينتظرون العبور إلى مصر في تزايد». وأوضح أن المنظمة الأممية تحتاج إلى 19.9 مليون دولار حتى تمد هؤلاء «بالماء والغذاء ومستلزمات النظافة والأدوية»، خصوصاً لمن يعانون الأمراض المزمنة وعلى المدى الطويل ستظهر احتياجات أخرى بما في ذلك التعليم وسبل العيش». ويعتقد العديد من اللاجئين السودانيين أن عودتهم إلى وطنهم قد لا تكون ممكنة قبل وقت طويل، وحتى عقود من الزمن.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3hr4vv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"