الشارقة: «الخليج»
استضاف النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول الجمعة، الشاعر أنور الخطيب، في أمسية شعرية بعنوان «الشعر.. أنت»، أدارها الشاعر محمد إدريس، بحضور الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي.
وجاء في تقديم محمد إدريس للأمسية أن أنور الخطيب شاعر وروائي ومترجم وإعلامي عربي فلسطيني يعمل في الإمارات منذ بداية الثمانينيات، ولد في لبنان، وحصل على ليسانس التعليم في اللغات الأجنبية من جامعة قسنطينة في الجزائر، وصدرت له 6 دواوين شعرية، و12 رواية، و3 مجموعات قصصية، وكتابان في النقد والتوثيق الثقافي.
وسلط إدريس الضوء على تجربة الخطيب التي تقطف من كل بستان زهرة، ومن كل غيمة أغنية وحكاية، ويكتب أشعاره ويهديها للحبيبة أحياناً، وإلى الوطن السليب أحياناً أخرى، وقد يمزج بينهما فلا تدري لمن يكتب منهما، يعيش غربة الفلسطيني بكل مراراتها وعذاباتها، ويحنّ إلى أرض الوطن.
استهلّ الشاعر الخطيب قراءاته الشعرية بقصيدة مهداة إلى أمهات الشهداء، رسم في جراح الثكالى حين تختلط بحب التضحية والفداء للوطن فتتحول إلى زنابق وورود وأنوار من الجنة، وقرأ قصيدة مهداة إلى شيرين أبوعاقلة، وعدة قصائد أخرى للوطن والحب.
يقوم أسلوب الخطيب على مزج الحكاية بالشعر.. فيروي الحدث مسترسلاً عبر جمل فعلية قصيرة سريعة، تصف حدثاً متدفقاً متتالياً بدون أدوات عطف.. ويلتقط المفردة من قريب، لكنّه لا ينسى أن يصنع المفارقة، التي تقلب ذلك القرب إلى بعد، وتأخذ المتلقي إلى البحث عمّا وراء الجملة.. يفعل الخطيب ذلك «كلما أنجبتْه سرْوَة وفاض عليه المعنى، وكلما عدّلت رصاصة في الرأس مزاج شهيدة، وكلما كتب نفسه على وتر الهلاك، وعلى قدر ما ملكتْ يمين الشعر» يقول الخطيب من قصيدة «سيدة النهايات»:
تعالي سيدة النهايات / لدي رصيدٌ كبير من الموت / يكفي لأكون شاهداً / جداريةً تنقشين عليها نصّك الأخير / تعاليْ قبلها وقبّليني أمام قبر أمي / قبلةً طويلة كمسيرة نازحين / أولها عند خاصرة الدّفلى في «الجليل» / وآخرها عند صحراء «نيفادا» / تعاليْ، إنهم يقضمونني شجرة شجرة / يجفّفونني نهراً نهراً / يمضغونني كلِبان / يمسحون اسم أبي الرباعيّ / واسم قريته عن شاهده / هذا ما تبقّى لنا / هواء أصفر يضجّ من ثقل الفراغ / ظلال لأشباه ثائرين / سأبني متراساً هنا / أدافع عن آخر الميتين / صوت أمي / وتعاليْ / بكل ما أوتيتِ من شبق الخراب / سأفتتح الليلة مقهى للصدى / وبعضِ فتات وطن / تعاليْ..
